عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 09-04-2005, 12:59 PM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اخى الهادئ ..
لا أدرى كيف اشكرك على تلبية تلك الرغبه وكذلك على السرعة التى فاجئتنى فجعلتنى اعد شئا يسيرا مما كنت ارتبه فى رأسى .. ولسوف أتفاعل معك سريعا لحماسك الذى اغبطك عليه ... و لنا ان شاء الله جولات ..
اما عن أخى ...mon – لا أدرى بما أناديك أخى فأنا أستحى من أسمك و لكن حلا لهذا المعضل الذى وضعتنا فيه لسوف أكتفى بأول ثلاث حروف – فليته يتحفنا بمشاركاته فى هذا الموضوع لأن المحاور هو صاحب الموضوع و يستطيع الجميع أن يحاوروه و يناقشوه .. وكذلك أدعو أخى فارس ترجل فكم أثرى حوارات من قبل و أجد انه محفز جيد لأخى الهادئ الذى اندمج بشدة فى نقاش فارس مما أخرج لنا افكار رائعة اخرجتنا من غث الخيمة السياسية فلله درهما ..
والآن دعنى أبدا بكتاب الحركة الإسلامية من المواجهة إلى المراجعة الذى جعلته منطلق للحوار ..

فهذا الكتاب عبارة عن وجهة نظر ورؤية تخص صاحبها فهى تجربة ذاتية و ليست جماعية و اقول ذلك أن أعضاء اكبر منه شئنأ قد استمروا على فكرهم و عقيدتهم لم يتأثروا بأى ضغوط مُورست عليهم .. و لكن من الممكن أن نأخذ نقاطه كنقطة بداية للمناقشة التى سأركز فيها على نهج حركة الأخوان المسلمين كأكبر حركة عالمية حتى عهد التسعينات و هو عهد بزوغ تنظيم القاعدة كتنظيم عالمى هز أركان أقوى دولة فى العالم و أصبح يحارب من كل صغير و كبير إلا من رحمه الله و هداه الى مناصرة هذا التنظيم الذى ينشد خلافة اسلامية و يعود بالحاكمية كبادئ عهدها ..

لفت نظرى قول الكاتب ((يبدأ كمال حبيب بجذور الحركة الاسلامية المعاصرة في مصر ويرجعها إلى بداية السبعينات حين شهدت الجامعة المصرية))
وهذا أمر قد أشرت له مسبقا و قلت أنه تيار عارم اكتسح كل فكر مخالف له و وجد مؤيديه من كافة الطبقات الأجتماعية و أكد الكاتب ماقلته سابقا أن اصحاب هذا التيار الجديد اكتسح انتخابات اتحاد الطلبة لعدة سنوات .. وكان لك أخى الهادئ رأى معاكس لعله اتضح لك الآن

أما عن استقطاب حركة الأخوان لساسة هذا الفكر الجديد " المتشدد " فى نظر الأخوان فقد فشل فشلا ذريعا و لم يكتسب إلا النطيحة و المتردية حيث أن رموز هذا الفكر الذى كشف عنه اللثام بعد قتل السادات و ظهروهم بوضوح أثناء المحاكمات لأكثر من 300 عضو مميز فى التنظيم و لم يدان إلا ( على ما أتذكر عشرات فقط ) مما أشاد الجميع بالقاضى الذى أعتقد أن اسمه ( المستشار محمد عبد الغفار ) معذرة أخى الهادئ فإن تلك التفاصيل قد تركتها منذ عقود و لكنى أحاول أن أتذكر معك فإن أخطأت فتأكد أنه سيكون فى التفاصيل الدقيقة أما هيكل الموضوع فإن شاء الله هو ما حدث فعلا ..
و لك أن ترجع شهادة الشيخصلاح حامد أبونصر ففيه تفاصيل هامة عن جانب لم يغفله القضاة فى تلك المحاكمة الشهيره و التي أعتبرها اشهر محاكمة فى القرن العشرين وكيف كان لها الأثر فى أعتراف القاضى أن عهد السادات و ما قبله انتشر فيه الفساد فى الأرض كما جاء فى حيثيات الحكم مما خفض أحكام الأعدام و المؤبد على أحكام بين 6 شهور و 15 سنة .
فطوال العقد الثامن كان التيار الأسلامى المصرى عبارة عن قطب و احد قوى هو الجماعات الأسلامية و التى توحدت فى جماعة تنظيم الجهاد التى حملت على كاهلها تغير الخارطة السياسية فى مصر حيث بدات بأغتيال السادات - و التى لم يروق لأميرهم عبود الزمر أن يتم الأغتيال فى هذا الوقت نظرا لأن التخطيط الدقيق لم يكتمل حيث كان هو المسئول عن التخطيط الأستراتيجى للجماعة بل كان رأيه التأجيل لأن هناك امر لم تكتمل حيث كان جل تخطيطهم هو الأستيلاء على الحكم .

فقد قال الكاتب ((واستجاب الطلاب بكلية طب القاهرة للقيادات الاخوانية التي تفاوضت معهم، وبدأ السعي لضم بقية كليات الجامعة وهو ما أدى إلى انقسام في صفوف الجماعة الإسلامية، حيث رفضت بعض الجامعات الانضمام إلى الاخوان مثل جامعة الأزهر وجامعات الصعيد وبعض الكليات الأخرى في جامعتي القاهرة وعين شمس،))
فكما ترى لم يستجب إلا كلية فى جامعة بها وفيها وقتذاك عشرات الكليات و التى كان يسطر على جلها الجماعات الأسلامية
و الغريب أنه يقول ((حيث رفضت بعض الجامعات )) فيظن القارئ أن غالبية الجامعات وافقت و ذهبت قيادتهم للأخوان .. ولكنه لم يستطع أن يخفى الحقيقة فقال مثل جامعة الأزهر و جامعات الصعيد و ما أدراكم ما جامعات الصعيد - أسيوط و المنيا و سوهاج - بكافة كلياتها و لم يخبرنا الكاتب عن جامعة عين شمس و كذلك الأسكندرية و جامعة حلوان ... بل قال بعض الكليات الأخرى فى عين شمس و القاهرة و قد آثر الأبتعاد عن التحديد لأنه سيورط نفسه فى استجواب ممن هم مثلى من الممارسين للدراسة فى تلك الجامعات ابان تلك الأحداث ..

ما الذى أريده مما سبق ؟
الأخوان المسلمون حاولوا أن يجدوا لنفسهم موضع قدم فى الساحة التى التهبت بهذا التيار الجارف الذى عجزت عنه الحكومة إلا بالمفاوضات و الخداع و القهر الذى لم تعرف البشرية مثله – ولسوف أضع بين أيديكم نماذج لذلك – و التى كسبت بها الحكومة المصرية الجولة ضد الجماعات الأسلامية و ليس الأخوان المهمشون- لما سيأتى من أسباب التهميش عندما نخوض فى الفكر الأخوانى و معضلاته التى جعلته كما قال الأخ فارس ترجل (( ممسوخا )) و لكن دعونا ننظم أفكارنا قليلا حتى لا يتوه القارئ الكريم ..
و الذى ارغم الأخوان لهذا الأستقطاب انها ومنذ نشأتها كانت هى زعيم التيار الأسلامى المضاد للفكر العلمانى و الشيوعى حيث كانا هذان الفكران هما الخطر الموجه للأسلام بمصر منذ عهد الملك فاروق .. فكيف يقبل الأخوان ان يأفل نجمهم و يبزغ شمس جماعة كجماعة تنظيم الجهاد ..

و يقول الكاتب (( الذين انضموا من الجماعة الإسلامية إلى الإخوان منحوهم الحياة)) أى حياة هذه إن كان يقصد الحياة الدنيا فنعم و هذه لا تهمنا فهى لهم بالهناء و الشفاء ..
و يقول ((أما الذين لم ينضموا فقد دخلوا في مواجهات مع النظام السياسي اتسمت بالسذاجة)) وكأن اللعب و التمويه و التناغم مع الحاكم الطاغى هو الذكاء و الدهاء وهو الذى يمارسه للأسف قيادات الأخوان ..
تلك السذاجة لم تكن كذلك عند الشيخ عمر عبدالرحمن و لم تكن كذلك عند ايمن الظواهرى ... بل أصبحت قوة عالمية يعمل لها الف حساب .. ولو حاولت أخى الهادئ أن تحكم على مردود ذلك الفكر الأستراتيجى – الذى سماه كاتبك سذاجة – لسوف تركتب خطا كبير لأن المراحل لم تكتمل بعد ..بل مازلنا فى بداية الطريق .. فالأخوان منذ العقد الثالث وهم يحاولوا حتى الآن و أنت لم تنكر عليهم وتطالبهم بالنتائج - وبرغم تغير جلدهم فى كل عام مرة .. فما بالك لا تعطى لتنظيم الجهاد (( المتحد مع تنظيم القاعدة حاليا )) الفرصة ... ما اتهمتهم فيه اليوم كنتم أنتم الأخوان متهمين فيه بالأمس ..
و يقول الكاتب ((وينتقل إلى مرحلة الثمانينات حيث بدأت الجماعة الإسلامية تنشط في أوساط الفقراء في مناطق عين شمس وامبابة والزاوية الحمراء)) سبحان الله .. هذا ديدنهم يريدوا أن يقحموا الفقر و و الجوع تراجيديا مؤثرة كسبب رئيسي فى نمو و انتشار الفكر الجهادى .. ويحاولوا أن يبتعدوا عن الداء الحقيقى الذى مللنا من تكراره ... هذا بعدا عن الحقيقة فمن قام بحمل اثقال انتشار فكر تنظيم الجهاد هم صفوة من العلماء و على رأسهم الشيخ عمر عبدالرحمن و والشيخ محد عبد السلام فرج و غيرهم من أرقى طبقات المجتمع المصرى ... ولكن حسنتك أخى فى ذلك أو حسنة الكاتب أنه لم يمشى مع الأعلام الذى جهد و خسئ فى تصوير هؤلاء بمرتزقة من المساجين عتاة الأجرام ... وهذا ما دلسوا به على البسطاء .. ولكن الكاتب كما نعرف أنه من الطبقة المثقفة و كذلك أنت فتلك حسنة نحملها لكما
ولكن باقى مآخذكم على الجماعة فاسمح لى أنكم قد ظلمتموهم و لم تتعظوا بمن ظلمكم من مراكز القوى فى عهد الطاغية عبدالناصر

ويقول الكاتب ((وقد تميزت مرحلة التسعينات بعودة المواجهة مرة أخرى بين النظام السياسي والجماعة الإسلامية والجهاد حيث تم تجاوز الخطوط الحمراء وطويت قواعد اللعبة وبدأ الصراع مفتوحا، وبلا قواعد وكأنه مصارعة المحترفين. بدأت الجماعة الإسلامية توجه عملياتها إلى السياحة وهي عصب الإقتصاد المصري، كما بدأ تنظيم الجهاد ينفذ عمليات إنتحارية ضد شخصيات عامة مثل محاولة إغتيال عاطف صدقي ثم حسن الألفي ثم صفوت الشريف، وصرنا بعمليات عنف قاسية.))
لاحظ أخى كلمة بدات- يريد أن يجعل الوزر على الجماعة الأسلامية .. و المعروف لكل من عاصر ومن لم يعاصر تلك الفترة أن الحكومة هى التى تولت كبر هذه المأساة ..
لقد لفت نظرى محاضرة لأحد الدعاة المحبوبين إلى نفسى – الشيخ وجدى غنيم – أتذكر أن اسمها من الأرهابى ...
لقد سأل سؤال تعجيزى ... لماذا لم يقوم الأرهابين بقتل ضباط المرور و ضباط الجيش او مباحث الاداب ؟؟
لما التركيز على مباحث أمن الدولة ؟

أه يا الهادئ .. وما أدراك ما مباحث أمن الدولة ... لو الهادئ –لا قدر الله وقع تحت يد زبانيتهم لمدة 24 ساعة لخرج متخذا قرار لن يثنيه احد عنه ... قرار قتل مبارك – الا تتذكر قضايا التعذيب التى استطاع البعض من الضحايا القليلين من أثباتها و تم عقاب الضباط المجرمين فى ذلك ...
يا أخى ما قامت به الجماعة عبارة عن ردة فعل طبيعية لما مارسه النظام ضدها .. والنتيجة أنها وقفت يوما ما ندا لند مع الحكومة فى مفاوضات مشهورة كما تعرفها و لكنها كانت سرية حتى لا تجرح كبرياء النظام الحاكم ...
ليس كما يصور الكاتب أنهم مغرمين بالمواجهة المسلحة مع الحكومة .
وهناك كما وعدت جولة كبيرة لتعرية الأحداث الجسام التى احدثها النظام المصرى ضد ابناء شعبه فصبرا حتى اعده لكم و انزله ان شاء الله ..

أما عن نظرية التأصيل الفقهى المعاصر الذى استدرجنا له الكاتب فله باع طويل لن نهمله ان شاء الله و لسوف يأتى ايضا فى جزء خاص به سيكون توضيح للخلافات بين الأخوان و باقى الجماعات و الشطط الذى دهب بالأخوان بسبب تلك النظريات – السليمة فى كتابتها الخاطئة فى مقاصدها لأنه جزء هام ..بل هو العمود الفقرى الذى سنبحثه معك ..لذا أتمنى من الآن أن تعد مراجعك الدينية التى تستطيع أن تقابلنى فى طريق تفاهم بيننا حتى لا نتوه عما نرجوه ..
بعد تعقيبك أخى على هذا الطرح المتواضع سوف أقوم بعدة تعليقات ثم ندخل فى باقى النقاش
و شكرا لسعة صدرك و هدانا الله و إياك و القراء لما يحب و يرضى