عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 14-04-2005, 01:37 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

بداية يجب أن نميز بين جماعتين سنتكلم عنهم
1 - الجماعة الأسلامية بعددها الكبير فى بحرى و الصعيد
2 – جماعة تنظيم الجهاد بعدد الإرادها المحدود المنظم السرى
فنقول مستعينين بالله
قصة أغتيال الطاغية أنور السادات قد قرأتموها من عرض شيق للأخ أبو خالد المصرى .. ولم يحدث أختلاف فى الروايات المتعددة إلا تفاصيل لا تخالف بعضها بعضا ولكنها تكمل نواقص او تفسر غوامض .. و قد وفر علينا الأخ أبو خالد المصرى مجهودا شاقا لهذا الموضوع فجزاه الله خيرا

يتبين من هنا أن الموضوع كاد أن يكون أنقلاب .
و لى سؤال للأخ الهادئ ..
ماذا لو نجح هذا الأنقلاب ...
لو نحينا الأتجاه الأسلامى للجماعة جانبا ..أليس لهم الحق فى الحكم كما كان لغيرهم سنة 1952 ؟
أعلم أنه سيؤيدنى الكثير .. ولكن ستظهر الخلافات عند أإدخال الأتجاه الأسلامى للجماعة المستولية على الحكم ..
ليس هذا فحسب .. بل من المؤكد أن قوات خارجية ستتدخل بحجة إعادة النظام الشرعى .. ليس لأنه إنقلاب و لكن لأنه أسلامى
ما الذى أريد أن أقوله ؟
إن جماعة تنظيم الجهاد كادت أن تكون جماعة شرعية لو استولت على الحكم .. فليتهم استفادوا من التجارب و أطاعوا ذوى الرأى ( المقدم عبود الزمر كخبير عسكرى فى سلاح المخابرات - و عصام القمرى و ما أدراكم ما عصام القمرى ) و لكنهم نزلوا لرغبة تحمس الفتية لأنتهاز فرصة العرض العسكرى و تواجد عدد من القادة فى صفوف العرض العسكرى ..
نحن العرب فى عرفنا أن الأختلاف بين النظام الشرعى و الغير شرعى شعرة .. وهى نجاح الأنقلاب
فلو فشل صارو خوارج و يعدموا و لو نجح صاروا ملوكا فيهتف لهم ..
وما الدولة الأموية و تاليها العباسية عنكم ببعيد و كذلك دول التاريخ الأسلامى ..
و هناك ملحوظة هامة لا بد من إدراكها ..
حدث إختلاف بين الجماعة الأسلامية على الأمارة .. جماعة داخل السجن و لها تفاصيل تنبئ عن أن أساس الأختلاف يعود إلى أختلاف التوجهات بين جماعة الصعيد و جماعة القاهرة بقيادة عبود الزمر الذى رفض أحتلال أسيوط لأنه مازال الوقت مبكرا وجماعة الصعيد أصرت و نفذوا و احتلوا المحافظة عدة أيام فسال من الدماء مالا يعلمه إلا الله .. فعبود الزمر كان يكره أسالة الدماء .. و يعنقد أعتقادا شديدا أن التكوين السليم للجماعة سيجعل الأمر سهلا و يحقن الدماء ... ولأن التفاصيل لن تفيد فدعونا نكمل باقى الأحداث ..

من بعد أغتيال السادات حدث تغيرات كبيرة لا تهمنا تفاصيلها و لكن من الممكن أن نقول أن الجماعات التى أخذت حكم بالبراءة و الأحكام المخففة 3 سنوات فأقل .. خرجت للجها د من مصر إلى دول الخليج ثم إلى أفغانستان و بطريقة ما تم لملمة الشمل وكان هناك جماعتان مصريتان متميزتان فى الجهاد الأفغانى الجهاد و الجماعة الأسلامية كما سنوضح بعد قليل ومن ثم العودة إلى مصر بعد سنوات وتدريبات وقد قبض على كثير منهم قى عدة قضايا مثل طلائع الفتح و غيرها .. و لكن كان هناك أنتشار كبير للجماعة الأسلامية كانت (و ليست الجهاد) تنشط في ذلك الوقت في العمل الدعوي والخيري وتجمع تبرعات. لكنها كانت أيضاً تقوم بتغيير المنكر بالقوة, وتستفز الدولة بمنع بعض الافراح والراقصين والراقصات, مثلما كان يحصل في عين شمس. لكن الدولة أرادت ان تقضي على هذه التصرفات. إذ كانت وكالات الانباء العالمية والتلفزيونات تُجري حوارات مع ناشطي الجماعة في المنطقة, فيظهر من خلالها كأن هناك دولة داخل الدولة. فسلطان الجماعة الإسلامية هو الحاكم هنا: انتشار الحجاب واللحى, وكأن الدولة لا دخل لها بما يجري. هذا الأمر استفز قوات الأمن التي جنّدت نحو 18 الف جندي, دخلوا منطقة عين شمس وصاروا يعتقلون الناس من سن 13 وما فوق. ثم حصلت حادثة إمبابة بعد ذلك ايضاً. وتم القضاء عليهم في المنطقتين.
استخدم النظام الإعلام استخداماً قوياً في تلك الحقبة. فظهر برنامج (أجراس الخطر) الذي كان يُجري مقابلات مع بعض الناس -الذين لا تعرف هل هم مخبرون ام مندسون أم حقيقيون - ويقولون مثلاً (أنا ربطوني بعمود وقالوا لي أنك مخبر وجلدوني وحلقوا لي شعري). ثم يأتون بإمرأة ساقطة تقول انها كانت تشتغل كوافير)او راقصة في ملهى ربطوها في عمود وحلقوا لها شعرها وضربوها. كان ذلك يتكرر كل يوم وتُحكى هذه الأمور للناس والناس البسطاء يصدقون ذلك.

وقد استمرت هذه الاحداث سنة كاملة بين 1988 و1989. وكانت من افضل الفترات للجماعة الإسلامية في القاهرة. إذ كانت لأنصارها سيطرة كاملة على عين شمس وإمبابة.

يقول الدكتور هانى السباعى ((وكانت العمليات المسلحة في تلك الفترة تتوسع اذ لم يعد الشباب يكتفون بتكسير محلات التصوير والفيديو والافلام والسينما. وكان بعض ما قاموا به يمثّل رداً على تصرفات الدولة التي قتلت أحد الشباب بعدما حاصرت مسجداً تابعاً للجمعية الشرعية في محافظة المنيا. ثم قتلت في القاهرة اخاً اسمه ماجد العطيفي, زوج ابنة خميس مسلم. كان خارجاً من عند المحامي محمود عبد الشافي. ثم بعد ذلك قتلوا الدكتور علاء محي الدين في منطقة الطالبية. وعلاء كان المتحدث الرسمي باسم الجماعة الاسلامية, وكان طبيباً ورجلاً حركياً وإعلامياً يحظى بالاحترام . قُتل سنة 1990 في عز النهار. (...) وكانت الجماعة الإسلامية رتبت اوضاعها في تلك الفترة وكانت ترسل افرادها الى افغانستان وتنشط في الداخل والخارج. فقالوا: لا بد من الثأر للدكتور محي الدين. اصروا على الانتقام. قالوا: سترون قريباً ان دمه لن يذهب هدراً, وان (وزير الداخلية) عبد الحليم موسى سيدفع الثمن. كانوا يخططون لقتله. وفعلاً كمنوا له. كانت معلوماتهم قوية جداً ويعرفون انه يمر من قصر النيل الى فندق سميراميس. وقفوا ينتظرون مرور موكبه. والذين خططوا للعملية كانوا ذهبوا وتدربوا في افغانستان. تمت العملية بطريقة عادية ولم تستخدم فيها متفجرات. كل السلاح المستخدم كان بنادق آلية. هاجموا الموكب خلال مروره. لكن اتضح ان عبد الحليم موسى لم يمر يومها من هناك. كان يزوره وفد اجنبي فغيّر اتجاهه. لكن صدف قدراً ان مر محله موكب الدكتور رفعت المحجوب, رئيس مجلس الشعب. وهذا في نظر كثيرين صيد ثمين بالنسبة الى الجماعات التي كانت تكرهه. لم يكن المنفذون يريدونه هو, بل ارداوا رجل الأمن الاول ليكون عبرة. وفعلاً قُتل الدكتور المحجوب ومعه مجموعة من الضباط وكذلك عدد من العسكريين الذين كانوا في دورية شرطة حاولت ان تلاحق المهاجمين. وتم الهجوم قرب فندق سميراميس في تشرين الأول (اكتوبر) 1990. وكان ضربة قوية جداً للنظام.))

و بعد أعتقال عدد من لهم صلة بالحادث توصلت الدولة إلى صلة الجماعة بأفغانستان و علمت بمعسكرات التدريب هناك ..و ظهر تنظيم بما يسمى( طلائع الفتح ) و لم يكن هناك تنظيم بهذا الأسم و لكن أطلقت الدولة هذا الأسم لأن مجموعة من المعتقلين كان يصدروا مجلة أسمها طلائع الفتح ..و أعتقل آلاف الشباب بشراسة مفتعلة من الدولة .. و بذلك أقحم تنظيم الجهاد من جديد وقال شبابهم المتحمسين لابد من مواجهة الدولة بالقوة .. فكان من وجهة نظرهم "كيف يعتقل كل هذا العدد و يعذبوا بلا سبب و لا يقومون هم بأطلاق طلقة واحدة .. أخواننا فى الجماعة الأسلامية يعتقلوا ونحن تنظيم سرى لا نفعل شئ .. ما فائدة التنظيم إذن "

كانت الجماعات الأسلامية منذ بدايتها غير ناضجة فكريا .. و قد اتضح لى ذلك فى قراءاتى فى كتاب فرسان تحت راية النبى .. والذى تكلم فيه الدكتور أيمن الظواهرى بموضوعية شديدة قد تعجبت لها .. لدرجة أنه قال لو تمكن تنظيم الجهاد من عمل أنقلاب ناجح فهناك أحتمال كبير أن تتدخل قوة خارجية وهى أمريكا لتعيد النظام إلى سدة الحكم ة ذلك لأن تضاريس مصر لا تسمح بمقاومة تلك القوة فهى تختلف عن بلد كأفغانستان التى من السهل التخفى فى جبالها و تحمل مشقة الحياة فيها أما عن جبال مصر فهى معدومة الحياة تقريبا .. لذا كان لهم تخطيط آخر

و بالرغم من تفكيك جماعة الجهاد بعد أغتيال السادات تجمعت مرة أخرى فى أفغانستان .. فحدث هنا تميز فأصبح هناك ما يسمى بــ ( الجماعة الأسلامية ) و هى التى نشطت و سببت أزعاج كبير للنظام المصرى و الجماعة الثانية تعرف بــ ( جماعة الجهاد ) و كانت كامنة و تختلف فى أمور كثيرة عن الجماعة الأسلامية وكان الأخوة من الجنسيات الأخرى يعرفون أن المصرين جماعتين و كانوا يميزوهم عن بعضهم

ضرب السياحة
كثير من الناس اختلط عليه الأمر فقد كان القائم بذلك الجماعة الأسلامية فى الوجه القبلى ( الصعيد) .. ولما سئل أحدهم لماذا تضرب السياح فكان رده كي تُفرج الدولة عن إخواننا في السجون, وترد الينا مساجدنا, ونرجع الى الدعوة كما كنا مرة أخرى, وهي وسيلة من وسائل الضغط. لكنه لم يُجب عن مبرر ضرب السياح الأجانب الذين لا دخل لهم في صراع الجماعة مع الدولة. لم تُقدّم الجماعة إجابات مقنعة في تلك الفترة, من الناحية الشرعية ولا حتى السياسية. استغلت الدولة ذلك استغلالاً كبيراً, وكان ذلك في مصلحتها. (...) أما الأدلة الشرعية فكُتبت في ما بعد في تبرير ضرب السياحة, لكن لا يجوز ان تقوم بالشيء ثم تؤصل له وتجد له مبررات شرعية. لا تقتل ثم تأتي وتُعد أبحاثاً شرعية لتجد مبررات لما فعلت. هذا غير مقبول أصلاً. بدأت بخطأ فتتحمل نتيجته وتعترف بأنه خطأ وتتراجع عنه.
و بذلك يتضح الفرق

أعلم أن هناك من الأخوة القراء بدأ ت المعلومات تتفلت منه لذا نقف وقفة و نلخص ماسبق بصورة مجردة و بسيطة
1 – الأخوان المسلمون كان لهم السبق بتكوين أول تيار أسلامى
2 – كان هناك مخالفون لمنهجهم الذى يبتعد عن السلفية ...
3 – ظهر المخالفون بقوة وقتما سمح السادات بتكوين الجماعات الأسلامية داخل صف الطلاب ليضرب بهم خصومه السياسيين
4 – كانت هناك جماعة مستقلة تلعب دورا خفيا و بتكتيك اكثر نضوجا
5 – اغتيال السادات و انقسام الجماعة على مجموعتين ( مجموعة عمر عبد الرحمن .. ومجموعة عبود الزمر داخل السجن )
6 – هجرة أفراد الجماعات الأسلامية ( تنظيم الجهاد و الجماعة أسلامية ) إلى أفغانستان
7 - عودة الكثير من الجماعة الأسلامية إلى مصر
8 – محاولة تغيير المنكر قابلها النظام المصرى بمنتهى العنف لأنه شعر أن للجماعة الأسلامية قوة وستصبح دولة داخل دولة
9 - تنظيم الجهاد لم يكن له دور فى تلك الأحداث رغبة منه فى السرية و التدريب على مستوى عالى