عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 14-04-2005, 06:18 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الأخ الكريم الوافي

السلام عليكم ورحمة الله

رغم ان المقالة منسوبة للاستاذ الهويدي .. فاستناول هنا التعقيب
عليها من خلالك وليس على الهويدي مباشرة ...

ان اي اقلية قومية ، تكون باستمرار محط اهتمام دول الجوار والدول
العظمى ، لاستخدامها كورقة سياسية ، يمكن استثمارها في أي وقت ..

والأكراد هم ايضا تنسحب عليهم تلك المسألة ، فقد كان الشاه في
الستينات والسبعينات من القرن الماضي يدعم الاكراد و تطور الدعم الى
ان اقتصر في النهاية على جماعة الطالباني التي تسكن مناطق محاذية
لايران ، وبالمقابل كان الحكم في العراق يدرب عناصر بلوشية واحوازية
ويدعمها .

وعندما تم تأميم النفط العراقي في حزيران عام1972 اتسعت دائرة اللاعبين
بالشان الكردي ، فدخل الكيان الصهيوني على الخط ومعه كل القوى التي
تضررت من مسالة التاميم ، اوروبا وامريكا .

لقد انتبه الحكم في العراق مبكرا ، فاخرج بيان 11آذار الذي قرر فيه
اعطاء حكم ذاتي للأخوة الأكراد ، وعمل من خلال الجامعة العربية لانشاء
مشاريع ضخمة في منطقة الحكم الذاتي ، مثل مشاريع الجامعة العربية في
الدواجن في اربيل ، ومشروع تقاوي البطاطا في السليمانية الخ .

واراد الحكم آنذاك ان يجمع الاكراد في مناطق سكنية واضحة المعالم
لتسهيل خدمتهم الصحية والتعليمية والامنية ، فمنعت القيادات الكردية
التي لم ترغب في تدعيم الوحدة العراقية ضمن شكلها الذي بني على هامش
بيان 11 آذار ، فبقيت القرى التي بنيت لمدة ست سنوات دون ان يقطنها
ساكن واحد ، لكي لا يتم التعرف والتواصل المركزي مع ابناء الشعب
الكردي ، ويبقى افراده مرتبطين بالقيادات المشبوهة ، والتي كانت
تربط الزعامات الادنى بها من خلال اعطيات وحظوات ، وهو نظام قبلي لا
يتلائم مع بنود بيان آذار !

بالمقابل فان الاكراد يتوزعون على سبعة قبائل ، تختلف أهواء ونزعات
كل قبيلة عن الأخرى ، وحتى اللهجة ان لم تكن اللغة ، فاهوائهم ليست
واحدة ،لذلك من الصعوبة بمكان ان يلتقي زعماء تلك القبائل المختلفين الاهواء والذين كانوا يختلفون على تقسيم غنائم الاقتطاعات التي تتم ابان فترة الحصار الطويلة ، فمناطق الحدود التركية والتي يسيطر عليها جماعة مسعود كان ما ياتيها اكثر ، فنشب صراع بينهما ، وكلنا يتذكر كيف ان مسعود استعان بالحكم المركزي .

وانا استغرب قول السيد الهويدي تعاطفه مع الظلم لهذا الشعب
أي ظلم يقصده ، ان كل فبركات الاعلام الغربي التي كانت تروج لظلم الاكراد
واهل الجنوب ، وقد فضحت مسالة حلبجة والانفال وباتت تلك القصص متيسرة
لمن يريد ان يعرف الحقيقة .

والأكراد شعب تربى ونشأ تاريخيا لا كضيف او كعنصر ادنى ، بل على مر التاريخ كان متماهيا مشتركا في كل لحظات تكوين العراق ، وقد عشت في المنطقة الشمالية بالعراق اكثر من احد عشر عاما ، فلم احس ان هذا كردي
وذاك تركماني وذاك شيعي وذاك سني ، الا اذا تعمقت المعرفة فاكتشف ان الام
كردية والاب شيعي او الام شبكية والاب سني ، ولم يستطع احد التمييز ، فمن
هنا باء جهد المحتلين بالفشل .

وقد نمت مصالح اخوانناالاكراد بشكل لا ينفصل نهائيا عن اخوتهم ، فتجدهم
في بغداد متشاركين مع اخوة عرب او تركمان او غيره ، ويتباهون بانتمائهم للعراق ولا اظن ان هؤلاء يكونون بالمستقبل فرحين ان يكون انتمائهم لجزء
من العراق لا كل العراق .

وان الصوت الطافي الآن على سطح العراق ، صوت كاذب ، لا عند الاكراد
فحسب بل عند العرب ، فمن جاء بجراب الكنجر الامريكي سيفقد اثره برحيل
الكنجر الامريكي ، وان العراق سيعود قويا موحدا بعون الله .
__________________
ابن حوران