- فصل في الحث
على إعانة الإخوان
حَقيقَةُ الصَدِيقِ
تُعرَفُ عِندَ الضِيقِ
وَتُخبَرُ الإخوَانُ
إذا جَفَا الزمَانُ
لا خَيرَ فِي إخَاءِ
يَكُونُ فِي الرخَاءِ
وإنمَا الصَدَاقة
فِي العُسرِ والإضَاقَة
لا تَدَّخِر مَوَدة
إلا لِيَومِ الشِدَّة
ولا تُعدُ الخُلة
إلا لِسَد الخَلة
أعِنْ أخَاكَ واعَضُدِ
وكُنْ لَهُ كَالعَضُدِ
لا سِيّمَا إنْ قَعَدَا
بِهِ زَمانٌ أوعَدَا
بِئسَ الخَليلُ مَن نَكَل
عَن خِلهِ إذا اتّكَل
لا تَجفُ فِي حَالٍ أخَا
ضَنّ الزمَان أو سَخَا
وإنْ شكا مِنْ خَطبِه
فرم مِن اللُطـفِ بِه
واسعَ لكشف كُربتِه
واحفَظ عهودَ صُحبتِه
وَكُنْ لهُ كالنُورِ
فِي ظُلَمِ الدَيجورِ
وَلا تَدَع ولا تَذَر
مَا تَستَطِيعُ مِنْ نَظَر
حتَى يَزولُ الهَمُّ
وَيُكشفُ المُلِمُ
إنْ الصَدِيقَ الصَادقا
مَن فَرَّجَ المَضَايقا
وَأكْرمَ الإخوانا
إذا شَكوا هَوَانا
وأسْعَفَ الحَمِيمَا
وَحَمَلَ العَظِيمَا
وَأنْجَدَ الأصْحَابَا
إنْ رَيبُ دَهرٍ رَابَا
أعَانَهُم بمالِهِ
وَنَفسِهِ وَآلِهِ
وَلا يُرى مُقْصِرَا
فِي بَذلِ مَالٍ أو قِرى
فِعْلَ أبي أُمَامَة
فِي خِلِهِ الحَمَامَة
فإن أردْت فَاسمَعِ
حَدِيثَهُ لِكَي تَعِي