الحلقة الرابعة
الشرك يستلب الحرية
في مجتمعات مثل المجتمعات الغربية التي يظن الكثير من العالم أنها مجتمعات متعلمة وأنها تمتلك تمام الحرية.. في مثل هذه المجتمعات يعشش الشرك، ولذا خاب ظن الكثير الذين شهدوا تلاشي الحرية في تلك المجتمعات.
إن المرأة مثلاً في الغرب تستطيع أن تمشي عارية تماماً، إذ هي تعرض جسدها ليس لأنها تمتلك الحرية، بل لأن خيارها في التعري يخدم مؤسسات الشرك واهدافها، بدليل أنها لو اختارت الحجاب، فلا حرية لها، فهي تطرد من المدرسة ومن الجامعة ومن الدائرة الحكومية. كما حصل ذلك في الدول الأوروبية وخصوصاً فرنسا. بل وحتى من المؤسسات التشريعية وإن انتخبها الشعب وبمقياس الحرية عندهم.. وهذه التركية في البرلمان تطرد من البرلمان، بل وتسقّط عنها الجنسية التركية لأنها تمسكت بحريتها في اختيار الحجاب بل لأن دينها يتطلب الحجاب.. إزاء هذا نجد في استنبول وفي شوارعها العريضة، أن المومسات يعرضن أجسادهن عاريات في دكاكين الدعارة لمن يشتري تحت رعاية الحرية والديمقراطية في تركيا.
هذا لا يخص النساء فقط في استلاب الحرية، بل أن الكاتب المعروف، روجية غارودي، منع من نشر كتابه عن الصهيونية في حقائقها، بل حوكم وادين هو والناشر، في حين أن سلمان رشدي المرتد الذي تطاول على اشرف خلق الله تعالى وحقر مقدسات مليارا مسلم ينال الحماية والرعاية والتكريم ليمارس حريته في إهانة المقدسات.
إن الكاتب في دول الغرب يستطيع أن يمارس حريته في خدمة أهداف الشرك إلا أن يقول الحقيقة فانه مجرم خارج عن القانون لا حرية له.
إن الحرية في معناها الخالص لا تتحقق إلا مع التوحيد الخالص في المجتمع. والتوحيد الخالص لله تعالى يتحقق مع معاني الطاعة الصادقة له تعالى فقط، والطاعة الصادقة لله تعالى لا تبرز إلا من خلال تحكيم كتاب الله تعالى والتمسك بعترة المصطفى من المعصومين معاً. لأن الذين يختارون دين الله تعالى سبيلاً لنيل حرياتهم لابد أن يكونوا على حذر من استلاب التشريع بالمنفعة أو بالشعور بالدونية أو بالفوقية، لأن الاستلاب هذا يعني اسلاب معاني الحرية وضياع الدين معاً. ولهذا الموضوع تفصيل قد تكون لنا فرصة أخرى في بيانه إنشاء الله
|