القمر الشجاع
ارحب بطرحك العقلاني ، و احب غيرتك على ابرياء العراقيين و لا شك
و اعلم اخي الكريم ان تأييدنا للمجاهدين في العراق إنما يأتي لتعاطفنا مع هؤلاء الابرياء بالذات ، و الذين لم تألُ فيهم أمريكا و أشياعها إلاً و لا ذمة
بدءً من ضربات من مذبحة ما سمي بتحرير الكويت مروراً بالصدمة و الترويع و إنتهاءً بما حدث في الفلوجة و أبي غريب
فإذا كنت تعتقد ان المجاهدين العراقيين و انصارهم من كافة بقاع الاسلام إنما إرتضوا المطاردة و التضييق و غبار الجهاد لمجرد قتل نساء و شيوخ و اطفال العراق فأنت بلا شك واهم ، لأن هذا غير منطقي أصلاً بالاضافة الى ان ما نراه يحدث في العراق اليوم ليس إلا إستهداف للأمريكان الصائلين على العراق و من يتولاهم من الحرس الوثني و الشرطة المرتدة و غيرها من القطاعات التي دربها و رعاها المحتل حتى تحميه بصدورها من جحيم المجاهدين
و إذا _ و اقول إذا جدلاً و ليس إقراراً بحدوث ذلك _ كان ثمة أبرياء بالفعل قد سقطوا في هذه العملية او تلك فعرضاً لا عمداً و لأحكام سقوطهم بالتبعية الكثير في كتب السلف الثقاة و هي التي تعد مرجعية معظم الجماعات المجاهدة في العراق ، فهي جماعات سلفية كما و لا شك انك تعرف ، و قد بح ألمجاهدون أصواتهم بالتحذير و التنبيه الى العوام من المدنيين عدم الإقتراب من الاماكن المستهدفة سواء التي تشكل تجمعات للأمريكان او المرتدين من متوليهم و أتباعهم في مخططهم الكفري على ارض الخلافة
اما بشأن الموضوع الكردي فإني ارى لزاماً عليّ ان اطالبك اخي بالتعالي عن هذه الإقليمية و العرقية ، فالكردية عرق و ليس دين ، و الاكراد مسلمين من أهل السنة و الجماعة ، و طموحاتهم الإقليمية التي يرفعونها لن تؤدي الى إلا زيادة تجزئة المجزأ أصلاً ، فلو كانت طموحاتهم إسلامية وحدوية مبنية على العقيدة لفوجئت بحجم التعاطف الكبير الذي كانوا سيحظون به من كافة جهات الاسلام
و لك في أخوانك من جماعة انصار الاسلام الكردية الاصل _الذين اول من أُستهدفوا بالطيران الامريكية تحت سمع وبصر طالباني و جماعته_ الاسوة الحسنة ، فهؤلاء اكراد لم ينكروا هويتهم و لكنهم دمجوها مع هويتهم الاكبر و الاوسع و الاهم و هي هويتهم الاسلامية و بنوا منهجهم على هذا الاساس ، و هاهم الآن لازالوا يقاتلون الامريكان مع اخوتهم العرب ( جيش أنصار السنة )
البشمركة هؤلاء مجرمين اخي ، كلنا يعلم ذلك يقيناً فلا تسع الى الدفاع عنهم لأن هذا شيء لا يشرفك ، فلا يمكنك ان تنكر ان هذه المليشيات كانت في خدمة الامريكان منذ بدء الحرب الاخيرة و الى يوم الناس هذا ، و لا يمكنك ان تنكر انهم كانوا يمشطون الارض في الشمال تحت مظلة من الطائرات الامريكية التي تقصف الاخضر و اليابس ، و لا يمكنك ان تنكر انهم كانوا في الصفوف الاولى عند الإغارة على الفلوجة حيث سويت المنازل بالارض على رؤوس الابرياء الذين جئتنا تدافع عنهم الآن ، لا يمكنك ان تنكر ان الامريكان ضد اي مليشية مسلحة على ارض العراق قد تؤثر على مخططاتهم و اعلنوا إستعدادهم لتفكيك اي مليشية تفكر في النشأة ما عدا البشمركة الحبيبة
أنهم مجرمون اخي و أيديهم ملوثة بدماء أخوانهم العراقيين الى المرافق و تولوا الكافر عياناً و ناصروه على اخوانهم المسلمين و هذا مخرج عن الملة
صدقني لا يستقيم ابداً ان تدافع عن الابرياء و عن قاتليهم من البشمركة في نفس الوقت
تقبل تحياتي
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ
اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ
|