كيف يمكن الجمع بين ذلك وبين زعمهم أنهم يحكمون بالكتاب والسنة ..؟!
ومنها : أنه نظام لا يخفي ولاءه الصريح لأعداء الأمة في أي معركة يخوضها العدو ضد الأمة .. وضد الإسلام والمسلمين .. فهاهي أمريكا تخوض حربا ضروسا ضد الإسلام والمسلمين بزعم محاربة الإرهاب .. وتغزو بلاد المسلمين وتحتلها .. ومع ذلك فهي لا تلقى من النظام السعودي إلا التسهيلات .. وكل دعم ونصرة .. حتى أنه يمنع المسلمين من مجرد الدعاء عليها في مساجدهم .. وما أخبار القواعد العسكرية الأمريكية في أرض الجزيرة العربية عن مسامعنا ببعيدة!
ومنها : أنه نظام عطل الجهاد في سبيل الله .. بل وألغاه من قاموسه وتفكيره .. وحارب أهله وطاردهم .. وسجن علماءهم .. وأسس جيشا لا وظيفة له سوى حماية العرش السعودي .. والنظام السعودي!
ومنها : دخول النظام السعودي في المعاهدات والأحلاف والقوانين والأنظمة الصادرة عن الأمم المتحدة وغيرها .. التي تضاهي وتضاد شرع الله تعالى.
ومنها : أنه نظام يمول ويرعى كثيرا من القنوات الفضائية التي تنشر الإباحية والكفر، وكذلك فهو يمول ويرعى عددا كبيرا من الجرائد والمجلات الدولية والعالمية والمحلية التي تنشر الكفر، والإلحاد والعلمنة .. وهي معروفة للناس بأسمائها .. وبالتالي فهو مسؤول عنها ويناله وزرها ووزر كل ما ينشر ويذاع فيها!
ومنها : أنه نظام إذا شتم فيه الملك .. وانتقص من قدره في شيء .. عرف الشاتم والمنتقص واستخرج من مخابئه .. وتعرض لأشد أنواع التنكيل والسجن والعقوبات، وربما القتل .. بينما الذي يشتم الله تعالى جهارا نهارا .. كما في الرواية الساقطة " الكراديب " للزنديق السعودي " تركي الحمد " حيث يقول فيها:" فالله والشيطان وجها لعملة واحدة "!! .. يترك من غير إنكار ولا محاسبة .. يسيح في البلاد كيفما يشاء .. بل ويسمح لكتبه ولرواياته المليئة بالكفر والزندقة أن تطبع في مطابع الدولة السعودية بكامل الحرية!!
أترون لو قال:" فهد أو ولي عهده والشيطان وجها لعملة واحدة " كان سيسمح له أن يبيت في بيته ليلة واحدة .. أو كان سيسمح لكتابه أن يطبع وينشر؟!!
أهكذا تكون دولة التوحيد ـ كما يزعمون ـ الملك الحاكم فيها أجل وأعظم قدرا من الله تعالى جل في علاه؟!!
فإن قيل: لعل الملك أو ولي عهده لا يعلم بكل هذا ..؟!
أقول: فما بالهم يعلمون بكل من يتكلم على ملكهم وحاكمهم أو أمير من أمرائهم ولو كان كلامه في الخفاء عبر الهاتف .. ثم هم لا يعلمون ما يكتب ويطبع وينشر بين الناس ..؟!!
صدق قول الله تعالى فيهم: { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب } ، وقال تعالى: { ما لكم لا ترجون لله وقارا . وقد خلقكم أطوارا } .
ومنها : أن النظام السعودي ـ ممثلا بحكامه وأمرائه ـ ضليع في نهب ثروات الأمة وخيراتها .. فجزء منها يصب في جيوب وبطون الحكام والأمراء .. لينفق على موائد الشهوات والأهواء كيفما شاءوا .. فهم فوق المساءلة والمحاسبة مهما بلغت درجة الإنفاق عند أحدهم .. وفوق أن يقال لأحدهم من أين لك هذا .. والجزء الأكبر منها يصب في جيوب ومصالح أعداء الأمة .. أما الشعوب المقهورة المغلوب على أمرها فينالهم الفتات الذي يتساقط من على موائد المبذرين من الطواغيت الظالمين!
فهذه الأوجه مجتمعة ـ وغيرها من الأوجه مما لم نذكره ـ تلزمنا بالقول ولا بد: بأن النظام السعودي نظام كافر غير إسلامي .. الإسلام في واد ونظام آل سعود في واد آخر .. وكذلك كل من يرعى ويحمي ويذود عن هذا النظام من الملوك والأمراء وغيرهم من العناصر المتنفذة فهم كفار مرتدون، لا ينبغي أن يشك في ذلك من عرف دين الله تعالى وعرف حقيقة هذا النظام والقائمين عليه.
وما قلناه في النظام السعودي نقوله كذلك في جيشه المهترئ؛ فهو جيش كغيره من الجيوش العربية المعدة لنصرة الطواغيت وعروشهم ومصالحهم وحسب .. فهو جيش يدور مع هوى الطاغوت الحاكم حيث دار يوالي فيه ويعادي فيه .. يسالم من سالم الطاغوت وإن كان كافرا محاربا للإسلام والمسلمين ويحارب ما حارب الطاغوت وإن كان من خيار أهل الأرض .. لا تعرف له مرة أنه خاض جولة في سبيل الله رغم سعة ميادين القتال .. فجيش هذا وصفه لا يمكن أن يصنف على أنه جيش إسلامي .. وإن كان يغلب على أكثر أفراده وقادته إقامة الصلاة .. فهذا قد يتشفع لأحدهم كفرد .. ولكن لا يمكن أن يضفي على الجيش بمجموعه ومجموع أنظمته وغاياته الصفة الإسلامية والحكم الإسلامي .. أو أنه الجيش الذي يجاهد في سبيل الله لكي تكون كلمة الله هي العليا!
2- حكم النظام الآنف الذكر حكم عام لا يلزم منه بالضرورة كفر كل من جادل عن هذا النظام بعينه، أو دخل في حزبه؛ وذلك بحكم الشبهات الضخمة المنسوجة حول هذا النظام .. والتي يثيرها مشايخ السلطان وعملائه .. وبالتالي لإنزال هذا الحكم على أعيان الناس لا بد من مراعاة توفر شروط التكفير وانتفاء موانعه.
فكثير ممن يجادلون عن هذا النظام لا يعرف ما ذكرناه عنه من حقائق .. ومن كان يعرفها منهم فهو لا يصدقها .. ومن كان يصدقها لا يعلم أنها مكفرة .. ومن كان يعلم أنها مكفرة يقول لك أنا أقلد مشايخنا الكبار فهم أعلم مني ومنك .. وقد أفتوني بخلاف ما أفتيت به وبينته .. وهذا لا بد من مراعاته واعتباره عند الحكم على أعيان الناس ممن يجادلون عن هذا النظام، والطواغيت الحاكمين لهذا النظام!
3- حكم النظام الآنف الذكر لا يجوز أن يحمل على المجتمع السعودي ولا على مؤسساته، فالمجتمع السعودي مجتمع مسلم، وأهله يغلب عليهم التدين وإقامة الصلاة .. ولله الحمد.
4- يعود خطأ بعض أهل العلم في هذا النظام لأسباب عدة :
منها : أن من المشايخ والدعاة لا يرون من النظام السعودي إلا الجانب المشرق .. ولا يريدون أن يروا منه إلا هذا الجانب ولا أن يسمعوا عنه إلا عن هذا الجانب .. لذا تجد أحدهم إذا تكلم قال: إن ولي الأمر أمر ـ حفظه الله! ـ ببناء المساجد .. وطباعة المصاحف .. وبناء المدارس لتحفيظ القرآن .. وأمر بطباعة كتاب كذا على نفقته الخاصة .. وهو أكثر من مرة يقول: نحن نحكم بالكتاب والسنة .. والحمد لله أن وهبنا مثل هذا الإمام والملك!
وفات هؤلاء المغفلين الذين ضلوا وأضلوا غيرهم أن النظام لا يمكن أن يقيم من هذه الأمور الآنفة الذكر وحسب .. وأن ما ذكروه عن نظامهم كثير من الأنظمة العلمانية العربية الكافرة تفعله وتدعيه، وتفعل ما هو أكثر منه!
ومنها : أن من المشايخ والدعاة السعوديين يقيس ويوازن بين حال الأنظمة العربية الأخرى وما يعاني فيه أهله من اضطهاد في الدين .. وبين نظام السعودية .. فيخرج بنتيجة أن نظام دولته خير بألف مرة من تلك الأنظمة .. فيحمله ذلك على الرضى به .. وربما يزداد به تعلقا وتمسكا .. فيضل ويضل!
ونحن نعترف أن النظام السعودي على علاته الآنفة الذكر خير من كثير من الأنظمة العربية الأخرى .. ولكن هذا لا يجيز لنا أن نتعلق أو نرضى بنظام كافر وإن كان أقل كفرا من الأنظمة الأخرى .. فالقضية في ميزان الحق بين كفر وكفر مغلظ أو بين كفر مغلظ وكفر أشد غلظة .. فالمسألة لا تخرج عن هذا الإطار.
ومنها : أن من المشايخ والدعاة ممن يعيشون خارج الدولة السعودية .. لحاجتهم إلى أداء فريضة الحج .. ولحنينهم إلى زيارة الحرمين الشريفين .. تراهم يؤثرون السكوت عن جرائم النظام وكفرياته .. وربما يداهنون ويجاملون .. فيضلون ويضلون .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
5- فإن قيل: كفر النظام يستلزم الخروج عليه ؟
أقول: نعم من الناحية الشرعية يجب الخروج عليه، بينما من الناحية العملية الواقعية فإن الخروج له شروطه وترتيباته ومقدماته لا أرى استعجاله قبل استيفاء تلك الشروط والترتيبات والمقدمات، والتي منها أن يكون فكر الخروج على أنظمة الكفر هو فكر التيار الأعظم من المسلمين.
وإلى حين أن يتحقق ذلك لا مانع شرعا ـ إن وجدت المقدرة وأمنت الفتنة الأكبر ـ من العمل على استئصال ـ بصورة فردية ـ من تشتد فتنته على البلاد والعباد من طواغيت الحكم والكفر والجور، وإراحة العباد والبلاد منه .. فاستئصال طاغوت من طواغيت الحكم والكفر والجور وإزالته من طريق العباد أيسر وأسهل من عملية الخروج على جميع النظام ومؤسساته الخاصة به!
6- فإن قيل فما بال المباحث وعناصر الأمن والمخابرات جلادي النظام .. وما الموقف منهم ؟
أقول: المباحث وعناصر المخابرات هم كلاب الطاغوت المسعورة التي تسهر على حماية الطاغوت وحكمه وظلمه .. لا أرى الانشغال بهم ـ ولا بغيرهم من صعاليك الحكم إلا من اشتدت منهم فتنته على البلاد والعباد ـ وبخاصة في بلاد كالجزيرة العربية ـ خشية توسع دائرة الصراع ووقوع المحظور، وترويع الآمنين ـ إلا ما كان على وجه الدفاع عن النفس .. فإن بادروك أيها الأخ المجاهد بالاعتداء وأرادوا قتلك أو سجنك ليفتنوك عن دينك .. فدونك وإياهم .. فقاتلهم بنفس طيبة مقبلة غير مدبرة .. فإن قتلوك ـ وأنت تدافع عن نفسك ودينك وعرضك ـ فأنت من أهل الجنة .. وإن قتلتهم ـ وهم ينفذون أمر الطاغوت في قتلك واعتقالك ليفتنوك عن دينك ـ فهم في النار كما ورد ذلك في الحديث الصحيح.
بهذا أجيب عن سؤالك وعن سؤال كل من سأل نحو سؤالك من الإخوان ..
والحمد لله رب العالمين
[الكاتب: أبو بصير]
__________________
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid أن المفهوم السياســي للوطن في الإعلام العربي والخطاب السياسي ـ غالبا ـ ينتهي إلى أنه الكذبة الكبرى التي اصطلح الجميع على إستعمالها للوصول إلى أطماعه الخاصة ، الحزب الحاكم يستعملها مادامت توصله إلى أطماعه ، وطبقة التجار كذلك ـ إن كانت ثمة طبقات تجار خارج السلطة التنفيذية ـ مادموا يحصلون على الصفقات الكبرى ، والأحزاب الساعية للسلطة يمتطــون هذا المفهوم للوصول إلى السلطة .
ولهذا ينكشف الأمـر عندما يتخلى الزعيم عن الأرض هاربا عندما يفقد سلطته ، وتعيش الأحزاب السياسية خارج الوطـن ، وهي تتاجر سياسيا بشعاره ، ويُخرج التجار أموالهم ليهربوا إليها عندما تتهدد مصالحهم التجارية في الوطــن ، بينما كانوا يجعلون الأرض سوقا استثماريا فحسب ، ويبقى فيها الشعب المسكين الذي كان مخدوعا بهذه الكذبة ، حبّ الوطن ، إنه حقـا زمــن الزيــف والخــداع .
=46969
|