المكان الثالث : سياحة أم تفاهة ... نعم .. حدث ولا حرج عن مخالفات النساء إذا خرجن للنزهة والسياحة ، ما الذي يجري هناك ، تعالوا لتستطلع الخبر ، فمن ذالك : أولاً : السفر إلى بلاد الكفار ، ومن المعلوم أنه لا يجوز للمسلم إذا كان في بلاد الإسلام السفر إلى بلاد الكفار لما في ذالك من خطر على دينه وأخلاقه ، وإضاعة للمال ، وتقوية لاقتصادها ، ولذالك لا يجوز ذالك إلا بثلاثة شروط : الشرط الأول : أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات ثانياً : أن يكون عنده دين يحميه من الشهوات ثالثاً : أن يكون مضطر إلى ذالك كمن كمريض للاستشفاء ، بعض النساء ذالك وأضافت إلى ذالك مخالفة ثانية وهي : حينما خرجت مسافرة ، خرجت بلا محرم يصونها ويحفظها عن أعين الذئاب ، يسافر الذكر لا الرجل ثم يحجز لزوجته فيما بعد إذا كانت لم تنهي عملها الوظيفي مثلاً ، سبحان الله ، يا مؤمنة ، ألم تسمعي إلى قول قدوتك وحبيبك محمد عليه الصلاة والسلام حين قال : ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يومٍ وليلة إلا مع ذي محرم )، أنتِ مؤمنة ، فاسمعي والزمي ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) وحينما خرجت المرأة وأصرت وخالفت وسافرت إلى بلاد الكفر أضافت إلى ذالك مخالفة ثالثة ألا وهي : كان آخر عهدها بالحجاب والحياء يوم أن أقلعت الطائرة ، حينها تفسخت من حياءها وحجابها ، وكأنها أسار وأغلال ، عجباً ، من تعبدين يا مؤمنة ؟! عجباً ، من تراقبين يا مسلمة ؟! أليس هو الله جل جلاله !! أتراكِ بفعلكِ هذا تراقبين البشر ، فإن البشر يغفلون ، يسافرون ، يمرضون ، يموتون ، فوا خيبتك .. أما إن كنتِ تراقبين رب البشر فهو معكِ في كل مكان يراك ويسمعكِ لا يخفى عليه من أمركِ شيء ، السر عنده علانية ، والخفي ظاهر ، فلما التحايل والغفلة ؟!!! رابعاً : ظاهرة بدأنا نراها في المطارات حال السفر .. فحينما يعلن المذيع موعد إقلاع الرحلة ، حينها يبدأ العناق والقبلات بين الرجال والنساء أمام الناس ، من غير حياء من الله تعالى ولا وجل ، يحصل هذا في كثير من الأحيان من خلف الحجاب فقتلت المرأة بذالك المعنى الحقيقي للحجاب الذي يحملها على الستر والحشمة والحياء .. خامساً : ما يحصل من كثير من نساء المسلمين حال خروجهن للسفر من دخول للمسارح والمتاحف ، وارتياد الأماكن المختلفة والتي فيها ما لا يرضي الله تعالى ، كل ذالك بحجة السياحة والسفر والترفيه ، وكأن من لوازم ذالك التفلت من الأحكام الشرعية وارتكاب ما حرم الله تعالى ... المكان الرابع : ترفيه أم تأثيم .. لقد أصبحنا في الوقت الحاضر لا يقر للمرأة قرار ، يقول أحد الأخوة : في إحدى الإجازات خرجت بأولادي لمناسبة ، فقال الطفل الصغير : أبي ، قلت : نعم ، قال : غداً إلى أين سنذهب ؟ فقضية الخروج أمر مسلم يومياً ، ولكن السؤال إلى أين !! إن من أكثر الأماكن التي يرتادها العوائل وخاصة النساء هي المتنزهات !! فحصل من جراء ذالك مخالفات عدة ، منها : أولاً : الخروج للحدائق العائلية والمتنزهات المختلطة ، وهذه بحد ذاتها مفسدة عظيمة يكثر هناك احتكاك النساء بالرجال ، حينها حدثوا ولا حرج ، هذه تلحق بابنها الصغير ، وتلك تتمشى مع صديقتها ، يختلط هناك الحابل بالنابل ، الرجل أسره مناظر النسوة ، والمرأة أسرها مناظر الرجال ، فضيع كل منهما الآخر .. لقد ذكرت لي إحدى النساء : أنها خرجت هي وزوجها إلى مكان من هذه الأمكنة ، وإذا بمجموعة نساء فقامت فتاتان على أقدامهن يذرعن تلك الحديقة ، تقول : فوقفن تحت شجرة ، فجاء ثلاثة شباب ، فذهبت واحدة منهن معهم وبقيت الأخرى تحت الشجرة ما يقرب من ساعة ، ثم قدمت الفتاة مرة أخرى ، ثم رجعن إلى اجتماع العائلة ، والرجال يظنون أنهن ذهبن للتمشية ..سبحان الله ، أمة الله ، أما تعلمين ماذا قالت فاطمة رضي الله تعالى عنها ، حينما سألت أي شيء خير للمرأة ؟؟ قالت ( ألا ترى الرجال ولا يراها الرجال ) هناك لا ترى الرجال فحسب ، بل تزاحمهم وتحتك بهم ، اتخذن مكاناً جلسن فيها يتضاحكن ويتمازحن ، ورجال العائلة الأخرى لا يبعدون عنهن كثيراً ، والله المستعان ... ثانياً : لقد ارتقت المرأة مرتقاً صعباً حينما برزت أمام الرجال ، من خلال ركوبها في الألعاب الكهربائية تقلبها يمنةً ويسرة كالدمية يتلاعب بها الأطفال ، ألا من مسحة حياء أيتها المرأة المسلمة ، وحتى والأمر أمام النساء فإن هذا مشين في حق المرأة المسلمة ، ثالثاً : ظاهرة بان عوارها في الآونة الأخيرة ، وذالك من خلال تواجد بعض المهرجين هناك ، أو من خلال عروض ما يسمى بالسرك ، أو ترويض الحيوانات ونحو ذالك ، هناك يقل الحياء ، الرجال في جهة ، والنساء في الجهة المقابلة ، نقابات فاتنة ، لثام فاضح ، هناك اختلط لا أقول الحق بالباطل ، وإنما اختلط الباطل بالباطل ، وما إن ينتهي المشهد حتى يعلوا الصراخ والتصفيق الصفير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، حينها يرفع الشيطان رايته وعقيرته يطلب الخطبة التي بعد هذه من اختلاط بين الرجال والنساء فتبدأ حينها أولى خطوات الجريمة .. هناك هتكت الأستار ، وخلت الذئاب بالنعاج ، لأن أسود الغابة أسلموا للذئاب القيادة ، وانشغلوا بالسمر والسهر، في تلك الأمكنة جرح العفاف واستغضب الجبار ، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى .. المكان الخامس : عبادة أم سياحة .. إن من لوازم الإجازة الذهاب إلى بيت الله الحرام ، وأكرم بذالك من مقصدٍ وطلب ، ولكن هل ذهبت يا أمة الله لعبادة أم عادة ؟!! إن الناظر في حال النساء في تلك الأماكن المباركة ليقطع جازماً أن الأمر لا يعدوا إلا أن آل فلان ذهبوا ونحن سنذهب مثلهم ، نعم ، صاحب ذالك عدم استشعار لحرمة تلك الأماكن ، وذالك من خلال المخالفات الآتية : أولاً : الحجاب في الحرم أشكال عجيبة وغريبة ، حقاً أكثر من أي مكان آخر ، هناك مكان تقبل فيه الدعوات ، تقال فيه العثرات ، حرم الملك الجبار ، تكلمت عن الحجاب ، ولكني أعدت لأن الأمر غريب ، قطعت المسافات تدعي أنها للعبادة ، جاءت وظاهرها يخالف قصدها ، والأسوأ وكأنها في حفل ، والله تعالى المستعان .. الزينة كاملة ، الحجاب ملون ، النقاب فاتن ، فما ذا بقي من طلب الرحمة ، عجباً تطلبين سنة و ترتكبين حراما ..
يتبع...
__________________
و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون
قال صلى الله عليه وسلم:
ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل ً
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
|