***موقف من المواقف الراسخة في الذهن***
من ضمن هواياتي المتعددة هناك هواية محببة الى نفسي اقوم بها كلما سنحت الفرصة مع بعض الاصدقاء وهي هواية الرحلات والمغامرات ولعلكم تعرفون كم هو رائع ان يسافر الانسان ويستكشف كل ما هو جديد واحلى ما في السفر ان يكون مقرونا بطابع المغامرة والاثارة وهده بعض التفاصيل لرحلة قمنا بها مع بعض الاصدقاء.
*/ قررنا انا وبعض الاصدقاء القيام برحلة عبر الجبال مشيا على الاقدام خروجا من الروتين الممل وكان هدفنا الوصول الى اعلى قمة في المنطقة . قمنا بالتجهيزات اللازمة وكانت الرحلة تستغرق على الاقل يومين /يوم للذهاب والمبيت هناك ويوم ثان للعودة الى مركز الانطلاق/. المهم انطلقنا بعد اتمام كافة الترتيبات من ماكل ومشرب وخيام صغيرة للمبيت وخرائط للمنطقةوغيرها من المعدات التي نحتاج اليها في الرحلة الجبلية.. كنا اربعة اشخاص..قسمنا المعدات فيما بيننا بالتساوي ومضى اليوم بطوله في مشي مستمر بدون انقطاع تتخلله فقط فترات قليلة للاكل ثم متابعة الطريق حتى نصل في الوقت الذي حددناه سلفا وبالفعل وصلنا الى القمة قبل غروب الشمس بقليل وبادرنا بالبحث عن مكان امن يقينا البرد وخطر الحيوانات الجبلية ووجدنا بعد بحث مغارة رائعة امكننا ان نقيم فيها خيمتين صغيرتين وبمجرد ان انتهينا قمنا باعداد الطعام ومضى الوقت سعيدا تارة باللعب والتسلية وتارة باستكشاف الجوار لكن دون ان نبتعد خوفا من خطر /الحيوانات او السقوط لان الليل كان قد ارخى سدوله وحتى البطاريات لا تهيئ الرؤية الكافية. المهم انه بعد العشاء وبعد يوم مضن من تعب المشي والتسلق قررنا ان نخلد للنوم حتى نستيقظ باكرا . ولم يمر وقت طويل على استلقائنا حتى كنا نغط في نوم عميق.. المهم اننا استيقظنا بعد فترة وكانت الساعة تشير الى الثالثة /3h/ صباحا على زمجرة مخيفة حسبنا على اثرها انه حيوان ما لكن سرعان ما تبين لنا خطا تخميننا وعرفنا انها زمجرة الرعد بعدما شاهدنا المكان كله ينير بومضات شديدة من البرق وادركنا انها عاصفة وتمنيينا في قرارة انفسنا ان لا تدوم كثيرا لكن تمنينا ايضا خاب فقد تكاثر انهمار الامطار بغزارة شديدة واعقبها ثلوج وثلوج وبدا المكان كله مغطى بالثلوج وتمنيينا ان يكون الثلج في القمة فقط وان لا يكون قد غطى الجبل برمته لكن ضوء البرق مكننا من رؤية المنحدر البعيد وشاهدناه ممتلئا هو الاخر بالثلج وادركنا الخطر الذي نحن فيه فلو دامت العاصفة اكثر من ذلك لكان قد قضي علينا بدون شك لكن مع التباشير الاولى للصبح كانت العاصفة قد هدات وانقشعت السحب شيئا فشيئا وشاهدنا بام عيننا المصيبة التي وقعنا فيها لقد كان المكان كله مكسو برداء ابيض والنزول من القمة الى السفح عبر هدا المنحدر الثلجي خطير للغاية //خطر الانزلاق والحفر.../ .المهم كان لدينا خياران اما ان نجازف بالهبوط او نبقى حتى يذوب الثلج وهدا سيستغرق وقتا طويلا وربما عادت العاصفة من يدري..والادهى اننا لو بقينا والمدة طبعا ستكون غير معلومة فقد تنفذ الاطعمة وسيكون الوضع صعبا.. المهم بعد ان تشاورنا فيما يجب فعله قررنا جميعنا ان نجازف بالهبوط الى السفح رغم مخاطر الانزلاق والحفر الغير مرئية... جمعنا العدة ولبسنا ملابس اضافية لان البرد كان قارصا جدا وتوكلنا على الله وانطلقنا ومن حسن حظنا ان الشمس قد اطلت من جديد بعد انقشاع السحب جزئيا وكان الهبوط اصدقائي صعبا وصعبا جدا فكم مرة كنا سنسقط لولا العناية الالهية ومضى الوقت بين ترقب وتركيز وحاولنا خلق روح الدعابة حتى نخفف من وطاة ما نمر به وقاربت الشمس على المغيب ولم يبق لنا مسافة كبيرة وحاولنا ان نسرع الخطى قليلا حتى لا نضطر للمبيت هناك وسط الثلج وبالفعل مر كل شيئ بسلام حتى بعد ان غابت الشمس ..قمنا بتركيب البطاريات على جبهتنا ووسطنا حتى تنير لنا الطريق ولم يخل الموقف من سقطات قليلة لكنها لم تكن مؤلمة كثيرا ولا خطيرة وشارف الوقت على العشاء وكنا قد وصلنا اخيرا الى السفح ولم يبق لنا سوى القليل كي نصل ... ومر الوقت ووصلنا اخيرا وحمدنا الله كثيرا وتعانقنا فرحين بالنجاة على وعد منا بالقيام برحلة اخرى في المستقبل ان شاء الله
وهكدا اصدقائي تجدون ان هدا الموقف واحد من المواقف العديدة التي تركت مكانها في ذاكرتي ..كلما تذكرته الا وتطفو ابتسامة على وجهي دون ان انسى حمد الله تعالى وشكره على عنايته ورحمته
الى اللقاء في موقف اخر
الناي الحزين ياسين
|