عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 23-07-2005, 10:54 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

أيها المواطنون:

لقد سمعتم منى اليوم أرقاماً كثيرة، وقد فعلت ذلك عن عمد، فقد كانت خطب الماضى صراخاً فى الهواء، كانت فراراً من مواجهة المشاكل، كانت لعباً بالألفاظ، وكان الناس يتغذون بالكلام ويستعذبونه غير شاعرين بما تدبره حقائق الحياة المريرة من مخاطر تبتلعنا، ومزالق تفضى بنا إلى قرار سحيق.

أريد منكم، ومن شبابكم بصفة خاصة أن يحتملوا سماع الأرقام وأن يفكروا فيها، وأن يحاسبونا على الملاليم والجنيهات، وأن يقيسوا أعمالنا بالأمتار والأطنان والأرطال، فنحن نبنى ونقيم، نحن نؤسس، نحن نوسع ونرسم، وهذا كله عمل شاق يحتاج إليكم، ويحتاج إلى معونتكم، ويحتاج إلى إيمانكم، يحتاج إلى تعاونكم، ويحتاج إلى ثقتكم، ولسنا نود أن نشترى ثقتكم الغالية وتعاونكم المنشود بثمن بخس؛ وإنما نريد أن ندفع فيه عرقاً يتصبب من الجبين، وسهراً مراً، وعملاً متصلاً. ونحن ندفع هذا الثمن راضية قلوبنا، طيبة نفوسنا؛ لأننا نعرف أن من ورائه مجداً لهذه الأمة، وعظمة لهذا الشعب، وكرامة لهذا الوطن الذى نفتديه بالمهج والأرواح. (هتاف متواصل).

أيها المواطنون:

أرجو أن نكف عن الهتاف.. أرجو أن نكف عن الهتاف..

أيها المواطنون:

قد يكون الحديث عن الجيش هو أقرب الموضوعات إلى القلب والذهن بعد الحديث عن عظمة الشعب ومجد الوطن، وبعد الكلام فى الصناعة والمصانع؛ فالجيش - أيها الإخوان - عنوان شرف الأمة، وهو قبضتها التى تضرب بها المهاجمين، وتلوح بها فى وجه المتربصين، وهو أخر الأمر خلاصة ما فى الشعب من قوة وثروة وعلم وأخلاق، فلن يكون فى أمة ضعيفة جيش قوى، ولن يكون جيش ضعيف فى أمة قوية. والجيش فى كل بلد متحضر ليس ثكنة أقيم بينها وبين الشعب جدار عال، بل هى جامعة مفتوحة الأبواب لطبقات الشعب جميعاً، تعلمهم وتصقل أبدانهم وترفع مستوى أرواحهم، لا تعلمهم النظام والطاعة وضبط النفس والتضحية فحسب، بل تعلمهم فوق ذلك حب البحث، وتدعوهم إلى القراءة، وتؤكد لهم أن الجيوش لا تنتصر إلا بفضل علم العلماء العاكفين فى معاملهم، وخلف مجاهرهم ومخابرهم، وبفضل جهد كل فرد عامل فى الأمة.

ولقد عرف الاحتلال ذلك فكان أول ما فعله أن قوض المصانع الحربية وهدمها، وأحال واحداً منها هو الحوض المرصود إلى مستشفى للعاهرات؛ إسرافاً منه فى التنكيل بالمجد المصرى، ومبالغة فى وضع شارات العار محل شارات العزة والشرف؛ ولذلك لن أحدثكم اليوم فى صدد الجيش إلا فى المصانع الحربية؛ لأنه أبلغ حديث فى هذا المعنى، ولأنه حديث الحقائق الملموسة التى تمسك بها اليد، وتحيط بها الجوارح. ففى يوم الاثنين ٢٦ يوليو سنة ٥٤ سيفتح مصنع للذخيرة الصغيرة، وفى يوم الأربعاء ١٤ أغسطس سنة ٥٤ سيفتح مصنع للذخيرة المضادة للطائرات، وفى يوم الخميس ٢٣ سبتمبر سنة ١٩٥٤ سيفتح مصنع للأسلحة الصغيرة، وفى يوم السبت ٣ أكتوبر سنة ١٩٥٤ سيفتح مصنع للأجزاء التكميلية للذخيرة، وفى يوم السبت ٢٣ أكتوبر سنة ١٩٥٤ سيفتح مصنع آخر كبير للذخيرة الصغيرة، وفى يوم الخميس ٢٣ ديسمبر سنة ١٩٥٤ سيفتح مصنع للخامات اللازمة للمصانع الحربية.

أيها المواطنون:

هذه هى المصانع التى رؤى التعجيل بها، أو التى قدر أن تكون صاحبة السبق فى الظهور، وقد تم إنشاؤها وحددت تواريخ تشغيلها. على أن العمل جار فى إنشاء مصانع حربية كبيرة أخرى ستلى فى الدور المصانع التى ذكرتها لكم، ومن تلك المصانع المصنع الكبير للذخيرة الثقيلة الذى سيحتفل بإرساء الحجر الأساسى له فى يوم الاثنين ٢٣ أغسطس سنة ٥٤. (هتاف).

أرجو أن نكف عن الهتاف.. أرجو أن نكف عن الهتاف..

أيها المواطنون:

لقد قلت لكم إننى أخاطب عقولكم؛ ولذلك أرجو أن نكف عن الهتاف، وأن نستمع ونفهم ما نقول.

ويسرنى أن أعلن لمن لم يعرف بعد، أمرين يرضيان كبرياء المصرى الواثق من المستقبل:

أولهما، أن مصنع تعبئة الذخيرة قد بدأ فعلاً فى الإنتاج، وستفتح فيه قريباً أقسام جديدة تزيد فى مجموعها عن معدات المصنع الحالية.

وثانى الأمرين، أن مصنعاً لطائرات التدريب قد أنشىء ونجح نجاحاً تاماً؛ فقد قدم لكلية الطيران الحربى باكورة إنتاجه من أسراب الطائرات، وقد تخرجت هذا العام الدفعة الأولى من الطيارين المصريين الذين تم تدريبهم على طائراتنا المصرية.

أيها المواطنون:

ومما يجب الوقوف عنده والانتباه إليه...

يتبع...