الموضوع: الطوفان
عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 08-07-2005, 03:51 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

نقلة من الكاتب إلى نموذج أخر

في المغرب.. أصدر ضابط المخابرات السابق أحمد بخاري كتابا عن "الأجهزة السرية في المغرب" وقد طبع الكتاب في الدار البيضاء عام 2003.يكشف المؤلف كيف أسس الموساد والـCIA جهاز الأمن المغربي.. وكيف اخترق النخبة المغربية كلها بسبب ذلك ( أظن كل أجهزة الأمن في العالم العربي كذلك)..

ربما لذلك لم تعان أجهزة الأمن في عالمنا العربي أي انفصام بين ما تؤمن به وبين ضمائر أفرادها كمواطنين في الأمة لهم عقائدهم وقيمهم.

تربت هذه الأجهزة منذ البداية بفلسفة صهيونية صليبية ضد دين أمتها، وضد دولها و أوطانها.. ولقد تناقضت طول الوقت مع كل شيء.. إلا شيئا واحدا: مصالح الصليبيين والصهاينة..

كان الدور الملقى على عاتقها هائلا: سلب روح الأمة.. وقد فعلوا..

***

ومع فضائح أجهزة الأمن في المغرب والجزائر إثر مذكرات واعترافات الضباط الهاربين إلى فرنسا بالجرائم التي ارتكبوها فاجأت المغرب العالم بالتلفاز المغربي يظهر بعض المواطنين على لكي يتحدثوا في مشاهد تفاعلية حية وسط جمهور، عن التعذيب التي تعرضوا لها على أيدي أجهزة أمن الدولة.

يقول أحد المعتقلين:

" كنا نخاف من مسألة واحدة هو أن نجرح أو نصب بعطب في جسمنا وليس هناك دواء حيث أننا كنا نتمنى أن نموت على أن نجرح أو نعطب لأنه ليس هناك دواء. العقارب كانت موجودة بكثرة وكنا في الليل قبل أن ننام كنا نقول أنه علينا أن نركز على شيء واحد في رؤوسنا هي أنه علينا أن لا نتحرك أثناء النوم إذا ما عبر فوق أجسامنا أي شيء لأن العقرب هكذا لن يلسعنا وكنا في أحلامنا كنا نحلم بأن العقارب تلدغنا. ضرب أحد الحراس أحد المختطفين بالمجرفة التي نحمل بها التراب ضربه بجزئها الحديدي ضربه على هذا الجزء من رأسه فجرح جبهته والعضمة التي تحمي العينين وجزء من وجهه ومن طبيعة الحال ليس هناك دواء ليس هناك طبيب وبالتالي تعفنت هذه المنطقة من وجهه إلى أن توفي. في الواقع الحالات التي مرت بي هي أنني أرى معتقلين يحتضرون هكذا طريحي الفراش في وضع منهك وقد بلغت بهم النحافة لدرجة لا تتصور إذ أن عظامهم البادية للعيان وكأنها عارية من أي لحم وقد قضوا نحبهم ومنهم على وجه الخصوص محمد الشيخ والذي لم يكن يتجاوز على أكثر تقدير سن 14 من العمر فقد أطلق صرخة مدوية يوم لفظ أنفاسه. من المسائل التي أخذنا نتفق عليها هي أنه يجب أن يعيش منا على الأقل واحد يجب أن نتحدى الموت ويعيش واحد حتى يخرج منا على الأقل واحد لكي يشهد ما عشناه وكانت إذن هذه هي من أصعب الفترات بحيث أنه كان هناك صراع ليس بيننا وبين الحراس كما كان من قبل ولكن صراع بيننا وبين الموت. يجب أن نحيى لكي نشهد بما عشناه لكي نقول للمغاربة نقول للملأ أن هناك أماكن حيث يدفنوا المغاربة لا لشيء ولا لسبب يذكر."