عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 22-06-2005, 04:40 AM
فريد جعفر فريد جعفر غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: May 2005
الإقامة: تــــــونس
المشاركات: 166
إفتراضي اقطفوا كل الازهار... لكنكم لن توقفوا الربيع

جميعنا يعلم اننا نحن العرب و المسلمين دخلنا منذ حوالي 1000 سنة عصرا سمي بعصر الانحطاط و هو يفتخر على كل العصور باهداره للعقل تلك الملكة التي حبى بها الله الانسان و كرمه و فضله بها على كثير مما خلق …
اخوتي 1000 سنة تقريبا من الجمود الفكري، أي منذ ابن رشد و ابن خلدون الى اليوم و هذه الامة تركت عقلها وراء ظهرها و للاسف الشديد يبدو انها ما زالت غير جاهزة لتعيد لهذه القيمة مكانتها الحقيقية .
اقول و بمرارة كبيرة ان جميعنا يعلم هذه الحقيقة لكن ما لا يعلمه اغلبنا انه جرت محاولات لاسترجاع العقل شهدها القرن 19 سرعان ما انتكست ثم عادت ، لكن باحتشام، في اواخر القرن الماضي و حوربت بشدة من طرف عدة اطراف على راسها الاصولية الاسلامية " غني عن التذكير هنا بالويلات التي قاساها كتاب من امثال طه حسين و علي عبد الرازق و غيرهم على يد السلطة الدينية".
سيسجل التاريخ ان الساحة الفكربة العربية في يداية القرن 21 تشهد تململ و تطور و محاولات للتقدم و البناء ، بناء فكري و عقلي في مواجهة الخرافة و الدغمائية عملية لسحب البساط من تحت اقدام الاصولية التي كبلتنا و خنقتنا.
ان الاصولية تشكل الحارس الامين بامتياز للفكر الديني الدغمائي المنغلق، اقول الفكر الديني و ليس الدين، و اقصد بالفكر الديني ، تلك المنظومة الفكرية المغلقة التي سادت الانتاج المعرفي العربي منذ ما بقارب 1000 سنة و التي امتازت باهدار العقل منذ ان تم حرق مكتبة ابن رشد و رمي فكره في غياهب التاريخ.
اخوتي لان سنن الله يجب ان تكون لها الكلمة الاخيرة، شاء من شاء و ابى من ابى، فانه لا بد للعقل ان ينتصر في نهاية المطاف و لا بد له ان يقود الحركة الفكرية من اجل اعادة كرامة الامة المهدورة.
لقد انهارت الاصولية الدغمائية امام ضربات العقل الموجعة و لم يعد بامكانها المواجهة.
و في الحقيقة لم تكن في يوم من الايام قادرة على المواجهة، انها فقط قادرة على القتل و اهدار الدماء.
فالمواجهة التي خاضها الفكر مع التيارات الاصولية حافلة باهدار الدماء و القتل و الاقصاء و النفي و التشهير بالناس و حتى تطليق النساء "يا امة ضحكت من جهلها الامم".
و لكن من من الاصوليين تجرا و رد على احد الكتاب .
من تجرا و رد على هشام جعيط و كتابه الفتنة
من تجرا و كتب يرد على احدى كتابات اركون و على مشروعه" نقد العقل الاسلامي" منذ نصف قرن
من تجرا و رد على محمد عابد الجابري و على مشروعه " نقد العقل العربي"
من استطاع الرد على كتاب مفهوم العقل لعبد الله العروي
من رد على محمد الطالبي
و على محمد قبلي
هذا و لم اذكر الا بعض كتاب المغرب العربي.
من اين للاصولية بادوات فكر و معرفة تمكنها من المواجهة، انها لا تملك الا وسائل قتل و سفك دماء " من سيارات مفخخة و احزمة ناسفة …"
ان العنف هو سلاح العجزة، لكن الى متى سيظل مفيدا، الى متى سيتواصل مسلسل القتل ثم ،و هذا بيت القصيد، هل القتل و التصفية الجسدية قادرة على ايقاف مشروع فكري عظيم يهدف الى اعادت العقل الى مكانه الطبيعي و اعاد هذه الامة الى مكانتها الطبيعية.
و ليعلم كل الذين امنوا بالعنف و سيلة للحوار انهم قادرين على قطف كل الازهار و لكنهم غير قادرين على ايقاف الربيع.