عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 15-07-2005, 08:17 AM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي

الحمد لله المنتقم من الكافرين ، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبـــعــــــــد ، فقد لوحظ أنه كلما قام المجاهدون الأشاوس بغزوة مباركة على أرض شعوب الدول الحربية ، ودور الكفر العدوانية في عقر دارهم، كثر اللغط والخلاف بين أهل العلم حول الحكم الشرعي نحو هذه العماليات الحربية!! ثم سرعان ما ينسحب هذا الخلاف بين أنصار الجهاد في مشارق الأرض ومغاربها!!.

وبلا ريب أن من ينكر مشروعية هذه الأعمال ليسوا كلهم سواء في العلم والعمل، والأسس المنهجية التي ينطلق منها في إدانة هذه الأعمال القتالية.

فمنهم من عُرفت مواقفه المخزية التي تدور وتحوم حول تخذيل وتثبيط المجاهدين في كل مكان، وفي أي زمان، وهؤلاء بلا ريب على دين ملوكهم من النفاق والاستبداد؛ إما طمعا في منصب مرموق ، أو كسب مال ، أو جاه وشهرة، وهؤلاء في حقيقة الأمر غسلنا أيدينا منهم، ويئسنا من صلاحهم!! ولله المستعان، فقد ران على قلوبهم ، وهؤلاء هم من قال فيهم الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم : "أخوف ما أخاف جدال المنافق عليم اللسان". رواه الفريابي في "صفة المنافق" (رقم 23) ، والبزار في "مسنده" (3514) ، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" (رقم 80) ، والطبراني في "الكبير" (رقم 593)، والذهبي في "السير" 11/385 ، بإسناد صحيح على شرط البخاري من حديث عمران بن حُصين .

ومنهم من عُرف عنه الصدق والحرص في طلب الحق ، وسعة العلم ، ورسوخ القدم، ومن هؤلاء فضيلة الشيخ المجاهد أبي بصير الطرطوسي عبد المنعم بن مصطفى حليمة ـ وفقه الله ـ .

فلا يعني اختلافنا مع الشيخ أبي بصير ـ حفظه الله ـ في مسألة ما ، وقيامنا بالرد عليها أننا نقصد بذلك الحط من مكانته العلمية ، أو التقليل من تاريخه المبارك، فليس له منا إلا كل التقدير والاحترام، ولكنه البحث العلمي ، وتحري الحق ؛ ليهلك من هلك على بينة، والله على ما نقول وكيل.

بعد أحداث لندن الأخيرة أصدر فضيلة الشيخ أبو بصير بيانا نشره على موقعه، وضح فيه رأيه الفقهي في عدم مشروعية مهاجمة شعوب الدول الحربية في عقر دارهم، وقد ساءني جدا هذا البيان كما ساء العديد من أنصار المجاهدين.

هذا وتجدر الإشارة إلى أنه لم يسوءني اجتهاد الشيخ في بيان الحكم الشرعي لهذه العملية في حد ذاتها؛ لأني أعتقد أن المسألة يسعها الاجتهاد والنظر، وهذا حق مشروع لكل من ملك القدرة على البحث والنظر، ولكن ساءني في البيان استعمال فضيلة الشيخ بعض الألفاظ التي تفرح المخذلين وأعداء المجاهدين، فكان حري به أن يبين رأيه الفقهي في حدود الأدلة التي دفعته إلى ترجيح هذا الحكم، من غير فتح باب الطعن في منهج المجاهدين، وتسفيههم، وتجريمهم.

وعند التأمل في بيان فضيلة الشيخ أبي بصير ـ سلمه الله ـ نجده بنى حكمه على بعض المغالطات الشرعية ، والبدهيات عقلية، ومن ثَم كانت النتيجة غير مرضية ، لا شرعا وعقلا.

أبــــــرز الشـــبــــهــــات والـمــــغـــالـــطــــــات


1 ـ هو عمل مُشين ومُخجِل .. لا رجولة فيه ولا مروءة ولا أخلاق .. لا نقره ولا نرضاه .. .

2 ـ لا نفع منه البتَّة ولا فائدة .. .

3 ـ أكثر المستفيدين من هذا العمل اثنان (الجهات اليمينية وطواغيت الحكم) .

4 ـ جميع قوى المعارضة لتلك الأنظمة الطاغية الفاشية .. موجودة على أرض هذه المدينة التي تُسمى لندن .

5 ـ انشغال دول الغرب بهذا النوع من الأحداث الداخلية سيكون شاغلاً لها وصارفاً عن توجيه بعض الرسائل التي تؤرق طواغيت الحكم في بلاد المسلمين .. والتي يُطالبونهم فيها بنوع إصلاح وتصالح مع شعوبهم المقهورة، والمغلوب على أمرها .

6 ـ فإن كثيراً من هؤلاء الذين استُهدِفوا في وسائل النقل العامة .. وممن يستخدمونها .. يُشاركوننا التنديد والمعارضة .

7 ـ ولكن متى كان ـ في ديننا ـ الإجرام يُبرر الإجرام المقابل .. والظلم والخطأ يبرر الظلم والخطأ المقابل؟! .

8 ـ هذه التفجيرات قد استهدفت الآمنين الأبرياء ممن صان الشرع حرماتهم .

9 ـ لا يجوز لأي فرد من أفراد تلك الجالية المسلمة أن يخون ويغدر بتلك العهود والعقود والمواثيق .

10 ـ ساحات الحرب والقتال لها أحكامها، وساحات العهد والأمان لها أحكامها .. ولا يخلط بينهما إلا جاهل أو مُغرِض قد هان عليه دينه! .

الاحتساب على هذه الشبهات ، وتلك المغالطات


أولا ـ قوله الكريم في (الفقرة 1) : "هو عمل مُشين ومُخجِل .. لا رجولة فيه ولا مروءة ولا أخلاق .. لا نقره ولا نرضاه ..". اهـ .

قال مقيده "محتسب" : لا يخفى عن الشيخ أن رأيه في المسألة بالنسبة إليه هو صواب يحتمله الخطأ ، كما أنه عند غيره صواب يحتمله الخطأ.

إذا تقرر هذا ، فاستخدام الشيخ صيغ الجزم والقطع في تخطئة من خالفه في المسألة ترسل رسالة خاطئة للمغرر بهم عن طريق الإعلام المضلل، الذي يملك زمامه الصهاينة.

وأيضا لا يخفى عن الشيخ الحبيب أن هناك العديد والعديد ممن يتربصون بجميع أعمال المجاهدين هنا وهناك، ولكونهم مفلسين ، فهم يتلقفون مثل هذه الألفاظ ، والأوصاف التي ضمنها الشيخ في بيانه ؛ للتشنيع بها على المجاهدين ؛ لتنفير العامة منهم، فانظر وتأمل كيف استغل الإعلام المضلل تصريحات المقدسي ـ فك الله أسره ـ ليزرع الشقاق ، ويحدث فتنة بين المجاهدين، فسلط الأضواء على نصوص معينة في كلام الشيخ؟!!.

وفي هذا السياق أجدها فرصة مناسبة بتذكير المشايخ وأنصار المجاهدين بضرورة تفعيل فقه السكوت، ولزوم الصمت عند الفتن، والإقلال من التصريحات التي تتضمن انتقاد المجاهدين قدر الإمكان، ولنعد الكلمات التي تخرج من أفواهنا عدا، كما يجب الابتعاد التام عن أي لفظ يمكن لأصحاب القلوب المريضة استغلاله وتوظيفه للنكاية في خصومهم المجاهدين، فـ : "رحم الله امرأ تكلم فغنم ، أو سكت فسلم" رواه البيهقي في "الشعب" بإسناد حسن من حديث أنس بن مالك مرفوعا .

إن كان يعجبك السكوت فإنـه قد كان يعجب قبلك الأخيـــار

ولئن ندمت على سـكوت مرة فلقد ندمت على الكلام مرارا

إن السكوت سـلامة ، ولربما زرع الكلام عدوة وضـــرارا

وإذا تقرب خاسر من خاســر زادا بذلك خســــــارة وتبارا

أما التعلل بأنه يجب علينا بيان الحق والصدع به !! .

فـهـذا يُجــــاب علــيـــــــــه بـجـــوابـــــــيـــــــن :
الجـــــواب الأول : أن هذا ليس على إطلاقه ، ومن اعتقد أنه يجب بيان الحق مطلقا في كل مكان، وفي أي زمان ، فقد أبعد النجعة، فبلا ريب أن من الحق ما يشرع تأخيره ، أو تأجيله، فقد روى البخاري (رقم 129) ، ومسلم (رقم 32) عن أنس قال : ذُكر لي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لمعاذ : "من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة" قال : ألا أبشر الناس ؟ قال : "لا ، إني أخاف أن يتكلوا". وروى البخاري (رقم 120) وغيره من حديث أبي هريرة قال : "حفظتُ من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعاءين ، فأما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر ، فلو بثثته قُطع هذا البلعوم". اهـ .
فهذه الأحاديث وغيرها تدل دلالة واضحة على أنه ليس كل حق يعتقده المسلم يلزمه بيانه، أو الإفصاح عنه، فيجب على الفقيه أو المفتي مراعاة المصالح والمفاسد عند إصدار بيان ، أو بيان أحكام .

إذا تقرر هذا ، فلا يصح التعلل في كل مسألة بوجوب بيان الحق ، ومن ذلك هذه المسألة الحساسة التي بين أيدينا.
الجـــــواب الآخر : أن محل النزاع هنا ليس في بيان الشيخ للحكم الشرعي الذي يدين الله به ، ولكن في كيفية إظهار وبيان هذا الحكم.

المقصود أنه يسع شيخنا السكوت وتأجيل بيان رأيه في هذه المسألة على العلن ، فإن كان ولابد ، فليكن ذلك في مجالسة الخاصة بين رواده وأحبابه، فإن أبى إلا إعلانه على رؤوس الأشهاد، فيلزمه تحري الألفاظ، وانتقاء العبارات؛ لدرء المفاسد، وقطع الطريق على من يصطاد في الماء العكر.

وفي الجملة لن يعجز المشايخ وطلبة العلم في إيجاد حيلة في إيصال الحق الذي يعتقدوه بأسلم الطرق.

ثانيا ـ قوله الكريم في (الفقرة 2) : "لا نفع منه البتَّة ولا فائدة .." . اهـ .

قال مقيده "محتسب" : أعجب كثيرا من هذه الثقة التي للأسف جاءت في غير محلها ، فالكيس من اعتبر بخبر من غبر!!.

ويـــجـــاب عــلـــى هـــذه الشـــبـــهة بجـــوابـــيـــــن : الجـــــواب الأول : ألم تنفع يا فضيلة الشيخ !! عملية شبيهة لها في "مدريد" ، والتي أزاحت بحمد الله ومنته ثور الأسبان "أثنار" عن سدة الحكم إلى مزبلة التاريخ ؟!!.

ألم تنفع يا فضيلة الشيخ !! غزوة "مدريد" في سحب الأسبان لقواتهم من العراق، وإخراج دولة أسبانيا من التحالف الصليبي ضد المسلمين ، وتبعها في ذلك مستعمراتها السابقة في أمريكا اللاتينية كالسلفادور والإكوادور؟!!.

ألم تتربى دولة أسبانيا الصليبية بهذه العملية وتجعلها تهيب المسلمين ، وتحسب حسابها جيدا إن فكرت في إعادة الكرة بالدخول في تحالف ضد المسلمين؟!!.

كيف فاتتك هذه المنافع كلها أيها الشيخ وهي ظاهرة للعيان ؟!!.
الجـــــواب الآخر : أنه بحمد الله تعالى ومنته ظهرت فوائد ومنافع هذه الغزوة المباركة خلال ساعات فقط !!.

فخلال ساعات قليلة حصد المجاهدون ثمار هذه العملية بشكل أسرع بكثير من غزوة "مدريد" ، ومن ذلك :

1 ـ من فوائد هذه الغزوة ، أن عقلاء الإنجليز سرعان ما رفعوا أصواتهم عاليا عبر وسائل الإعلام عقب الهجوم بلحظات ، ونادوا بضرورة مراجعة الحكومة البريطانية لسياساتها الخارجية، وفي تحالفها الخبيث مع أمريكا.

وفي هذا السياق أسجل استنكاري الشديد لردود أفعال القيادات الإسلامية اللندنية التي اتسمت بالاضطراب والخوف الشديد من ردود أفعال حالقي الرؤوس الإنجليز، فهذا هرول إلى قناة البي بي سي ليقدم الاعتذار للإنجليز، وآخر أمطرنا ببيانات الشجب والاستنكار، وسبحان الله !! ما رأينا مثل هذا الحماس المريب عندما دكت القوات البريطانية والأمريكية مدينة الفلوجة والقائم وتلعفر وغيرها فوق رؤوس أصحابها، فقتلوا منهم المئات!!.

ولم أجد في هذه القيادات من أنصف المسلمين غير الدكتور "هاني السباعي" ، والدكتور "التميمي"، فقد حمّلا حكومة "توني بلير" مسؤولية هذه الأعمال.

نعم لم يقولا الحقيقة كاملة ، ولكنهما قالا نصفها، وهذا موقف متقدم أفضل بكثير ممن صمت دهرا ، ثم نطق شرا !!.

والعجيب أن مواقف بعض عقلاء الإنجليز كانت أفضل بكثير من مواقف بعض القيادات اللندنية المحسوبة على المسلمين، فقد استضافت قناة الجزيرة الفضائية الخبير الإنجليزي في الشؤون الإسلامية "فيل رايس" للتعليق على عملية "لندن"، فكنت أتوقع أن يشجب ويستنكر هذه الغزوة من باب أولى، فإذا به يبدي استغرابه من جبن وخوف المسلمين من التعبير بصدق عن رأيهم ، وتحميل حكومة "توني بلير" مسؤولية أي هذا الهجوم ، بسبب سياستها العدوانية حيال المسلمين!!!.
2 ـ أيضا من فوائد هذه العملية المباركة أن كلب الإنجليز "توني بلير" عندما استفاق من صدمة الضربة صرح بأن الحلول الأمنية ليست حلا لمشكلة (إعلان المسلمين للجهاد) ، بمعنى أنه سيراجع سياسته العنترية حيال الشعوب الإسلامية، بعد أن مرغ المجاهدون أنفه وكرامته في التراب. وإليك الخبر من مصدره:
يتبــــــــع >>>
__________________