[الكثيري]

قال بعض المتقدمين من أئمة الطب : من أراد عافية الجسم : فليقلل من الطعام والشراب : ومن أراد عافية القلب فليتر الآثام وقال آخر: راحة الجسم في قلة الطعام , وراحة الروح في قلة الآثام , وراحة اللسان في قلة الكلام , والذنوب للقلب بمنزلة السموم : إن لم تهلكه أضعفته ولابد,وإذا أضعفت قوته لم يقدر على مقاومةالأمراض
وقال طبيب القلوب في هذا المعنى :
رأيت الذنوب تميت القلوب ؛ وقد يورث الذل إدمانـها
وترك الذنوب حياة القلوب ؛ وخـبـر لنفسك عـصيانهــا
فالهـوى أكــبـر أدوا ئــهــا ؛ ومـخالفته أعظم أدويتها

والنفس في الأصل خلقت جاهلة ظالمة ؛ فهي لجهلها تظن شفاءها في اتباع هواها ؛ وانما فيه تلفها وعطبها؛والمصيبة العظمى :إنها تركب ذلك على القدر ؛ فتبرى نفسها,وتلوم ربها بلسان الحال دائما ويقوى اللوم حتى يصرح به اللسان .