الموضوع: التقوقع الديني
عرض مشاركة مفردة
  #32  
قديم 19-06-2005, 08:30 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

نظرا لأنى وعدت فى آخر المقالة عن " هل الإنجيل وحى من الله "
بأنى سأتبع ذلك " هل القرآن وحى من الله "
ونظرا لأنى لا أحب أن أخلف وعدى ، فسأنشر المقالة
إضافة أنى أتيح فرصة لقراءتها عسى أن يوفق الله سبحانه وتعالى
من يقرأها لما يحبه الله ويرضاه له .


( حلقة 1 )


هل القرآن وحي الله؟


قلنا إن اليهود يقولون عن كتابهم إنه وحي أي كلام الله. هذا بالرغم من العيوب التي امتلأ بها والتي ذكرنا بعضاً منها، وبالرغم من اعتراف نبيهم "اريميا" بتحريف أسفارهم، وتأكيد النقاد المسيجين أنهم هم الذين كتبوا التوراة بأيديهم، وكذا تأكيد الفاتيكان نفسه بأن كتابهم حوى شوائب وشيئأ من البطلان... ناهيك عن تأكيد القرآن.
وقلنا إن الفاتيكان يقول إن الأناجيل كتبت بتأثير من الوحي أيضاً، وأن الفاتيكان لايملك دليلاً على ذلك وأثبتنا أن النقاد المسيحيين الغربيين يعارضون الفاتيكان فيما ذهب إليه، إضافة إلى أن أيا من كتبة الأناجيل لم يدع أنه كاتب وحي لا سيما لوقا الذي اعترف بذلك في مطلع إنجيله.
لذا فالمسلمون بالنسبة لهذين الكتابين (العهد القديم والعهد الجديد) لا يؤمنون بكل ما جاء فيهما، لأن الله أخبرهم في القرآن أن فيهما حق وباطل، وعلمهم أن اليهود والنصارى "أوتوا نصيباً من الكتاب "، أي عندهم بعض الشيء فيه، كما علمهم أيضاً "ونسوا حظاً مما ذكروا به... " أسورة المائدة: الآيات 13، 14
ولم يقل إنهم نسوا الكل. وعليه فالمسلمون لا يقبلون منهما إلا ما يوافق ما هو مذكور عندهم في القرآن الذي شهد له الجميع بأنه وحي السماء الخالص والمنزه عن أي تحريف، فما وافقه قبلوه وما خالفه رفضوه.
والحقيقة التي يعرفها كل من اطلع على الكتب الثلاثة، هي أنه لا وجه لمقارنة ما أسموه بالعهد القديم أو العهد الجديد بالقرآن، لا من ناحية المحتوى والمضمون ولا من ناحية الأسلوب والتركيب!!

فمن ناحية المحتوى والمضمون جاء القرآن بالوحدانية المطلقة، منزهاً الخالق عن كل ما وصفه به العهد القديم والجديد، وتضمن كل صغيرة وكبيرة تهذب الناس وتنفعهم في حياتهم الدنيا منذ طفولتهم حتى مماتهم مع إقامة المجتمع الصالح الذي ينظم حياتهم ليكسبوا الحياة الأخرى. وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية " لا تحتاج الأمة- أي الإسلامية- مع رسولها وكتابها إلى نبي آخر".
أما من ناحية الأسلوب، فأيضاً لا وجه للمقارنة، إذ أن أسلوب العهد القديم والجديد هو أسلوب بشر، تصادفه أمامك كل يوم في الكتب والروايات والجرائد والمجلات... لكن أسلوب القرآن لا تجد له مثيلاً على الأرض، لأنه أسلوب الله كلمة بكلمة وحرفاً بحرف، ويقول الدكتور "فيل " مدرس اللاهوت الكاثوليكي بألمانيا في كتابه المسمى "التعليم الإسلامي في المدارس العليا": "إنه لا نسبة بين القرآن وبين الكتب النصرانية من حيث الضبط والدقة وحيث إنه لما كان لكل نبي معجزته (أو معجزاته) التي يلفت فيها نظر القوم إلى صدق رسالته وأنه مرسل من اللّه، كانت معجزة محمد هي "البلاغة" التي تجلت في القرآن في الوقت الذي كان هو "أمياً" لم يعرف شيئاً عن البلاغة، ولم يخط حرفأ في حياته، في وقت كان الشيء الوحيد الذي تبع فيه قومه هو البلاغة والشعر والأدب. تماماً مثل موسى الذي جاء لقوم نبغوا في السحر فجاءهم بسحر فاق كل سحرهم لذا جاء الإعجاز في أسلوب القرآن الذي نزل على محمد بشكل حيّر جميع شعراء عصره. ويروى أن الوليد بن المغيرة- زعيم قريش في الفصاحة- جمع قومه عند الموسم وقال لهم: (إن وفود العرب ترد فأجمعوا فيه (أي في محمد) رأياً لا يكذب بعضكم بعضاً"
فقالوا: نقول كاهن.
فقال: واللّه ما هو بكاهن، ما هو بزمزمته ولا سجعه.
قالوا: فنقول مجنون.
قال: واللّه ما هو بمجنون ولا بخنقه، لا بوسوسته.
قالوا: فنقول شاعر. قال: ما هو بشاعر فقد عرفنا الشعر كله رجزه وهجزه، وقريضه ومبسوطه ومقبوضه ما هو بشاعر.
قالوا: فنقول ساحر. قال: ما هو بساحر ولا نفثه ولا عقده.
قالوا: فما نقول
قال: ما أنتم قائلون من هذا شيئاً إلا وأنا أعرف أنه باطل... إلى آخر القصة...

والإعجاز في الأسلوب القراَني الذي نزلى على محمد جاء في أشكال متعددة منها:

ا- الإيجاز والبلاغة وحسن التركيب:
فقد وصل في كل منه إلى الرتب العليا لفظاً ومعنىً ولهذا اعترف عقلاؤهم وفصحاؤهم أنه لا يقوله بشر. وذكر أبو عبيدة أن أعرابيأ سمع رجلاً يقرأ: (فأصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين ) فسجد وقال: سجدت لفصاحته.
وسمع آخر رجلاً يقرأ: (فلما استيأسوا منه خلصوا نجياً) فقال: أشهد أن مخلوقاً لا يقدر على هذا الكلام.
وسمع نصراني قوله تعالى: (ومن يطع اللّه ورسوله، ويخشَ اللّه ويتقه فأولئك هم الفائزون)
قال: جمعت هذه الآية ما أنزل على عيسى من أمر الدنيا والَاخرة.

2- النظم والأسلوب:
مع كون القرآن من جنس كلام العرب فقد جاء في نظمه وأسلوبه مخالفاً لسائر فنون النظم والنثر والخطب والشعر والرجز والسجع فحير عقولهم إذ لا مثال له يحتذى عليه ولا إمام يرجع عند الاشتباه إليه. وقد حكي عن غير واحد تصدى لمعارضته أنه اعترته روعة وهيبة كفته عن ذلك، كما حكي عن (يحيى بن الغزال) وكان بليغ الأندلس في زمانه أنه قد رام شيئاً من هذا... فاعترته منه خشية حملته على التوبة والإنابة، وحكي أيضأ أن ابن المقفع وكان أفصح أهل زمانه طلب ذلك ورامه فاجتاز يوماً بصبي يقرأ (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي الأمر...) فرجع ومحى ما عمل وقال: أشهد أن هذا لا يعارض أبداً وما هو من كلام البشر.

3- تأثيره في النفوس والقلوب:
تجد فيه من اللذة والحلاوة عند سماعه ما لا تجده عند سماع غيره ولذلك فإن قارئه لا يمله وسامعه لا يمجه، بل الإكباب على تلاوته يزيده حلاوة وترديده يوجب له محبة وطلاوة. ولقد ورد على لسان الوليد بن المغيرة أيضاً أنه عندما سمعه يتلى أنه قال: "واللّه إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر ".
ومن أحسن ما قيل: إن هذا القرآن لو وجد مكتوباً في مصحف في فلاة من الأرض ولم يعلم من وضعه هناك لشهدت العقول السليمة أنه منزل من عند اللّه.

4- الغيب:
لقد ورد فيه كثير من الإحاطة بعلوم الأولين والاخرين والإخبار بالغيوب الماضية والآتيهَ وجمعه لعلوم كثيرة لم تتعاطَ العرب الكلام فيها. ففيه من أخبار الغيوب الاتية شيء كثير فوقع على ما أخبر عليه كقوله: (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله اَمنين)4 سورة الفتح: الآية 27،،
(وهم من بعد غلبهم سيغلبون) سورة الروم: الاية 3،،
وقوله: (وإذ يعدكم اللّه إحدى الطائفتين أنها لكم) سورة الأنفال: الاية 7
وقوله: (سيهزم الجمع ويولون الدبر) سورة القمر: الآية45
وقوله: (سنسمه على الخرطوم ) سورة القلم: الآية 16،...
والايات في هذا كثيرة.
وفيه أيضاً من أخبار الأمم السالفة والقرون الخالية ما لم يكن يعلم القصة الواحدة منه إلا الفرد من أحبار أهل الكتاب فيأتي على وجهه فيعترف العالم بذلك بصحته وصدقه كقصص الأنبياء مع أقوامهم، وخبر موسى والخضر، ويوسف وإخوته وأصحاب الكهف، وذي القرنين، ولقمان... وحكم الرجم، وما حرم إسرائيل على نفسه. فجاء كله موافقاً لما هو مذكور في كتبهم ولم يجرؤ أحد على معارضته ".

- الإعجاز العلمي:
لقد حوى القراَن كثيرأ من الإعجاز العلمي الذي لم يكن يعرفه أهل ذلك الزمان، والكثير منه لم يكتشف إلا في هذا القرن فجاء موافقاً تماماً لما ذكره القرآن مثل:
(أ)كروية الأرض: (والأرض بعد ذلك دحاها) سورة النازعات: الآبة30،،
(ويكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) سورة الزمر: الاية ه،.
(ب) علم الفلك: (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) سورة يس: الاية 38- 40،.
(ج) علم الفضاء: (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السفوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) سورة الرحمن: الاية 33،.
(د) علم الزراعة: (وأرسلنا الرياح لواقح) سورة الحجر: الآية 22، و (قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله) سورة يوسف: الابة 47،، و (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين )سورة الملك: الاية30،.
(هـ) علم الفيزياء: (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً يبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله) سورة الروم: الآية 48، و (ألم تر أن اللّه يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله) سورة النور: الآية 43،.
(و) علم تكوين الأجنة: (فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب( سورة الطارق الآية 5- 7، و (لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاًاَخر فتبارك اللّه أحسن الخالقين) سورة المؤمنون: الابة 11- 14، و (يا أيها النَّاس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً) سورة الحج: الاية 5 .
(ز) علم تحقيق الشخصية: (أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه، بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) سورة القيامة: الآية 3-4.
(ح) السمع يسبق البصر في التكوين: (وجعل لكم السمع والأبصار والاْفئدة لعلكم تشكرون ) سورة النحل: الآية 78، و (حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم ) سورة فصلت: الابة 20، و (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) سورة الإسراء: الاية36 .
(ط) علم النفس: (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غماً بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون، ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً يغشى طائفة منكم) سورة آل عمران: الآبة 53 ا- 154،.
(ي) حاسة اللمس تنحصر في الجلد فقط: (سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً ليذوقوا العذاب إن اللّه كان عزيزاً حكيماً) سورة النساء: الآية 56،.
وكلها اكتشافات لم يتوصل إليها إلا في هذا العصر.
وهكذا يتبين لكل عاقل أن القرآن الذي أوحى الله به لمحمد قد سبق العلم الحديث في كل مناحيه وأن القرآن مستودع كبير لعلوم كثيرة ما زالت مخفية عن أعين البشر فاللّه يقول: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) سورة الإسراء: الآية 85، ولن يصل البشر إلى تلك العلوم إلا متى شاء اللّه لهم ذلك (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)سورة البقرة: الآية 255،.
(ك) سهولة حفظه غيباً: فلقد قال الله: (ولقد يسرنا القراَن للذكر) سورة القمر: الآية 17،. واليوم مع ضعف الإسلام يوجد ما لا يقل عن مليون مسلم يحفظون القرآن غيباً من الدفة إلى الدفة، قسم كبير منهم أطفال في عمر الورود. هذا في الوقت الذي لا تجد فيه قسيساً واحداً أو مطراناً أو كاردينالاً أو حتى بابا يحفظ أناجيله غيباً من الدفة إلى الدفة. لماذا!!؟ لأن أناجيلهم كتابات بشر بينما القرآن كتاب الله.
ويقول الدكتور الفرنسي موريس بوكاي عن الحقائق العلمية التي وردت في القرآن في آخر جملة له في كتابه "دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ص 222 بعد أن فند مزاعم التوراة الكاذبة في التكوين وأثبت خطأها، وهو فرنسي أشهر اسلامه: