- فصل في
ضيافة الإخوان
إذا صَدِيقٌ طَرَقَا
مِن غَيرِ وعدٍ سَبَقا
فَقَدِّمَنَّ مَا حَضَر
فَلَيسَ فِي البِرِ خَطَر
وَلا تَرُم تَكَلُّفَاً
خَيرُ الطَّعَامِ مَا كَفَا
وَاعلَم بِأنَّ الأُلفَة
مُسقِطةٌ للكُلفَة
وإنْ دَعَوتَ فاحتَفِل
ولا تَكُن كَمَن بَخِل
وَقُم بِحَقِ الضَّيفِ
فِي شَتوةٍ أوصَيفِ
وَسَل لَهُ مَا يَشتَهِي
مِن طُرَفِ التَفكُهِ
وَآتِ بمَا يَقتَرِحُ
فََاللُطفُ لا يُستَقْبَحُ
وَاعمَل بِقولِ الأوَل
الضَّيفُ رَبُ المَنزِل
وَأظهِرِ الإينَاسَا
ولا تَكُن عَبَّاسَا
فَالبِشرُ واللطَافَة
خَيرٌ مِنَ الضِّيافَة
وخِدمَةُ الأضيَافِ
سَجِيةُ الأشرَافِ
إحرِص عَلى سُرُورِهِم
بالبَسطِ فِي حُضُورِهِم
لا تَشكُ دَهراً عِندَهُم
ولا تُكَدِّر وِدَّهُم
واحلُم عَنِ الخُدَّامِ
وَالعَبدُ والغُلامِ
وإنْ أسَاؤا الأدَبَا
كَي لا يَرَوكَ مُغضَبَا
وقَدِّمِ الخِوَانَا
وأكرْمِ الإخوَانَا
عَن انتِظَارِ مَن يَجِي
فَذَاكَ فِعلُ الهَمَجِ
وَقَدْ رَوَوا فِيمَا وَرَد
أَعظَمُ مَا يُضنِى الجَسَد
مَائِدَةٌ يُنتَظَرُ
بأكلِهَا مَن يَحضُرُ
آنِسهُمُ فِي الأكلِ
فِعلَ الكَرِيمِ الجَزلِ
وَأطِلِ الحَدِيثَا
ولا تَكُن حَثيثَا
فاللُبثُ فِي الطَّعَامِ
مِن شِيَمِ الكِرَامِ
وشَيِّعِ الأضيَافَا
إنْ طَلبوا انصِرَافَا
وإنْ دَعَاكَ مَن تُحِب
إلى طَعَامٍ فأجِب
إجَابَةُ الصَّدِيقِ
فَرضٌ عَلى التحقيقِ
فَإن أجَبْتَ دَعوَتَه
فَلا تُهَيِّج جَفوَتَه
لا تُزرِيَن بِصَاحِبِ
أو أحدُ الأقَارِبِ
وَاجْلِس بِحَيثُ أجْلَسَك
وأنَس بِهِ مَا آنَسَك
لا تَأب مِن كَرَامَتِه
وكُفَّ عَن غَرَامَتِه
إيَّاكَ والتثقيلا
ولا تَكُن ثَقِيلا
لا تَحتَقِر مَا أحضَرَا
ولا تَعِب مَا حَضَرَا
فالذَّمُ للطَعَامِ
مِن عَادَةِ الطَّغَامِ
لا تَحتَشِم مِن أكلِ
كَفِعل أهلِ الجَهلِ
مَا جِيء بالطَّعَامِ
إلا للإلتِقَامِ