الموضوع
:
::.. حينما تهدى إليك باقة أشواك !!؟؟..::
عرض مشاركة مفردة
#
4
03-07-2005, 02:27 PM
نور الحياة
عضو فعّال
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
بارك الله فيكِ أخيتي : الشامخة
على هذا الطرح الرائع
وجزاك الله خير الجزاء
وأسمحيلي بهذه الإضافة .. هو في الحقيقة موضوع كنت قد ساهمت به في إحدى القضايا.. ولكن أعدت الآن صياغته قليلا بما يناسب الطرح ..لعله يفيد ..
[line]
قال تعالى :" و يسألونك ماذا ينفقون قل العفو "
يا عباد الرحمن
:
ليس من شأن المؤمن بحمد الله تتبع الهفوات ، أو تصيد العثرات ، أو الانتصار للنفس بأي وسيلة ، أو مواجهة الباطل بمثله ، فالكرام أسمى من ذلك منزلة ، و أطهر نفسا ، و أشد ورعا ..... أفلا تصفح يا أخي .. و يا أخيّه ، وتعفون عمن أساء إليكم... فإبن آدم ليس معصوما عن الخطأ ... فنحن بشر و إن علا شأننا .....
قال ( صلى الله عليه وسلم ) : "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابين "
أفلا تصفحون عمن أساء إليكم ..أفلا تعفون عن الأحبة .. أفلا يستحقون عفوكم ... وصفحكم .....
قال تعالى :" و إن تعفو أقرب التقوى " .
يا أحبة الإيمان
:
لقد ضرب لنا رسولنا الكريم أروع الأمثلة في تسامحه مع الآخرين سواء كانوا من المسلمين أو من غيرهم ... كيف لا ... وهو قدوتنا .. ومعلمنا .. ومربينا ، وقد كانت سعة صدره صلوات الله عليه وسلامه قادرة على استيعاب أخطاء النفس البشرية ، ولم يقتصر تسامحه (صلى الله عليه وسلم ) على ما يصدر من تصرف مشين من غير قصد فحسب ، بل شمل تسامحه وعفوه أولئك الذين حاولوا الإساءة إلى شخصه الكريم ، بل و للدولة الإسلامية متعمدين .... كيف لا...
وهو من قال صلوات الله عليه وسلامه : " أفضل أخلاق أهل الدنيا و الآخرة تصل من قطعك و تعطي من حرمك و تعفو عمن ظلمك " .
فها هو صلوات الله عليه وسلامه قد عفا عن المرأة التي دست له السم ، وسامح عبدالله بن أبي عندما نطق بكلمة الكفر فقال : " يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " . بل وعفا عن أهل مكة بعدما آذوه و أخرجوه من بلده وحاربوه في كل مكان حيث قال لهم : " لا تثريب عليكم ، اذهبوا أنتم الطلقاء " .
وكما يروى أن إعرابي جاء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم ) يطلب إحسانا ، فأعطاه الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ثم قال له : أحسنت إليك ، فقال الرجل : لا ولا أجمل ، فغضب أصحاب الرسول(صلى الله عليه وسلم ) ، وقاموا إلى الإعرابي ليعاقبوه على ما قال ، فأشار إليهم النبي (صلى الله عليه وسلم ) أن يتركوه ، ثم أخذ الرجل معه إلى بيته، وزاده فوق ما أعطاه ثم قال له الرسول (صلى الله عليه وسلم ) : أحسنت إليك . فقال الرجل : نعم فجزاك الله خيرا .
فقال له النبي(صلى الله عليه وسلم ) : إنك قلت ما قلت آنفا، قبل ذلك ، وفي نفس أصحابي من ذلك الشيء ، فإن أحببت ، فقل بين أيديهم ما قلته بين يدي ، حتى يذهب ما في صدورهم عليك ، فقال الرجل : نعم .
فلما كان الغد ، جاء الرجل إلى مجلس الرسول (صلى الله عليه وسلم ) فقال النبي : إن هذا الرجل قال ما قاله فزدنه ، فزعم أنه رضي أكذالك ، فقال الرجل : نعم جزاك الله خيرا ، ثم انصرف الرجل سعيدا .
أريتم كيف أن النبي صلوات الله عليه وسلامه يقابل الإساءة بالإحسان ، ويعفو عمن ظلمه ....أفلا تعفو يا أخي .. و يا أخيّّه .. وتقابلوا الإساءة بالإحسان وتقتدوا بذلك بالحبيب المصطفى ..
ها هم الصحابة رضوان الله عليهم قد ساروا على نفس الدرب، و لا أدل على ذلك من رفض عمر بن الخطاب الصلاة في كنيسة القيامة بعد فتح فلسطين حتى لا يتخذ المسلمون ذلك ذريعة للاستيلاء عليها . ... فحنانيك .... حنانيك يا أخي .. و يا أخيه...... أفلا تعفون ... أفلا تصفحون عمن أساء إليكم ، فتضربوا بذلك أروع الأمثلة في العفو ... و الصفح لغيركم ، فيقتدوا بكم ويتبعوا نهجكم بإذن الله .........
ياعباد الرحمن
:
قال تعالى : " خذ العفو و أمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " .
في الحقيقة العفو هو الشجاعة بعينها ، و أعظم مراتب الكرامة و أكثر قوة تعزز الثقة بالنفوس و تسهل التعبير عن الشعور بالحب ، وهي فرصة لتقارب القلوب و التأليف فيما بينها ليكون العفو سابقا للنقمة ، وسببا لمقابلة الإساءة بالإحسان و التجهم بالإبتسامة وانشراح الصدر ، حينها فقط تهون الإساءة التي تعرض الإنسان فيها للإذلال والظلم و القهر من الصديق و القريب قبل العدو و الغريب وتعود للقلوب سعادتها ... فهلّا عفوت يا أخي .. و ياأخيه..عمن أساء لكم و منحتوهم شيئا من عفوكم فهم في أشد الحاجة إلى عفوكم .... فالعفو من شيم الكرام ....
فقد قال النبي(صلى الله عليه وسلم ) : " عليكم بالعفو فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم الله " . وقال أيضا(صلى الله عليه وسلم ) : " تجاوزوا عن عثرات الخاطئين يقيكم الله بذلك سوء الأقدار " .
ويخطئ أيما خطأ من يحسبنّ أن المسامحة علامة ضعف وخنوع ، و الغفران تنازل عن الحق وانتهاك للكرامة .
... فجدير منكم يا أحبة الإيمان أن تعفو عمن أساء و أخطأ في حقكم....
فتنهجوا بذلك نهج الحبيب المصطفى و الصحابة و التابعين و من اهتدى بهديهم إلى يوم الدين ..
__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
نور الحياة
عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو
إرسال رسالة خاصة إلى نور الحياة
إيجاد جميع المشاركات للعضو نور الحياة