أن المشروعية مقررة من وجوه عدة وهنا لابد من التنبيه على مسألة هي غاية في الأهمية ؛ فإضافة إلى الفارق الهائل بيننا وبين عدونا في العدة والعتاد فإن الطبيعة الجغرافية لأرض العراق تضطر المجاهدين في كثير من للجوء على مثل هذا النوع من القتال ، فلا وجود لغابات يكمنون بها لعدوهم ، ولا جبال يتحصنون بها وينطلقون منها لتنفيذ عملياتهم والعدو قد نزل بالعقر من الديار ، ونازعنا الأرض التي نقف عليها ، واتخذ قواعده المحصنة فيها ، وأقام حواجز السيطرة ونقاط التفتيش في كل مكان ، يساعده في ذلك أعوانه من الجيش والشُـرط ، وطوابير العملاء والجواسيس الذين يرقبون كل غادٍ ورائح ؛ مما يزيد في صعوبة حركة المجاهدين ، ويتضح ذلك جلياً لكل منصف يقارن حالنا مع إخوة لنا في ساحات أخرى من ساحات الجهاد ، فالجبال الشاهقة والوعرة في أفغانستان ، والغابات الكثيفة في الشيشان ، هيأت المجاهدين المكان الناسب لخوض حرب طويلة الأمد يُـستنزف فيها العدو ، وأتاحت لهم اتخاذ قواعد خلفية آمنة مكنتهم من التفكير والتخطيط بعيداً عن عدوهم والانطلاق في عمليات كر وفر ثم الرجوع على هذا الملاذ الآمن ، وهذا كله مفقود على أرض الرافدين
لذا والحالة هذه كان الدخول مع العدو في مواجهات ميدانية مباشرة من الصعوبة بمكان ولا سيما في بغداد التي هي عقر دار العدو ، وكثافته فيها منقطعة النظير ؛ فكان لابد من تكثيف عملياتنا الاستشهادية لخلخة توازن العدو على هذه المدن وإرغامه على الخروج منها إلى أماكن يسهل اقتناصه فيها ، وهذه العمليات هي سلاحنا الفتاك الذي يُثخن في العدو الجراح ، وتنخلع به قلوب افراده ، وتعظم فيه النكاية ؛ هذا مع سهولته علينا وقلة الخسائر بالنسبة إلينا .
فلو أوقفنا هذه العمليات فلاشك أن جذوة الجهاد ستضعف حتما إن لم تخبُ في هذه المرحلة ، وبضعف الجهاد وتمكن العدو من بسط سيطرته على بغداد تحصل المفسدة الكبرى ؛ فيتمكن العدو من تدبير مؤامراته ومخططاته ، ويستبيح الأمة بأكملها
وقد رأى العالم بأسره جرائم عُباد الصليب ، وشُذّاذ النصارى ، وبغايا الروم في سجن أبي غريب وبوكا ، وما فعله أعوانهم الروافض في سجونهم في الجنوب في االكوت والحلَة والنجف وكربلاء والبصرة وغيرها وهم لم يُمكنوا التمكن الحقيقي فكيف لو تمكنوا من بسط سيطرتهم على أرض العراق ؟؟
فإن الروافض الحاقدين يحاولون بشتى الوسائل إظهار حرصهم على الدم العراقي لتشويه صورة المجاهدين ، وإظهارهم أمام العالم أنهم سفاكوا دماء ، ونسي احفاد ابن العلقمي غدراتهم بأبناء هذه الأمة التي حُفرت في جبين التاريخ
وسنذكر بعضاً من جرائمهم لعله يتبين للأمة الشيء اليسير من حالهم :
أولاً : في عام 1981 أي قبل نحو ربع قرن من الآن قام انتحاري من قوات فيلق الغدر – فيلق بدر – بتفجير نفسه بشاحنة مفخخة في مبنى الإذاعة والتلفزيون العراقي في الصالحية راح ضحيته العشرات .
ثانياً : شهدت شوارع أبي النواس والسعدون والكرّادة والزعفرانية خلال الحرب الإيرانية عشرات العمليات التفجيرية بالسيارات المفخخة بالشوارع راح ضحيتها العشرات .
ثالثاً : في الرابع من نيسان عام 1980 أوقع عناصر فيلق بدر قنابل يدوية بين الطلاب في الجامعة المستنصرية في بغداد راح ضحيتها العشرات ، وعندما خرجت جنازة تشييع الضحايا في اليوم التاني تم إلقاء القنابل من داخل بناء المدرسة الإيرانية وقُتل العديد ممن كان في الجنازة .
رابعاً : وقعت في الفترة ما بين عامي 1991 إلى الغزو الأمريكي أكثر من ثمانين عملية تفجير سيارات مفخخة في مختلف مناطق العراق على يد قوات فيلق بدر .
خامساً : أطلقت قوات فيلق بدر 65 صاروخاً محلياً موجهاً بواسطة سيارات متحركة من مناطق قريبة من بغداد مثل المحمودية واللطيفية وناحية الرشيد والأمين خلال عامي 1999 – 2000 راح ضحيتها العشرات .
سادساً : عمليات قطع الطرق السريعة بين العمارة والناصرية وقتل المسافرين عبر إقامة سيطرات مزيفة كان يقوم بها ويتباهى في عملها ، ويُصدّر البيانات بنسبتها حزب الدعوة إلى الشيطان وقوات فيلق بدر وقوات كريم ماهوت وذلك خلال عام 1991 ولم تنته إلا بدخول الصليبيين إلى بغداد ، وغير ذلك من جرائمهم التي لو ذهبنا نتتبعها لطال بنا المقام .
والله يعلم حرصنا أن لا نوقع خسائر بين المسلمين ، وكم من عملية محكمة أُلغيت ، وأهداف كبيرة فاتت ، لتوقع خسائر كبيرة بين المسلمين
ونحن على علم أنه قد تحدث بعض الأخطاء ، ويقع بعض الضحايا وهذا - والله - مما يدمي قلوبنا ، ويقرّح اكبادنا ؛ لكن ما حيلتنا والواقع ما ذكرنا من تخلل العدو فينا
ولو أن العدو متميزو متزيل عن مناطق المسلمين لما اجزنا لأنفسنا بحال من الأحوال التوسع في هذه العمليات ؛ فالطريق يجمع الناس ، ولا يمكن بحال قتال الكفار إلا بقتل بعض المسلمين ، وكما قال احد إخواننا :
فلو فُرض على المجاهدين التمييز بين الكفار والمسلمين لتعطل الجهاد في كل مكان ، فقد قام المجاهدون بمثل هذه العمليات في غزوتي نييورك وواشنطن وكان هناك بعض المسلمين ، وفعلوها في الرياض وبالي ، وعلى المعبد اليهودي في تونس ، وفعلوها في نيروبي وفعلوها في تنزانيا ومومباسا ، وكراتشي وكويتا وكابل ، وغروزني وموسكو ، فمن أراد تحريم هذه العمليات بسقوط المسلمين فيها تبعاً لا قصداً ؛ فعليه أن يمنع الجهاد في كل مكان لأنه لا يمكن أن يسلم عمل جهادي من سقوط المسلمين ، ولا يؤمر المرء بمالا يُطيق .
فنحن والله لا نرضى أن تُراق دماء المسلمين بغير وجه حق
ووالله لئن أُقـدم فتُـضرب عُـنقي أحب إلي من تقصد قتل امرئ مسلم بغير حق
أضف إلى هذا التشويه المتعمد من الإعلام ال**** لهذه العمليات ، وما يحصل من قلب لحجم الخسائر في صفوف الصليبيين وأعوانهم من المرتدين .
|