الأخ الكريم الوافي
السلام عليكم ورحمة الله
رغم ان المقالة منسوبة للاستاذ الهويدي .. فاستناول هنا التعقيب
عليها من خلالك وليس على الهويدي مباشرة ...
ان اي اقلية قومية ، تكون باستمرار محط اهتمام دول الجوار والدول
العظمى ، لاستخدامها كورقة سياسية ، يمكن استثمارها في أي وقت ..
والأكراد هم ايضا تنسحب عليهم تلك المسألة ، فقد كان الشاه في
الستينات والسبعينات من القرن الماضي يدعم الاكراد و تطور الدعم الى
ان اقتصر في النهاية على جماعة الطالباني التي تسكن مناطق محاذية
لايران ، وبالمقابل كان الحكم في العراق يدرب عناصر بلوشية واحوازية
ويدعمها .
وعندما تم تأميم النفط العراقي في حزيران عام1972 اتسعت دائرة اللاعبين
بالشان الكردي ، فدخل الكيان الصهيوني على الخط ومعه كل القوى التي
تضررت من مسالة التاميم ، اوروبا وامريكا .
لقد انتبه الحكم في العراق مبكرا ، فاخرج بيان 11آذار الذي قرر فيه
اعطاء حكم ذاتي للأخوة الأكراد ، وعمل من خلال الجامعة العربية لانشاء
مشاريع ضخمة في منطقة الحكم الذاتي ، مثل مشاريع الجامعة العربية في
الدواجن في اربيل ، ومشروع تقاوي البطاطا في السليمانية الخ .
واراد الحكم آنذاك ان يجمع الاكراد في مناطق سكنية واضحة المعالم
لتسهيل خدمتهم الصحية والتعليمية والامنية ، فمنعت القيادات الكردية
التي لم ترغب في تدعيم الوحدة العراقية ضمن شكلها الذي بني على هامش
بيان 11 آذار ، فبقيت القرى التي بنيت لمدة ست سنوات دون ان يقطنها
ساكن واحد ، لكي لا يتم التعرف والتواصل المركزي مع ابناء الشعب
الكردي ، ويبقى افراده مرتبطين بالقيادات المشبوهة ، والتي كانت
تربط الزعامات الادنى بها من خلال اعطيات وحظوات ، وهو نظام قبلي لا
يتلائم مع بنود بيان آذار !
بالمقابل فان الاكراد يتوزعون على سبعة قبائل ، تختلف أهواء ونزعات
كل قبيلة عن الأخرى ، وحتى اللهجة ان لم تكن اللغة ، فاهوائهم ليست
واحدة ،لذلك من الصعوبة بمكان ان يلتقي زعماء تلك القبائل المختلفين الاهواء والذين كانوا يختلفون على تقسيم غنائم الاقتطاعات التي تتم ابان فترة الحصار الطويلة ، فمناطق الحدود التركية والتي يسيطر عليها جماعة مسعود كان ما ياتيها اكثر ، فنشب صراع بينهما ، وكلنا يتذكر كيف ان مسعود استعان بالحكم المركزي .
وانا استغرب قول السيد الهويدي تعاطفه مع الظلم لهذا الشعب
أي ظلم يقصده ، ان كل فبركات الاعلام الغربي التي كانت تروج لظلم الاكراد
واهل الجنوب ، وقد فضحت مسالة حلبجة والانفال وباتت تلك القصص متيسرة
لمن يريد ان يعرف الحقيقة .
والأكراد شعب تربى ونشأ تاريخيا لا كضيف او كعنصر ادنى ، بل على مر التاريخ كان متماهيا مشتركا في كل لحظات تكوين العراق ، وقد عشت في المنطقة الشمالية بالعراق اكثر من احد عشر عاما ، فلم احس ان هذا كردي
وذاك تركماني وذاك شيعي وذاك سني ، الا اذا تعمقت المعرفة فاكتشف ان الام
كردية والاب شيعي او الام شبكية والاب سني ، ولم يستطع احد التمييز ، فمن
هنا باء جهد المحتلين بالفشل .
وقد نمت مصالح اخوانناالاكراد بشكل لا ينفصل نهائيا عن اخوتهم ، فتجدهم
في بغداد متشاركين مع اخوة عرب او تركمان او غيره ، ويتباهون بانتمائهم للعراق ولا اظن ان هؤلاء يكونون بالمستقبل فرحين ان يكون انتمائهم لجزء
من العراق لا كل العراق .
وان الصوت الطافي الآن على سطح العراق ، صوت كاذب ، لا عند الاكراد
فحسب بل عند العرب ، فمن جاء بجراب الكنجر الامريكي سيفقد اثره برحيل
الكنجر الامريكي ، وان العراق سيعود قويا موحدا بعون الله .
__________________
ابن حوران
|