الموضوع: الفقه
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 19-07-2005, 09:15 AM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي



الفقه



الفقه في اللغة الفهم ، ومنه قوله تعالى (مانفقه كثيرا مما تقول) أي لانفهم . وفي عرف المتشرعين الفقه مخصوص بالعلم الحاصل بجملة من الاحكام الشرعية الفروعية بالنظر والاستدلال . والعلم بالاحكام الشرعية قد بدأ منذ ان بدأت هذه الاحكام الشرعية وذلك بعد الهجرة من مكة الى المدينة . ذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث واقام في مكة ثلاث عشرة سنة ، ثم اقام في المدينة نحو عشر سنين وكان القرآن ينزل طوال هذه المدة ، غير ان آيات الاحكام انما كانت تنزل في المدينة . ففي هذه المدة كان ينزل القرآن ويتحدث به الرسول بالاحكام المتعلقة بما يحوي من حوادث والمعالجة لما يحصل من مشاكل .

والقسم الذي نزل بمكه يقرب من ثلثي القرآن وسميت آياته مكية ، وهي في مجموعها لاتكاد تتعرض لشيء من الاحكام ، وانما تقتصر على بيان اصول الدين والدعوة اليها كالايمان بالله ورسوله واليوم الآخر والأمر بالصلاة والاتصاف بالصفات الخلقية كالصدق والامانة والنهي عن الاعمال السيئة كالزنا والقتل ووأد البنات والتطفيف في الكيل والميزان وماشابه ذلك . والقسم الثاني الذي نزل في المدينة يقارب ثلث القرآن وسميت آياته مدنية . وهي آيات الاحكام من معاملات كالبيع والاجارة والربا ، ومن حدود كحد الزنا وحد السرقة ، ومن جنايات كقتل القاتل العمد وعقوبة قطاع الطرق ، ومن بينات كشهادة الزنا وسائر الشهادات . ونزل كذلك باقي احكام العبادات كالصوم والزكاة والحج والجهاد . ومن ذلك يتبين انه وان نزلت في مكة احكام الصلاة فانها لاتشكل علما بجملة من الاحكام ، وانما علم بنوع من الاحكام اما مانزل في المدينة فهو كل الاحكام ولذلك يعتبر العلم بها فقها . ومن هنا كان الادق ان نقول ان الفقه بدأ في المدينة . ولما كان الفقه احكاما عملية كانت الاحكام تنزل لمعالجة وقائع تحدث فيتحاكم المتخاصمون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقضي بينهم بما انزله الله عليه من احكام ، او بمناسبة مشاكل تحتاج الى معالجة فتنزل الآية او الآيات ناطقة بالحكم ، وهذا هو معنى نزول القرآن منجما . ومن هنا كانت الناحية التشريعية بارزة في نزول الآيات ، فهي لم تعالج فروضا يمكن ان تحدث بل عالجت مسائل حدثت بالفعل ومشاكل تحدث بين الناس حقيقة . وقد ظل القرآن ينزل الى السنة التي التحق فيها رسول الله بالرفيق الاعلى . فأكمل الله الدين وأتمه ، وانزل عليه آخر آية وهي قوله تعالى في سورة البقرة (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربوا) وبذلك كملت الأحكام من حيث هي ، واشتمل القرآن واعمال الرسول واقواله وتقريراته على احكام لجميع مايصدر عن الانسان من انواع الاعمال من عبادات كالصلاة والزكاة ، ومن خلق كصدق وامانه ، ومن معاملات كبيع واجاره ، ومن عقوبات كقتل وسرقة ، ومن بينات كاحكام الشهادات واحكام الوثائق الخطية ، ومن شؤون سياسية تتعلق بالسياسة الداخلية كاحكام الخليفة واحكام القضاء ، او تتعلق بالسياسة الداخلية كاحكام المحاربين والمعاهدات . وبذلك وجد الفقه الاسلامي بوجود الاحكام الشرعية ، لان الفقه علم بجملة من الاحكام الشرعية .