
11-04-2005, 11:10 AM
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
|
|
ملحوظة
****
(( هناك موضوع مهم أنزله الأخ أبو خالد المصرى على هذا الرابط و أعتقد أنه مفيد جدا للموضوع ))
تاريخ تنظيم الجهاد كجماعة اسلامية فى مصر
*************************************
اختصارا للأحداث التى لو انزلت تفاصيلها لسوف تأخذ كتبا .. ولسوف أحاول جاهد أن أنقل لكم المراجع التى استقيت منها هذا السرد ..
سأبدأ من رجل من المؤكد أنكم تعرفونه كعلم .. و لكن لا تعرفون كنهه ة عمله و تأثيره .. وكيف وصل
كان ايمن الظواهرى شغوفا بالقراءة و التفكر و الأنفعال مع الواقع المرير الذى يعيشه هذا الدين .. وأول من تأثر بهم كما يروى هو سيد قطب رحمه الله و تحول سيد قطب من فكر لدى الرجل إلى فعل بعد أن اعدمه الطاغوت .. و أيمن الظواهرى ليس بالأنسان العادى .. فهو من أسرة ميسورة الحال و أصحاب مناصب مرموقة فيكفى أن تعرف من جده الذى اعتاد أيمن على دخول مكتبته الكبيرة ليشرب من العلم الشرعى بجانب دراسة الطب فجده هو شيخ الأزهر السابق الأحمدى الظواهرى ..
الغريب أن هذا الرجل و أصحابه كونوا نواة الجماعة و هم فى الثانوية العامة و لكنها لم تأخذ بعدها و ينضج فكرها إلا فيما بعد يقول الدكتور هانى السباعى
((سألت الدكتور أيمن كيف أسس جماعته, وقلت له ان الناس تحكي ان الذي أنشأها هو نبيل البرعي ومعه المهندس اسماعيل طنطاوي وبعض الإخوة الآخرين وأنت كنت بينهم. فرد بالحرف الواحد: أنا الذي كنت أميراً على هذه المجموعة بمن فيهم الدكتور سيد إمام (صاحب كتاب طلب العلم). قال ان المجموعة التي تشكّلت في ناحية المعادي, ضمّت طلبة في الثانوية كانوا يذهبون الى المسجد معاً كونهم يعرفون بعضهم بعضاً من المدرسة. في تلك الفترة اجتمعوا وكوّنوا أول خلية لنواة جماعة صغيرة واختاروه (الظواهري) أميراً للمجموعة الصغيرة التي ضمت الدكتور أيمن ونبيل البرعي واسماعيل طنطاوي والدكتور سيد إمام وغيرهم. كانوا في الثانوية العامة في المعادي, ومعظمهم من أبناء هذه المنطقة الراقية. قال لي الدكتور ان تأسيس المجموعة حصل في العام 1968, وانهم كانوا يذهبون في تلك الفترة الى مسجد الكيخيا في منطقة عابدين بالقاهرة. ))
وقد تأثروا بأحداث مصر فى تلك الحقبة و كانت لهزيمة 1967 الأثر الكبير فى تلك الجماعة فقد عزّزت اقتناع اعضاء المجموعة بضرورة العمل من أجل التغيير
وكان عندهم اساس فكرى أن السبب فى تلك الهزيمة الساحقة هو البعد عن دين الله و غياب حكم الشريعة .. ولكن ماذا تفعل تلك الجماعة الصغيرة مع دولة ذات حكم استبدادى و جيش و شرطة و مؤسسات متكاملة تخدم بطش تلك الدولة ..
فكان لابد من العمل على النمو و الأنتشار المحدود داخل المؤسسات الحساسة للدولة حتى يتمكنوا من السيطرة على الحكم الذى أصبح هدف لم تتبلور خططه بعد
يقول الدكتور هانى السباعى ((وكانت وفاة (الرئيس جمال) عبد الناصر بمثابة الإنطلاقة للتيار الإسلامي والفرج الذي أتى (بالإخوان المسلمين) الذين كانوا يعانون محنة السجون. بعد وفاته بدأت فترة اصطُلح على تسميتها (الانفتاح). وكانت فعلاً فترة انفتاح عام في السبعينات, لكنه كان فوضوياً. فكّر أنور السادات في كيف يبني شعبيته ويتخلص من خصومه. فهؤلاء يستطيعون تحريك الشارع بتظاهرات قد تقود الى ثورة تطيحه بين عشية وضحاها. فوجد ضالته في الإسلاميين. وهؤلاء كانوا (الإخوان المسلمين) لأنهم كانوا القوة الكبيرة المحرّكة للناس لكن مشكلتهم ان معظمهم يقبع في السجون. فأفرج عنهم وترك لهم الحرية ليفعلوا ما يشاؤون. بدأ الإخوان بالعمل على التحكم من كوادر المجتمع والتغلغل في الجامعات والنقابات. ألّفوا كتباً في التنديد بعبد الناصر وكشف مصائب نظامه. بدأت مظاهر الشارع تتغيّر. كانت الستينات فترة (الهيبيز) والفوضوي, لكن فجأة بدأ ظهور الحجاب والنساء المنقبات واللحى والقمصان البيض للرجال.
وهكذا قاد الإخوان المد الإسلامي في تلك الفترة. لكن السادات كان واضحاً في انه لم يرد ان يدخل (الإخوان) الى الجامعات المصرية بوصفهم جماعة (الإخوان المسلمين). لذلك اخترعوا إسماً جديداً هو (الجماعة الإسلامية) في الجامعات, أو ما يسمى (إتحاد الطلاب). دخلوا اتحاد الطلاب عبر اسم (الجماعة الإسلامية), لتكون مقبولة للنظام ولا يصطدموا به إذا أصرّوا على إسم (الإخوان المسلمين). أصدرت (الجماعة الإسلامية) كتباً ومنشورات مثل (صوت الحق) و(صوت الجماعة الإسلامية), وانتشرت اتحاداتها الطلابية في كل الجامعات, وكان لكل جامعة أو كلية (أمير), وكان (امراء الجامعات) يعقدون اجتماعاً كل يوم خميس, غالباً ما يحصل في القصر العيني بكلية الطب في القاهرة. هذا كان في الوجه البحري. أما في الوجه القبلي, فكان إسم (الجماعة الإسلامية) هو أيضاً الذي اتبعه (الإخوان) وعملوا من خلاله في جامعة أسيوط.))
فى تلك الفترة ( حقبة السبعينات ) كانت هناك تلك الجماعة التى يقودها أيمن الظواهرى مشغولة بالتدريس و تجنيد الأفراد و الأتجاه نحو ضباط الجيش لأنهم موقنون أن الجيش هو الورقة الرابحة لقلب نظام الحكم بدون إراقة دماء و قد تعرفوا على من ظنوا بهم الخير حيث كانوا ضباط عاديين و لكن تغير اتجاههم و التزموا
وهنا أحب أن أشير إلى رجل هضم ذكراه تلك الأحداث يختلف عن الضباط الذين انضموا إلى جماعة الظواهرى .. أنه الضابط عصام القمرى رحمه الله .. ومن عصام القمرى ؟؟ فإنه يختلف عن هؤلاء. فهو نجح في الثانوية العامة بمجموع كبير يدخله أحدى كليات القمة التى يحلم بها أى شلب فى مصر لكنه قال لوالده انه يريد ان يدخل الكلية الحربية ليقتل ليرتقى فى المناصب ويخطط للقيام بإنقلاب عسكرى حتى يخلص البلد من حكم الطاغوت و يخضعها لحكم الله .. همة عالية و أحلام شاب غريبة عن باقى أقرانه الذين كان كل أحلامهم زواج و تكوين أسرة و بيت و سيارة . دخل الجيش من أجل هذا المشروع. التزامه سبق دخوله الجيش. وهو لم يتزوّج, إذ كان عازفاً عن موضوع الزواج ويقول ان الزوجة ستضرّني لأنها ستكون أداة ضغط عليّ لأن الطاغوت لا يرحم و لا يعرف الرحمة لا بالنساء و لا الأطفال فكم من محصنات عفيفات انتهكت أعراضهن من أجل إذلال من ترتبط به من اعداء الدولة الفاجرة . لما خطط للهرب من السجن (بعد اعتقاله في الثمانينات) قال له أحد الأخوة: أريد ان اهرب معك, قل لي متى ستهرب. فرد عليه: إذا أردت ان تهرب معي, طلق زوجتك عندما تأتي لزيارتك في المرة المقبلة. وهكذا لا يمكنهم ان يعتقلوها للضغط عليك بعد فرارك. وقد قُتل (القمري) رحمة الله عليه وهو على هذه الحال (غير متزوج) .. همة عالية كالجبال الشم
هناك جماعات اسلامية اصطدمت مع النظام و لكن من ذكاء الظواهرى و قراءته للواقع ان قرر أنه لا بد من الهدوؤ حتى تكتمل قوة الجماعة و يتغلغل فى الجيش و المناصب الحساسة .. فأخذوا يتدربوا على السلاح و القتال فى المناطق الجبلية النائية كدهشور و غيرها و كان يحاول الربط بين جماعات الصعيد و جماعته ثم جماعات وجه بحرى .. وكان مهندس هذا الربط هو محمد عبدالسلام فرج رحمه الله الذى ظلمه اعدائه و أصحابه ..
محمد عبد السلام فرج :
كان مهندسا فى جامعة القاهرة ..
كل من تبنى فكر الجهاد فى هذا العصر عيال على هذا الرجل الذى نحسبه بإذن الله شهيد .. أول من وضع لبنات الفريضة الغائبة . هو الذي أحيا فيهم تلك الفريضة أو بمعنى أدق فكر الجهاد لأن تلك الجماعات قامت للجهاد و لم يتبلور فكرها .. كيف ؟ .
الكتب كانت موجودة أمامهم. لكنه هو الذي قرأ وبحث وخرج بكتاب (الفريضة الغائبة) الشهير. إذ كان يدعو الى الجهاد على أساس انه الفريضة الغائبة وان ما ترك قوم الجهاد إلا ذلّوا. واستشهد بمجموعة من الأدلة الشرعية. والجديد عنده أيضاً انه رد على الجمعيات الخيرية والمؤسسية التي كانت تثير شبهات تتعلق بقضية تبني مشروع قضية الجهاد. قال لهم: عندما يأتي موسم الحج تذهبون الى الحج وتقرأون في فقه الحج. وإذا جاء رمضان تقرأون في فقه رمضان. وفي الزكاة تقرأون عن الزكاة. أما الجهاد, فلا تتكلمون عنه على رغم ان الحكم الإسلامي غير مطبق والسلطة مغتصبة. كانت هذه الأمور موجودة في ذهن بعض الناس, لكنها لم تكن مجمّعة في كتاب مثل كتابه الصغير (الفريضة الغائبة).
و قد لفت النظر الدكتور هانى السباعى لذلك فى عدة حلقات على لسان أفراد تلك الجماعات حيث أكد أن الجماعات فى الوجه البحرى و الصعيد كانت عبارة عن مجموعة من الأشخاص يقومون بنشاطات في الجامعات مثلاً او يدعون النساء الى ارتداء الحجاب ومنع الاختلاط ويقومون بمشاكل مع النصارى في مناطقهم. لم تكن مسألة قيام الدولة قائمة في تصورهم. أقصى ما كانوا يعملون عليه هو تطبيق بعض المفاهيم الإسلامية في المناطق التي ينشطون فيها. فجاء عبد السلام فرج وتكلم عن مشروع لإقامة الدولة الأسلامية وطرح الشبهات المثارة حوله ورد عليها. استدل بحادثة تاريخية لا اعتقد ان أحداً في الحركة الإسلامية قبله لجأ اليها. طرح موضوع التتار, وطبّقها على واقعنا. فالتتار كانوا أسلموا لكنهم لم يطبّقوا الإسلام بل جاؤوا بقانون من عندهم سمّوه الياسق. كُتب إبن تيمية عن هذا الموضوع كانت موجودة, لكن أحداً لم يُطبّقها على واقعنا حتى قام بذلك عبد السلام فرج. وكل كتابات الحركة الجهادية المتوافرة الآن تُعتبر بمثابة (عيال) على كتاب (الفريضة الغائبة). إذ لم تأت بجديد عليه, بل بتوسعات فقط.
استطاع فرج من خلال عمله هذا استقطاب شباب كثيرين. وهو كان يقيم الحجة بنفسه, فهو صاحب المشروع. فأقنع كثيرين بمشروعه وبينهم عبود الزمر - الذي كان التزم قبل سنة من مقابلته مع فرج. إذ التزم عبود الزمر عام 1978, واللقاء بينهما تم سنة 1979. حيث كان عبود الزمر ضابط فى أقوى جهاز فى الدولة وهو المخابرات فانقلب عليهم بالرغم من أنه كان مندس لأسقاط جماعة مشكوك فى أمرها فأصبح فيما بعد من الأسباب الرئيسية لنجاح هذا التنظيم
ثم التقى الأخوة في مجموعة الصعيد: من أسوان واسيوط وقنا, وكوّنوا ما يُسمى بـ(مجلس الشورى) وهو الذي اتحد مع مجموعة عبد السلام فرج المُشكّلة. تلاقت المجموعتان مع بعض.
محمد عبدالسلام فرج كان مؤدباً ومتواضعاً ولم يشأ ان يقول لهم إنني الأمير, على رغم ان هذا هو وضعه في الواقع. ولو لم يكن ذلك صحيحاً, فلماذا استأذنه خالد الإسلامبولي وعرض عليه هو بالذات فكرة قتل السادات. عندما سُئل خالد الإسلامبولي, رحمة الله عليه, في التحقيقات وقالوا له: لماذا ذهبت الى محمد عبد السلام فرج بالذات? أجابهم: لأن الرجل فقيه. كان الناس يأتون اليه من الصعيد والمناطق الأخرى.
و للحديث بقية ====>
|