عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 23-07-2005, 10:48 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

ومن حقكم - أيها المواطنون - أن تعرفوا شيئاً عن أعمال المجلسين خلال الشهور القليلة التى يتكون منها عمر كل منهما. لقد كان أكبر مصائبنا فى العهد الماضى أننا نعيش على موارد محدودة لا تزيد، فكنا أشبه شيئاً بأسرة يتزايد عدد أعضائها ويبقى دخلها ثابتاً لا ينمو. ولقد أهملت حكومات العهد الماضى مشروعات الإنتاج عن جهل حيناً وعن عمد حيناً؛ وذلك لأن مشروعات الإنتاج تحتاج بعد الدرس إلى صبر، وإلى مثابرة، والحكومات كانت تفضل أن تسكت الناس بقليل لا يدوم على أن تقوم بأعمال طويلة العمر عظيمة النفع، قد لا يتم تنفيذها فى عهد الوزارة التى بدأتها، وبذلك يعود الفضل فيها إلى غيرهم.

ولقد أرادت حكومات العهد الماضى أن تقلد فى الظاهر ما تتبعه الحكومات الرشيدة التى تهدف إلى خدمة الشعب، بوضع مشروعات إنتاجية تنفذ فى عدد معين من السنوات - غالباً ما تكون خمسة - فوضعت مشروعاً اسمه "برنامج الخمس سنوات" قدرت لتكاليف تنفيذه ٢٦ مليوناً، زادت إلى ٣٧ مليوناً. وقد مضت السنوات الخمس دون أن يصرف من هذا المبلغ سوى ١٨ مليوناً، وكان الصرف شاملاً لمشروعات الإنتاج والخدمات معاً، ولم يزد فى السنة الواحدة لمشروعات الإنتاج عن مليونين من الجنيهات، بينما اعتمد لمشروعات الإنتاج فى ميزانية هذا العام - عام ٥٤/٥٥ - ٤٣ مليوناً من الجنيهات. (هتاف).

مش عاوزين هتاف، عاوزين نفهم.. من فضلك أرجو منكم عدم الهتاف.. وقلنا من الأول ان احنا مش عاوزين حد يهتف لنا، واحنا جايين هنا علشان تفهموا مش علشان تهتفوا لنا. (هتاف).

أما المشروعات العامة والخاصة الرئيسية التى يتضمنها برنامج الخمس سنوات الذى وضعه مجلس الإنتاج فتبلغ تكاليفه حوالى ٢٠٠ مليون من الجنيهات، بمعدل ٤٠ مليون فى السنة الواحدة. وهذا الانفاق والاستثمار سيؤديان - بإذن الله - إلى زيادة الدخل القومى بما يساوى ٢٠٠ مليوناً من الجنيهات، زيادة عما كان عليه عام ٥٢، كما سيترتب على تنفيذ المشروعات تشغيل عدد عظيم من الأيدى العاملة لن يقل عن ٣٠٠ ألف عامل فى السنة الواحدة.

ولن أحدثكم - أيها المواطنون الأعزاء - عما ننوى عمله؛ فقد شبعتم حديثاً عن الأمانى، واتخمتكم الوعود، بل سأحدثكم عما فعلناه حقاً. فمن أجل التوسع الزراعى بدأنا فى العام الماضى مشروعاً لاستصلاح ٣١١ ألف فدان، ولتحسين الصرف فى ٣٠٧ ألف فدان، وحددنا لإنجاز المشروع كله مدة لا تتجاوز ٤ سنوات، واعتمدنا له ١١ مليون و٧٢٠ ألفاً. وقد بلغ ما أنفق فعلاً حتى نهاية يونية ٥٤، مليون و٤٠٠ ألف من الجنيهات، وسيتزايد الإنفاق فى تنفيذ هذا المشروع عاماً بعد عام.

ويسرنى أن أنوه فى هذا المكان بالجهد العظيم الذى بذل فى إنشاء مديرية التحرير التى تعمل على تعمير الصحراء، وجذب نشاط الشباب إلى ناحية كانت إلى الأمس القريب مهجورة منسية لا يفكر فيها أحد. وقد كان لزاماً علينا أن نزيد - إلى جانب استصلاح الأراضى الجديدة - القدرة الإنتاجية للأراضى المنزرعة فعلاً إلى الحد الأقصى فاعتمدنا ٣ مشروعات:

يهدف الأول منها إلى تعميم تقاوى القمح المنتقاة، وأدى ذلك إلى تدبير نحو ٢٩٠ ألف إردب من التقاوى الجديدة زادت غلة الفدان، الأمر الذى يعرفه الآن كل فلاح، فقد بلغ محصول القمح فى عام ٥٤ نحو ١١.٥ مليون إردب. وأحب أن أذكر هنا أن مصر قد استوردت فى السنوات ٥٠ و ٥١ و ٥٢ قمحاً قيمته أكثر من ٨١ مليوناً من الجنيهات، أما اليوم - أيها الإخوان - فإننا نعتمد على أنفسنا.

ويرمى المشروع الثانى إلى تدبير تقاوى الذرة الهجين التى تمتاز بزيادة غلتها عن الأصناف المحلية بما لا يقل عن الربع؛ وبذا ينتظر زيادة المحصول الإجمالى بنحو ٣ مليون إردب، مما قد يعين فى المستقبل على وقف استيراد الذرة كليةً، وخفض المستورد من القمح بما يعادل محصول الذرة.

يتبع