عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 11-05-2005, 04:05 PM
tigger tigger غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 49
إفتراضي

جاء في رسالة المحامي مصطفى رضى(7) السكرتير العام الفخري لمؤتمر عموم الهند الشيعي بتاريخ أول أبريل ـ نيسان 1930، إلى الحاكم العالم على الهند البارون ايروين يحتج فيها على المظالم العديية التي عانت منها بلاد المسلمون واحتلال آل سعود للأماكن المقدسة.. للالمقدسةكما احتج على إغلاقهم أماكن العبادة الخاصة والمساجد، وتدنيس قبور الأولياء والقباب المقدسة وهدمها وإنزال العقاب بمن يؤدي الشعائر الدينية، وتابع مصطفى رسالته قائلاً بأن هذه الأعمال البربرية أثارت شعوراً بالغضب والاستياء في جميع انحاء العالم الإسلامي، وبالخصوص مسلمي الهند خاصة الشيعة، تم تذكر الرسالة بأن هؤلاء الشيعة دعوا إلى عقد مؤتمر في لكنو عام 1926 حضره ممثلون عن مختلف المذاهب الإسلامية. واعدوا خطة لتنظيم فرقا من المتطوعين لخدمة الأماكن المقدسة المهدمة وأنهم جمعوا الأموال لأعادة القبور المقدسة لحالتها الطبيعية موضحاً أنه لولا حرص المسؤول. لخرجت أعمال المسلمين في الهند عن حدود التحركات السلمية.

وتواصل الرسالة فتذكر ملخصاً للمظالم التي اوقعتها حكومة آل سعود وهي تشمل تدنيس وتدمير الأبنية المقدسة. مثل مولد النبي ـ مقبرة المعلى ـ قبور الأئمة والخلفاء، ومنع الزيارات للأماكن المقدسة لقراءة الفاتحة. وهدم أماكن العبادة كالمساجد والحسينيات، وإجبار المسلمين على أتباع طريقتهم في المذهب، تنتهي الرسالة بالقول لذلك نرجو من سعادتكم تسعوا بالتأكيد على الحكومة الأمبراطورية التدخل بالنفوذ الدبلوماسي لأعادة الحرية الدينية.

رد نائب الملك البريطاني على مذكرة السكرتير العام الفخري لمؤتمر عموم الهند الشيعي في لكنو في رسالة مؤرخة في 8/5/1930 بما معناه: أنه درس مذكرة الاحتجاج بكل عناية واهتمام. لكنه يتأسف لعدم إمكانية اتخاذ أي اجراء بالطريقة التي تفترح وذلك بحجة ان السياسة الثابتة للحكومة البريطانية هي سياسة الحياد في المسائل الدينية وعدم التدخل في قضايا الأماكن المقدسة.

وهذا كلام غير صحيح ذلك أنها كانت تحكم العالم الإسلامي وفي جميع معاهدتها واتفاقياتها مع ابن سعود كان يلاحظ التدخل في الشؤون العبادية، ففي اتفاقها مع عبد العزيز آل سعود اشترطت عليه ابقاء طرق الحج مفتوحة آمنة، لكن مصالحها هذه المرة اقتضت اعلان الحياد المزعوم، دعماً لحليفها الملك السعودي والذي دفعته لإحتلال الحجاز، ومن جهة أخرى سطر سكرتير مؤتمر عموم الهند رسالتين إلى الشاه رضا بهلوي(8) ملك فارس، وارسلهما عبر البريطانيين ليسلموها إليه، لكنهم رفضوا ذلك لذات التبرير مع أن الشاه كان تحت القبضة الإنجليزية التي جاءت به إلى الحكم، وكانت قد تحركت من إيران لجنة حكومية توجهت إلى الحجاز للتحقيق. وذلك بعد فوران الوضع الداخلي في إيران وقد اجتمعت اللجنة مع المسؤولين السعوديين وشاهدت عن كتب أفعال السعوديين المخزية في البقيع ومقبرة المعلا بمكة.

ويشار ايضا أنه في عام 1930(9) اجتمع عدد من كبار الشيعة في كل من شكر وحيدر اباد في الهند، وأدانوا ابن سعود، كما طلبوا من الأنجليز الضغط عليه والسماح لهم ببناء الأضرحة والمقامات المقدسة التي هدمت.

وبتاريخ 6/6/1931(10) ارسل السيد أزهار حسين ـ القاضي الهندي المقيم في دمشق رسالة إلى القنصل البريطاني بجدة (السيد اندروريان) اشار فيها إلى ان حكومة ابن سعود تأخذ من كل شيعي سبع روبيات إضافية غير التي تؤخذ على الحجاج لأنهم ينتمون إلىالمذهب الشيعي بالأضافة إلى منع الحجاج من زيارة الأضرحة والمقامات فرد عليه السيد س. ج. هوب جل من المفوضية البريطانية في جدة بتاريخ 14 يوليو ـ تموز 1931 ـ بأنه (لن يكون من الممكن التدخل في مثل هذه القضية لأنه خروج عن السياسة البريطانية).

وفي تاريخ 16 / يوليو ـ تموز 1931(11) بعث السكرتير الأول ورئيس وزراء حكومة البنغال في كالكوتا إلى وزير خارجية الهند. مع مرشد آباد. ذكر فيها: انه بناء على اجتماع خاص للجنة التنفيذية بجمعية عائلة نظامات. يرجون حكومة ابن سعود ليصلح ما سببه من خسائر للعالم الإسلامي بتدنيسه المقدسات، وأن يعيد الأضرحة المقدسة إلى حالتها الأصلية، هذا الاصلاح الذي لن تسكن مشاعر المسلمين ولن يرتاح ضميرهم إلا اذا تحقق، كما تقول الرسالة.

ورد ف.ف. وايلي (نائب سكرتير حكومة الهند)( على الرسالة بتاريخ 4/ آب ـ اغسطس 1931 بقوله (امرت بأن ارد عليها بأن سياسة حكومة صاحب الجلالة (البريطانية) القائمة على عدم التدخل مطلقاً في المسائل الدينية، ويمنع حكومة الهند من تقديم أي احتجاج إلى حكومة الحجاز).

وفي تاريخ 31 آب ـ أغسطس 1931(12) وجه الحنفي محمد عمر خان رسالة إلى الحكومة البريطانية شكى فيها تدخل حكومة آل سعود ببعث أحد المدرسين واسمه عبد الله بن حسن للتدريس في المدرسة النظامية الحنفية في المدينة، والتي يديرها حسب ما يذكر صاحب الرسالة مولانا عبد الباقي. طالباً بأن يستمر المنهاج المقرر الذي وافق عليه صاحب السعادة. نظام حكام حيدر اباد طبقاً للمذهب الحنفي). جدير بالذكر بأن هذه المدرسة اغلقها آل سعود بعد أن رفض مديرها استقبال أي مدرس وهابي..

واعتبر محمد عمر خان افعال السعوديين بأنها (تدخل مباشر ومكشوف في عقائد وتعاليم المذهب الحنفي. واكراه على اتباع (تعاليم المؤسسة الدينية السعودية، أن مكة المكرمة والمدينة المنورة هما مركزان لكل المذاهب الإسلامية، وسكانهما من مختلف الطوائف والمذاهب والحجاج من مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية يزورون هذه الأماكن (المقدسة) كل عام فاذا كان أمر كهذا سيفرض بالأكراه، من قبل الحكومة السعودية لإجبار اتباع المذاهب الأخرى على القبول بالتعاليم المؤسسة الدينية السعودية (الوهابية) واتباعها فإن النتيجة المحتمة ستكون إساءة للمشاعر عظيمة. وهي نتيجة قد تؤدي إلى مغالات في النظم والطغيان والمعانات منهما).

ورداً على هذه الرسالة كتب ج.و فورلونع من المفوضية البريطانية بجدة بتاريخ 12/ سبتمبر ايلول 1931 بأن الرسالة وصلت وأن هذه المسألة دينية لا يمكن التدخل فيها.

وفي تاريخ 28/ مايو ايار 1931 كتب السير اندرو ويان من جدة إلى السيد أ. هندرسون في وزارة الخارجية تقريراً عن الوضع في الحجاز بيّن فيه (ان تدنيس الأضرحة والمقامات وانتهاك قدسيتها منذ الغزو (السعودية) هو مصدر شعور عارم (بالغضب) يشارك فيه المسلمون الاجانب الذين يحلون هذه الأماكن منذ القدم. وكذلك أبناء البلاد)(13).

المصادر

1 ـ جعفر الخياط ـ موسوعة العتبات المقدسة ج2.

2 ـ كشف الارتياب ـ السيد محسن الأمين العاملي.

3 ـ الريحاني ـ نجد وملحقاته ص 256.

4 ـ المصدر نفسه ص 333.

5 ـ (تدمير السعوديين لتراث الإسلام والمقامات الإسلامية) بحث مقدم للمعهد الإسلامي بلندن في مؤتمر متقبل الحرمين الشريفين المنعقد بتاريخ 6 ـ 9 يناير 1988 ملا عباس طاهر علي ـ الثورة الإسلامية عدد فبراير 1988.

6 ـ Rutts, ELDON- The Holy Cities ARABIA London 1928 – 1930

7 ـ وثيقة رقم E4534 / 3838 / 91

8 ـ وثيقة رقم E4534 / 3838 / 91

9 ـ وثيقة رقم E5191 / 3838 / 91

10 ـ وثيقة رقم E4173 / 4173 / 25

11 ـ رسالة رقم 11720 / P + رسالة رقم 68 (EN) عن السكرتير الأول ورئيس حكومة البنغال.

12 ـ وثيقة رقم E5035 / 4173 / 25

13 ـ وثيقة رقم E4597 / 1600 / 25