لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان من تراب وماء ، وجعل التراب والماء هى مقومات حياته فى الدنيا ... فكل ما يأكل الإنسان فى هذه الدنيا ليعيش ، هى من مكونات التراب ... فالنباتات لا تنمو إلا فى التراب ، والحيوان يتغذى من النبات ، بمعنى أنه يعتمد فى تكوينه أيضا على التراب .
وبذلك ، فإن هذه الآية ، حاسمة فى الموضوع ، فمنذ تلقيح البويضة فى رحم مريم البتول ، فالمسيح عليه الصلاة والسلام يعتمد على التراب فى تكوينه ، جنينا ، فطفلا ، فرجلا ... والذى يعتمد على التراب لا يكون إلها قطعا . فمنذ اللحظة الأولى فتكوينه من التراب .
مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ {75}
|