إنني أنبه القارئ أن أي محاولة لوصف التعذيب هي إهانة لضحاياه لأن الوصف لا يمكن أن يقارب الحقيقة كما أننا لا نستطيع أن نصوغ من الكلمات بلسما يداوي الجروح ويزيل الندوب.
كما أنبه القارئ إلى إدراك هذه الأجهزة الشيطانية ودراساتها الفائقة في كيفية تحطيم شخص ( وبالتالي جماعة أو أمة) بإذلاله معنويا وجسديا.. فإن استعصى على التحطيم قتل..
فلسفة الأمن في مصر هي ذات فلسفته في سوريا والمغرب وتونس والرياض وتل أبيب – فقط للمسلمين- وأبي غريب وجوانتانامو بل وفي سجن يكون السجين فيه من المسلمين في أي بقعة في العالم..
نفس الفلسفة ونفس الفكر..
نفس الأساتذة ونفس التدريب..
نفس أدوات التعذيب ومستوردة من نفس البلاد.. ( أليس غريبا رغم تغير الحكومات في العالم كله أنه لا توجد حكومة واحدة جاءت بعد ما يزعمون أنه تصحيح وإصلاح ودمقرطة.. أقول لم تأت حكومة واحدة تكشف مصادر استيراد أدوات التعذيب)..
تغيرت النظم من النقيض إلى النقيض .. وفضح كل نقيض نقيضه إلا في أجهزة التعذيب..
ذلك أن كل أجهزة الأمن في عالمنا العربي تنتمي إلى نفس المصادر ونفس الأساتذة ونفس التدريب.. بل ونفس الشيطان الذي يعبدونه من دون الله.
نعم.. نفس الفكر.. ونفس التدريب.. ونفس الشيطان يعبدون.