عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 01-07-2005, 12:00 PM
فريد جعفر فريد جعفر غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: May 2005
الإقامة: تــــــونس
المشاركات: 166
إفتراضي

‏قال ‏ ‏الزهري ‏ ‏فأخبرني ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‏ ‏أن ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏ ‏كره ‏ ‏لزيد بن ثابت ‏ ‏نسخ ‏ ‏المصاحف وقال يا معشر المسلمين ‏ ‏أعزل ‏ ‏عن ‏ ‏نسخ ‏ ‏كتابة المصحف ‏ ‏ويتولاها رجل والله لقد أسلمت وإنه لفي ‏ ‏صلب ‏ ‏رجل كافر يريد ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏ولذلك قال ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏ ‏يا أهل ‏ ‏العراق ‏ ‏اكتموا المصاحف التي عندكم ‏ ‏وغلوها ‏ ‏فإن الله يقول ‏
‏ومن ‏ ‏يغلل ‏ ‏يأت بما ‏ ‏غل ‏ ‏يوم القيامة ‏
‏فالقوا الله بالمصاحف قال ‏ ‏الزهري ‏ ‏فبلغني أن ذلك كرهه من مقالة ‏ ‏ابن مسعود ‏ ‏رجال من أفاضل ‏ ‏أصحاب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح ‏ ‏وهو حديث ‏ ‏الزهري ‏ ‏لا نعرفه إلا من حديثه.

سنن الترمذي - تفسير القرآن عن رسول الله - حديث رقم 3029 .

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي


‏قوله : ( أن عبد الله بن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف إلخ ) ‏
‏العذر لعثمان رضي الله عنه في ذلك أنه فعله بالمدينة وعبد الله بالكوفة , ولم يؤخر ما عزم عليه من ذلك إلى أن يرسل إليه ويحضر . وأيضا فإن عثمان أراد نسخ الصحف التي كانت جمعت في عهد أبي بكر , وأن يجعلها مصحفا واحدا , وكان الذي نسخ ذلك في عهد أبي بكر هو زيد بن ثابت لكونه كاتب الوحي , فكانت له في ذلك أولية ليست لغيره ‏
‏( أعزل عن نسخ كتابة المصاحف ) ‏
‏بصيغة المجهول , أي أنحى عن نسخ المصاحف المكتوبة ‏
‏( ويتولاها ) ‏
‏أي كتابة المصاحف ‏
‏( اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها إلخ ) ‏
‏أي اخفوها واستروها . قال النووي : معناه أن ابن مسعود كان مصحفه يخالف مصحف الجمهور , وكانت مصاحف أصحابه كمصحفه , فأنكر عليه الناس وأمروه بترك مصحفه وبموافقة مصحف الجمهور , وطلبوا مصحفه أن يحرقوه كما فعلوا بغيره فامتنع , وقال لأصحابه : غلوا مصاحفكم , أي اكتموها " غني عن التذكير هنا ان عبد الله ابن مسعود احد الاربع الذين امر الرسول باخذ القران عنهم بل و ضعه صلى الله عليه وسلم في المرتبة الاولى"
‏{ ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة } ‏
‏يعني فإذا غللتموها جئتم بها يوم القيامة , وكفى لكم بذلك شرفا . ثم قال على سبيل الإنكار : ومن هو الذي تأمرونني أن آخذ بقراءته وأترك مصحفي الذي أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فالقوا القول ) أمر من اللقاء ‏
‏( فبلغني أن ذلك كره إلخ ) ‏
‏يعني أن رجالا من أفاضل الصحابة قد كرهوا قول ابن مسعود المذكور , وقوله من مقالة ابن مسعود رضي الله عنه بيان لقوله ذلك . ‏
‏[ تنبيه ] ‏
‏قال ابن التين وغيره : الفرق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان , أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته ; لأنه لم يكن مجموعا في موضع واحد , فجمعه في صحائف مرتبا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم , وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القرآن حين قرءوه بلغاتهم على اتساع اللغات , فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض , فخشي من تفاقم الأمر في ذلك , فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبا لسوره , واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش , محتجا بأنه نزل بلغتهم , وإن كان قد وسع في قراءته رفعا للحرج والمشقة في ابتداء الأمر , فرأى أن الحاجة إلى ذلك انتهت فاقتصر على لغة واحدة , أو كان لغة قريش أرجح اللغات فاقتصر عليها . ‏
‏قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) ‏
‏وأخرجه البخاري