الموضوع: صدى الحياة
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 28-06-2005, 06:15 PM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي صدى الحياة

يحكى أن أحد الاباء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على التضاريس من حوله في جو نقي .. بعيدا عن صخب المدينة وهمومها .. سلك الإثنان واديا عميقا تحييط به جبال شاهقة .. وأثناء سيرهما .. تعثر الطفل في مشيته .. سقط على ركبته .. صرخ الطفل على إثرها بصوت مرتفع تعبيرا عن ألمه : آآآآآآآآآآه فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل : آآآآآآآآآآه ....
نسي الطفل الألم وسارع في دهشة سائلا مصدر الصوت : ومن أنت ؟؟؟!!



فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟؟!!



انزعج الطفل من هذا التحدي في السؤال فرد عليه مؤكدا : بل أنا أسألك



من أنت ؟



ومرة أخرى لا يكون الجواب إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت ؟



فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب.. فصاح غاضبا : "أنت جبان"



فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل..وبنفس القوة يجيء الرد : "أنت جبان"....



أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلا جديدا في الحياة من أبيه الحكيم



الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه.



قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تمالك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف



حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس...







تعامل الأب -كعادته- بحكمة مع الحدث.. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة



وصاح في الوادي :" إني أحترمك "



كان الجواب من جنس العمل : " إني أحترمك "...



عجب الابن من تغير لهجة المجيب... ولكن الأب أكمل المساجلة قائلا :



"كم أنت رائع "



فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية : "كم أنت رائع "..



ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق



لينتظر تفسيرا من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية .....



علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة :



"أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء(صدى)..



لكنها في الواقع هي الحياة بعينها ...



إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ماتعطيها ... ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها..



الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك....



إذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك...



إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك...



وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك...



وإذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك...



وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم



أولا..لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء.



أي بني.. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة ..



وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة ..



إنه صدى الحياة.. ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت...
__________________


إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر


* ما اخذ بالقوة لا بد ان يسترد بالقوة

*وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال ... اذا الاقدام كان لهم ركابا

Ali_Anabossi@hotmail.com


اضغط هنا