عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-02-2001, 06:56 AM
أحمد العبدلله أحمد العبدلله غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 21
Post الشاذ جنسيا : بين الرحمة والنقمة

ليس من حقنا أن نعاتب شاذاً جنسياً على شذوذه،وذلك لأنه شاذ بالفطرة. بمعنى أن تركيبته البيولوجية فرضت عليه الشذوذ. وبالتالي فإن المسألة لا علاقة لها بالأخلاق. لذا فإن الشاذ لا يستحق منا سوى الشفقة وليس التحقير والازدراء. هذه هي مجمل أفكار بعض المدافعين عن الشواذ جنسيا.

مرة خرج في أوروبا ملصق دعائي يظهر فيه مجموعة من الرجال الواقفين. وقد كتب أسفل الملصق : " هل تستطيع أن تحدد الشواذ جنسياً في هذه الصورة ؟ ". كان الملصق يريد أن يقول بطريقة أخرى: ليس هناك فرق بين الشواذ وعامة الناس،والدليل أنك لا تستطيع أن تميز الشاذ في هذه الصورة من غير الشاذ.

أحيانا يبلغ التعاطف مع الشواذ مداه في أوروبا. لدرجة أن إحدى المحاكم الأوروبية قد زوجت رجلاً برجل بعقد رسمي،وتحت حماية القانون. ولا ننسى أن الكونجرس الأمريكي قد خفض السقف العمري للشذوذية إلى سن السادسة عشرة. وبالتأكيد هذا "الدسكاونت" يشير إلى قوة الأصوات الشاذة،وقدرتها على تغيير نتائج الانتخابات البرلمانية.

عندما سافرت إلى بريطانيا،ودرست في معهد للغة،جلس إلى جانبي شاب من سويسرا. كان بشوش الوجه. وعرفني إليه أحد الزملاء بأنه فلان (نسيت اسمه). ثم قال لي : إنه شاذ. لقد تفاجأت،وظننت أن زميلي يحاول أن يسحب قدمي ( كما يقال في المثل الإنجليزي تعبيراً عن المقالب المازحة). أخذت أسأله في كل مرة ألاقيه : هل أنت حقاً شاذ؟. حتى إنه مرة عنفني بشدة على كثرة أسئلتي. عندها أدركت أنه شاذ حقا. حتى إني رأيت له صاحباً بريطانيا. كانا (وش حليلهم لايقين على بعض ).

قرأت مرة في كتاب عن الحروب الصليبية أن هذا الشذوذ الغربي(القديم) تسرب إلى الشرق العربي منذ تلك الحروب،إذ كانت هي السبب في تواجد الشذوذ عندنا. فالصليبيون جاءوا إلى الشرق دون زوجاتهم،فشعروا بالفراغ الجنسي،وكان لا بد من تعبئته،لذا توجهوا نحو الممارسات الخاطئة فيما بينهم،وهذا ينطبق كذلك على الجنود الشرقيين الذي كانوا يقضون فترات طويلة في الجبهات دون زوجاتهم،ولا سيما أن جل هؤلاء الجنود من الغرباء الذي انتزعوا من ديارهم وبيعوا في سوق النخاسة في عهد السلاطين المماليك. هؤلاء السلاطين الذين قال الكاتب عن بعضهم إنه كان يحب الذكران. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن بعض المتصوفة اشتهر بمحب الذكران. لذا أصدر بعض السلاطين مرسوماً يمنع كل مليح أمرد بأن يدخل إلى صوامع هؤلاء المتصوفة.

الشاهد من كل هذا أن الشذوذ الجنسي متجذر في الثقافة الغربية،وهو كما يقول بعض الكتاب من أحط الأمراض الاجتماعية وأخطرها. ومع ذلك نجد المدافعين عنه يزدادون يوما بعد يوم. ونسأل الله العافية.