الود
وهو خالص الحب وألطفه وأرقّه
وتتلازم فيه عاطفة الرأفة والرحمة
يقول الله تعالى:
(وهو الغفور الودود)البروج14 ،
ويقول سبحانه:
(إن ربي رحيم ودود) هود90 .
الخلّه
وهي توحيد المحبة
وهي رتبة أو مقام لا يقبل المشاركة
ولهذا اختص بها في مطلق الوجود الخليلان "إبراهيم" و"محمد" صلوات الله وسلامه عليهما ، قال تعالى:
(واتَخَذَ اللهُ إبراهيم خليلاً) [النساء125] .
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
[ إنّ الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ] وقال صلى الله عليه وسلم:
[ لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الرحمن ]، وقال صلى الله عليه وسلم:
[ إني أبرأ إلى كل خليل من خلته].
وقيل: لما كانت الخلّة مرتبة لا تقبل المشاركة امتحن الله سبحانه نبيه "إبراهيم" - الخليل - بذبح ولده لما أخذ شعبة من قلبه ، فأراد سبحانه أن يخلّص تلك الشعبة ولا تكون لغيره، فامتحنه بذبح ولده ، فلما أسلما لأمر الله، وقدّم إبراهيم عليه السلام محبة الله تعالى على محبة الولد، خلص مقام الخلة وصفا من كل شائبة ، فدي الولدُ بالذبح.
ومن ألطف ما قيل في تحقيق الخلّة : إنها سميت كذلك لتخللها جميع أجزاء الروح وتداخلها فيها، قال الشاعر:
قد تخلَّلْتِ مسلك الروح مِني = وبذا سُمِّي الخليل خليلاً
<******>doPoem(0)******>
وقال بعض العلماء المحققين :
قد ظن بعض من لا علم عنده أن الحبيب أفضل من الخليل
وقال: "محمد حبيب الله، و"إبراهيم خليل الله
وهذا باطل من وجوه كثيرة:
منها : أن الخلّة خاصة، والمحبة عامة، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وقال في عباده المؤمنين:
( يُحبُّهم ويُحبونه ) [المائدة54] .
ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون له من أهل الأرض خليل، وأخبر أن أحب النساء إليه عائشة رضي الله عنها، ومن الرجال أبوها .
ومنها : أنه صلى الله عليه وسلم قال:
[لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أُخوّة الإسلام ومودته ]
ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم قال:
[إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً].
.. يتبع ..