عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 25-05-2005, 01:06 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين..

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،

نكمل على بركة الله:

هذا أيضا كلام الشيخ محمد حسان حفظه الله في نفس الدرس السابق..أثر في فأحببت أن أشارككم به بإذن الله:



فالعلم: هو الأنيس في الوحدة، وهو الأنيس في الغربة، وهو المحدث في الخلوة، به يعرف
الله ويوحد، ويعبد ويحمد ويمجد، لا يمنحه الله -تبارك وتعالى- إلا للسعداء، ولا
يحرم منه إلا الأشقياء، ولقد استمعنا بل واغرورقت عيني بالدموع؛ لهذه الكلمات
الرقراقة الجميلة لشيخنا سماحة الوالد عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- في
بداية الحلقة، وهو يذكرنا بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين من
حديث معاوية ابن أبي سفيان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من
يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) فقال الشيخ: فمن لم يتفقه في الدين ما أراد
الله به خيراً، ولا حول ولا قوة إلا بالله .


فمن أراد الله به الخير علمه، وفقهه في دين الله -تبارك وتعالى-.


الناس من جهة الأصل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء

نفس كنفس وأرواح مشابهة وأعظم خلقت فيهم وأعضاء

فإن يكن لهم من أصلهم حسب يفاخرون به فالطين والماء

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء

وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء

ففز بعلم تعش حياً به أبداً فالناس موتى وأهل العلم أحياء



نعم، لا حياة إلا بالعلم، فالعلم حياة القلوب من مرض الشبهات، وحياة الأبدان من مرض
الشهوات، والعلم نور العقول، وزاد للمسلم الذي يريد الوصول إلى الله -تبارك وتعالى-

.


وما دام الناس على علم فهم في هدى، وعلى خير، فإذا قبض العلم بقبض العلماء، وقع
الناس في الضنك، والضلال، والشقاق، رفع الله قدر العلم وأهله، رفع الله قدر العلم،
وأعلى الله -عز وجل- شأن أهل العلم كذلك فقال -سبحانه وتعالى:- ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾
[المجادلة:
11] .


استمعنا في أول اللقاء لقول الله –تعالى:- ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ
﴾[ الزمر: 9]
بل من أرق الآيات التي يشهد الله -تبارك وتعالى- بها لأهل العلم أن أول من شهد لله
بالوحدانية هو الله، لاحظوا هذه اللطيفة الرقيقة، ثم ثنى بملائكته، ثم ثلث بأهل
العلم، فقال -جلّ جلاله:- ﴿
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ إذاً أول من شهد لله
بالوحدانية هو الله ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ ﴾ أي وكذا الملائكة شهدت لله بالوحدانية -جلّ وعلا- ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ﴾ أي وكذلك شهد أولو العلم
بالوحدانية لله -تبارك وتعالى- ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ
وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:18]
.


وتدبروا معي هذا الحديث الجميل الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو
-رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إن الله –تعالى- لا يقبض
العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم
يترك عالم) وفى لفظ ( حتى إذا لم يبق عالمٌ اتخذ الناس رؤوساً جهالاً ) وفى لفظ
( روءساء جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم؛ فضلوا، وأضلوا ) مصيبة كبرى أن يتجرأ على
الفتوى الآن كثير من الجهلاء، ممن لا يحسنون أن يفرقوا بين الدليل، ومراتب الدليل،
ومناطات الدليل، ممن لا يحسنون أن يفرقوا بين المجمل، والمبين، والعام، والخاص،
والناسخ، والمنسوخ ( إن الله –تعالى- لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس
) أبداً ( ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمٌ اتخذ الناس رؤوساً
جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم؛ فضلوا، وأضلوا ).


لذا كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- شديد الحفاوة بالعلم، وشديد الحفاوة بطلاب
العلم، ففي مسند الإمام أحمد، ومعجم الطبراني بسند جيد من حديث صفوان بن عسال
المرادي -رضي الله عنه- قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في المسجد متكئ
على برد له أحمر فقلت- والقائل صفوان- قلت: يا رسول الله، إني جئت أطلب العلم قال
مرحب) قال: (مرحباً بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها، ثم يركب
بعضهم بعضاً، حتى يبلغوا السماء الدنيا؛ من محبتهم لما يطلب
) انظر كم فرط الناس في
هذا الفضل، وانشغل كثير من الناس عن هذا الخير، فقد يعد أحدنا لمشروع تجاري، أو
اقتصادي أكثر من دراسة جدوى، هذا أمر جميل، أنا لا أقلل من شأنه أبداً، فالأمة يجب
عليها أن تبدع في كل مجالات الحياة، وأن تأخذ بالأسباب فهي أمة السببية، هي أمة
الأخذ بالأسباب، وعلمها نبينا -صلى الله عليه وسلم- التوكل في كل شيء، والتوكل هو
صدق اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب .


أنا لا أقلل من شأن هذا، لكن الذي يدمي القلب أن يعد أحدنا لمشروع تجاري أكثر من
دراسة جدوى، في الوقت الذي لا يفكر أن يمنح لنفسه ساعة؛ ليتعلم فيها عن الله -جلّ
وعلا- وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ [الروم:7]
وقال -جلّ جلاله:- ﴿بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ
مِنْهَا عَمُونَ﴾ [النمل:66] فهو يعلم ظاهراً من الحياة، لكن لا يعلم شيئاً عن
الله، ولا يعلم شيئاً عن أسماء جلاله، ولا عن صفات كماله، ولا يعلم شيئاً عن نبيه
-صلى الله عليه وسلم- ولا يعلم شيئاً عن دين الإسلام، لا عن الإسلام، ولا عن
الإيمان، ولا عن الإحسان، ولا عن أركان الإيمان، لا يعلم شيئاً عن هذا، وربما تراه
قد حصل شهادة الدكتوراه في هذا الجانب أو ذاك من جوانب العلم المادي، لا نقلل من
شأن هذا، لكن يجب على كل مكلف أن يتعلم عن الله، وأن يتعلم عن رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- فروض الأعيان التي لا يصح أبداً لمكلف أن يجهلها .


الجهل قبل الموت موت لأهله وأجسامهم قبل القبور قبور


أي أجسام الجهلاء قبور للجهلاء قبل أن ينزلوا إلى القبور .


الجهل قبل الموت موت لأهله وأجسامهم قبل القبور قبور

وأرواحهم في وحشة من جسومهم وليس لهم قبل النشور نشور


فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرحب بطلاب العلم، (مرحباً بطالب العلم، إن طالب
العلم تحفه الملائكة بأجنحتها، ثم يركب بعضها بعضا، حتى يبلغوا السماء الدنيا؛ من
محبتهم لما يطلب) ومن جميل ما قرأت في هذا الباب ما رواه الترمذي، وابن ماجة،
والنسائي وغيرهم بسند حسن بشواهده، من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي
-صلى الله عليه وسلم- قال: ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً؛ سهل الله له طريقاً
إلى الجنة ) وهذا له أصل في صحيح مسلم، هذه الفقرة ( من سلك طريقاً يلتمس فيه
علماً؛ سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم؛ رضاً
بما يصنع ) انتبه (وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم؛ رضاً بما يصنع، وإن
العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم
على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء
لم يورثوا ديناراً ولا درهما، إنما ورثوا العلم فمن أخذه، أخذ بحظ وافر ) .


وفى سنن الترمذي بسند حسن من حديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى
الله عليه وسلم- ذكر له رجلان أحدهما عابد، والآخر عالم، فقال -صلى الله عليه
وسلم:- (فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم) انظر إلى فضل العلم؛ لتكون صاحب
همة عالية في الطلب .


فمن يتهيب صعود الجبال يعيش أبدا الدهر بين الحفر

ولم أرَ في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام



ما أكثر الأوقات التي نضيعها، ذكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- رجلان أحدهما عابد
والآخر عالم فقال -صلى الله عليه وسلم:- ( فضل العالم على العابد كفضلي ) أي كفضل
النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ( على أدناكم ) ويا له من فضل لا يعرف هذا الفضل
إلا الله، (كفضلي على أدناكم) وفى صحيح مسلم من حديث أبي واقد الليثي -رضي الله
عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بينما هو يجلس يوماً بين أصحابه، في حلقة علم
أقبل ثلاثة نفر، أما أحدهم فرأى فرجة فجلس فيها، وأما الآخر فاستحيا -يعني استحيا
أن يتخطى الرقاب والصفوف- ونسأل الله أن يرزقنا الحياء، فما أقل من يمتثل هذا الأدب
في مجالس العلم وفى خطب الجمعة- استحيا فجلس خلف الصف، وأما الثالث أعرض عن المجلس،
فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثه قال -صلى الله عليه وسلم:- (ألا أخبركم
عن النفر الثلاثة: أما أحدهم آوى إلى الله ) هذا من؟ الذي سد الفرجة ( أما أحدهم:
آوى إلى الله؛ فآواه الله، وأما الثاني ) أي الذي استحيا أن يخطى الرقاب ( وأما
الثاني: استحيا؛ فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض، فأعرض الله عنه ) والحديث
أيها الأحبة، في فضل العلم جليل، طويل، عظيم، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يذكرنا
في كثير من الأحاديث بفضل العلم، وبمكانة العلم، وواجب على كل مسلم -كما ذكرنا
شيخنا -رحمه الله تعالى- أن يتعلم عن الله وعن رسول -صلى الله عليه وسلم- ليعبد
الله -عز وجل- عبادة صحيحة على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-


نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يخلص لنا النية له وحده تعالى برحمته ويدخلنا في رحمته ويجعلنا ممن يحملون العلم ابتغاء وجهه وحده آمين ىمين آمين يا رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين..

لنا عودة بإذن الله..