عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 31-05-2005, 01:56 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

الغيب غيبان ، غيب مطلق ، وغيب نسبى ... الغيب المطلق لله سبحانه وتعالى ، ومن يطلعه عليه من رسول ... أما الغيب النسبى ، فهو ما يكون غيبا لك ، وليس غيبا لآخرين ، فأنت تشاهد ما حولك ، ولكنك لا تشاهد ما يشاهده الآخرون فى نفس الوقت .



نأتى لآيات سورة الروم ، وهى لاشك من الغيب المطلق الذى أطلع الله عليه رسوله صلى الله عليه وسلم وقد أفاض المفسرون فى شرح هذه السورة ، وتلك الأحداث ، وللإختصار هنا فنحن نشير إلى ثلاث نقاط فى هذه الآيات تثرى موضوعنا فى إيراد أدلة على أن القرآن من كلام الله سبحانه وتعالى لا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بعد ذكر الآيات :::

الم {1} غُلِبَتِ الرُّومُ {2} فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ {3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ {4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {5}

1 - غلبت الروم عند بحيرة طبرية ، وقد ثبت أن أدنى مستوى للأرض فى هذا المكان

2 - تحقق الحدث بعد عدة سنوات .

3 - فرح المسلمون بنصرين ، نصر أهل الكتاب على المشركين ، ونصر المسلمين على كفار قريش ، فى غزوة بدر .

الله سبحانه وتعالى قادر ، ومن غير المعقول لبشر أن يتقول عليه أقوالا كالتى جاءت فى الآيات التالية ، ثم يتركه سبحانه وتعالى دون أن تتحقق ... إن كان هذا البشر كاذبا ... ويترك دينه لينتشر فى العالمين بهذه الكيفية التى نراها الآن !!! ... بمعنى أنه لو كان كاذبا لأخذ منه باليمين ولقطع منه الوتين ، ولفضحه فى قومه :::

فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ {39} إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {40} وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ {41} وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ {42} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {43} وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ {44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ {45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ {46} فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ {47} وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ {48} وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ {49} وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ {50} وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ {51} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ {52}



الكاتب لايولد كاتبا ، والمؤلف لا يولد مؤلفا ، والراوى لا يولد راويا ، والأديب لا يولد أديبا !!! ، بل يمر فى تطورات يفشل مرات ، وينجح مرات ، حتى يستوى عوده ويصير مؤهلا ليقتنع الناس به ، أما أن يصير رسول الله .. أديبا ، وراوية للقصص ، وفيلسوفا يأصل الموضوعات ، وأديبا على أعلى مستوى من الأدب ، ومعطيا تصورات عن الآخرة والجنة والنار ، والجن ، والحساب ، وهول يوم القيامة و يحلل ويحرم ، أى يضع قوانين تسير عليها أمة ، ويقودها إلى النصر ، و ......... كل ذلك بين يوم وليلة ، فهذا العجب العجاب ، وهذا الذى يتوقف عنده أولى الألباب ، وقد أشار الله إليه فى هذه الآية :::

قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {16}

يأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نهاية بعثته بثلاث وعشرون عاما ليدعو إلى دين ، وعقيدة ، وعبادات ومعاملات ، وسلوك ، ويقول صلى الله عليه وسلم بنى الإسلام على خمس ، ويحدد هذه الخمس ، ويشرحها بالتفصيل ، ويمارسها بمنتهى الدقة ، وتقترب حياته من نهايتها وهو يشرح للمسلمين آخر ما فرض عليهم فى حجة الوداع ، وتنزل عليه الآية التى تفيد بإنتهاء الرسالة :::

" ...... الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دٍينا .......... "



هل كان يعلم صلى الله عليى وسلم متى سينتهى أجله ، وهل سيكمل رسالته أم لا ؟؟؟ بناء كامل ، واكتمل البناء مع إنتهاء حياته صلى الله عليه وسلم هل كان يعلم قبل ثلاثة وعشرون سنة ... لو كان دعيا ... أن البناء سيكتمل ؟؟؟
هذه الحقيقة التى بهرت أحد الغربيين ، وألف كتابا ليعد فيه مائة من الذين كان لهم أثر كبير على البشرية ، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم هو أول هؤلاء المائة !!!