عرض مشاركة مفردة
  #65  
قديم 23-04-2005, 12:29 PM
memo2002 memo2002 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 1,503
إفتراضي

القوة لم تكن بالضرورة قرينة النصر...، فهؤلاء هم أصحاب بدر.. رغم القلة والضعف.. انتصروا..!، وفي حُنين مع كثرتهم وقوتهم.. غُلِبوا..!!

التفاؤل زاد المسير.. وزاد النصر.. لنترك النظر للأمور بسوداوية ومنظارٌ قاتم لا يرى من الأمرِ إلا أقبحه..ولا يترجم من الكَلِمِ إلا أفحشَه..!!..، وعجباً لمن يرى في دعوتنا للتفاؤلِ تخذيلاً..!!..، التفاؤل أدبٌ نبوي.. فتفاءلوا بالخير تجدوه..!!

ما يصيب الأمة من رزايا ومحن.. ومصائب وفتن..، إن هو إلا ابتلاء..، "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ"، "لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ......"، "..وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ.."، فهناك حكمٌ علينا قد تخفى، والله يعلم ما تلدُ كل أنثى..!!!!

رغم كل ذلك الظلام الممتد في أفق الأمة.. ووسط تلك الحلكة وذلك الإعتام.. يبقى في الأمة رجال..، رجالٌ واثقون بنصر الله..، رجالٌ يقسمون ولا يحنثون..، يرددون تلك البشرى العظيمة في حديث تميم الداري عن رسول الله r : (( والله ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزاً يعز به الإسلام و ذلاً يذل الله به الكفر))..!!!

ورغم الشلل والفشل يرددون بيقين قوله r : (( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس))..، رجالٌ ينظرون للأمور بمنظار التفاؤل.. يضعون أمامهم.. ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين))..!!!!

إنها الثقة بالله ونصره.. الثقة بمن نصر عبده وهزم الأحزاب وحده.. الثقة بنصر القائل (( إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور))..!!!

لقد عانى المسلمون من الغفلة لقرون مضت، ثم انتبهوا، وهذهِ الصحوة الراهنة، قد جلبت علينا عداءً متصاعداً، وأدخلتنا في دائرة صراع جديد، شكلاً ومضموناً، قد تضطرب معها النفس، وقد تضيق ببُطء النصر، وتأخّر الفرج، وقد يسحب طوفان المدّ البعض، ويُلقي بهم في غياهِب الانسلاخ من هذه الصحوة وهذه الأمة ومظاهرةِ أعدائها ومداهنتهم يأساً من غلبتها وانبهاراً بمن خالفها واستخفافاً بتفاؤلنا وإعلاننا أن المستقبل للإسلام..!!!!

المستقبل للإسلام، ليس مجرد شعار نتبناه، محوطاً بالأمل والرجاء، إنه دينٌ وعقيدة، إيمانٌ بالنصوص الثابتة في الكتاب والسنة، وثقة بالله وإحسان للظن، أَمَرَنا به القائلولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباديَ الصالحون) (الأنبياء:105)..!!!!

عجباً لمن يُسَفّهُ تفاؤلنا، ويستخفّ بثقتنا بالنّصر والتمكين، ويقول بكل تبجح، أنتم أمة تعيش على الأحلام..!!!!

عجباً..!!، ألسنا أمة تملك القيم الروحية والأخلاقية والمعنوية المميزة التي كفلت لنا سيادَة العالم قروناً..؟!!، ألسنا نملك مصادر الطاقة والحياة ونستوطن أماكن غنيّة و وسطاً جغرافياً وتاريخياً وعدد سكان يزيد على خُمسِ سكان العالم..؟!!، ألسنا نملك أعظم رسالة، وندين بأعظم دين، حثّ على العلم ورفع أهله..؟!!

ألا يثير انتظام المسلمين في صفوف الصلاة، واجتماعهم في الموقف في يومٍ يباهي الله بأهل عرفةَ فيه ملائكتهُ شيئاً في نفسك، ولا يحرّك قليلاً من يقين ينبغي أن تنعِش به قلبك..؟!!

حتى محبّة المؤمنين بعضهم البعض، وما بينهم من روابط أخوية تتجاوز الأجناس والحدود، وشعورنا بالأخوة الإسلامية، وآلامِ بعضنا، وتحقيق ذلك واقعاً، وارتفاع أصواتنا بالدعاء لهم، وحرصنا على نصرتهم أينما كانوا، وتأمّل ذلك، ينبغي أن يثير في النفس التفاؤل والثقة والفرح..!!!

ما نعيشه من صحوةٍ في كثير من المجالات، رُغم العفن والفساد والاستعمار الذي مُنَيَت به عقوداً، لأمرٌ يدعو إلى التفكّر والتأمّل، هذه الصحوة، واستشعارها، سيكفُل لنا العمل على تعزيزها والسير بها إلى آفاقٍ أكبر بالتفاؤل والاستبشار..!!!

هذهِ الآلام المحدِقة بنا، والتسلّط المؤلم، والأخطار المحيطة، والتحدّيات الأخطر، مهما بلغت، فيكفينا أنها ردّتنا إلى الإيمان، وأحيَت فينا الآمال، وبصّرتنا بحاجتنا لعملٍ منظّم مخلص لهذه الأمة في مختلف الأصعدة، وحاجتنا إلى تطوير أنفسنا وتجديد خطابنا وضخّ الدماء النشِطة المؤمِنة الصادِقة فيه، لنعلنها في وجهِ الدنيا، المستقبل لهذا الدين، وإن اشتَدّت الحلكةِ فإن ذلك يُنذِر باقتراب الفجر..!!!

هذا التفاؤل.. وهذه الثقة.. ليست كما يظن البعض أنها تخذيل.. إنها غمامة الخير في زمن القنوط واليأس.. في زمن التثبيط.. في زمن غربة الدين.. غمامة خير بيضاء في أفق حالك السواد.. تمطر كل حين.. نتاج مشرقاً أبيض.. كبياض قلوب أصحابها..!!.. تبيّن للأمة طريقة إصلاح مواطِن الضعف.. وتذكرها بسيرة السلف..، تصف الداء والدواء..!! تعلنها في وجه الدنيا.. (( وهم من بعد غلبهم سيغلبون))..!!

المتفائلون.. المخلصون.. يعملون بصمت.. بهدوء وسكينة.. يعلمون أن تلك اللوحة الرائعة لم يرَ مشتريها من جهد صاحبها في رسمها وتخطيطها وتلوينها لساعاتٍ وأيام إلا جمالها وروعتها وإتقانها، وتوقيعٌ صغير لراسمها حدّد قيمتها وخلّد اسمه محفوراً عليها..!!

الأمة لا تريد اليوم الباكين العابسين المقطّبين..!!! بل تريد العبّاد المخلصين العاملين الدعاة المصلحين.. والمتفائلين..أطباء كانوا أو مهندسين..!!!، تُرِيدُ من يعمل بإخلاص، عملاً دائباً، وجهاداً في سبيل نصرة الأمة وإخراجها من ضعفها، ونشرِ رسالتها التي ملأت الكون حقاً وعدلاً وأمناً قروناً، في كل المجالات، وعلى مختلف الأصعدة..!!!، تريدٌ من يقيم الدين بمعانيه الشاملة والكاملة، في الاعتقاد، والعمل، والعبادة، والأخلاق، والآداب، والسلوك، والمعاملات..!!!، تريدُ أسلمةً لشؤون الحياة كلها، في الفرد، والمجتمع، والدولة..!!!

وإن طال المخاض.. وزادت قوة الانقباضات.. واشتدّ الألَم.. ولم يخففه قناعُ النيتروز ولا إبرة الظهر؛ فإن انسلال الجنين من ظُلُماتٍ ثلاث سيتبَعُ –بإذن الله- ذلك.. وسعادتنا بسماعِ صوتِه يجلجل.. بين تلكَ الدماء المتدفّقة والجِباه المندّاة بالعَرَق.. وذلك الفرحُ الشفيف.. بعناقِ الوليد.. كفيلٌ بإزالة كل ألم.. ونسيانِ كل حزنٍ و معاناةٍ ولحظاتِ ضعفٍ..وهوان..!!!!

عزائي أن الأمة كما مرّت بانتصاراتٍ وفتوحاتٍ عظيمة؛ فقد مرّت بمحنٍ أكبر.. وفتَن أشدّ وأخطر.. وانتكاساتٍ مؤلمة.. وأوقاتِ ضعفٍ وهوانٍ وذُلٍّ شديدة.. و خرجت منها تتكِئ على الجرح وتسعدُ بالوليد..وتكمل المسيرة.. وبعدَ المحنة تكون المنحَة..!!!!!

إنما النصر مع الصبر..كونوا لله أقرب.. وبنصره أرغب.. وسيبلّغكم الله النصر.. إن عاجلاً أو آجلاً.. (( ويومئذ يفرح المؤمنون))..!!!!