[جيت مسير]

كان المكان جميلا يبهج من حوله بجداوله المتدفقة .. يروي بها الأرض فتزداد خضرة ونضارة. تتفتح الزهور بألوانها الزاهية وتحلق الفراشات وتغرد الطيور..... العطر يملأ المكان وينعش بنسماته زواره , كانت جنة تسعد من يراها و يعيش فيها.

جاء الشتاء في غير موعده بدون مقدمات... لا يعلم أحد السبب , احتجبت أشعة الشمس بغيوم داكنة ، بدأت الثلوج تتسـاقط وتزداد كثافة. اكتسى ذلك الجبل الأخضر الجميل بكتل بيضاء واختفت الحياة فيه. تجمدت الزهور توقف خرير الجداول لم نعد نرى فراشـات ولا طيور. كل شيء جامد بلا حياة.

سألتني ما هذا الجو الكئيب .. انه أشبه ما يكون بالموت.. أليس لهذا من نهاية؟
قلت: أتعلمين أن تحت هذه الجبل بركان كامن , لو تدفقت حممه فستذيب ما فوقه من ثلوج في لحظات ولكن في الوقت نفسه سيحرق كل شيء وعندها ستكون النهاية.

قالت: ادعوا الله أن لا يحدث ذلك ولكن أريد أن تعود له الحياة والبهجة ..... ولا أريد له الدمار.

قلت: متي ما انقشعت الغيوم وسمحت لأشعة الشمس بالمرور فسوف يعم الدفء وتبدأ كتل الثلج بالذوبان وتجري الجداول وتشرق الأرض بالخضرة وتتفتح الأزهار وتعود الفراشـات والطيور.

انه الدفء .. الدفء يا عزيزتي ... فهل ستشرق الشمس ؟؟


مســـير...