عرض مشاركة مفردة
  #21  
قديم 27-07-2005, 03:59 AM
أبو عقبة أبو عقبة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: على ربوع النيل
المشاركات: 28
إفتراضي

- حكاية الغانية
ربرب مع البخيل مزيد


حَكى أُولوا الأَخبارِ
وَناقِلوا الآثارِ

عن غَادَةٍ عُطبولِ
تلعبُ بالعقولِ

بوجهها الوسيم
وصوتها الرخيم

بطَرفها الكحيلِ
وخصرها النَحيلِ

وخدِّها المورَّدِ
وَصدغِها المزرَّدِ

وَقدِّها القَضيبِ
ورِدفها الكَثيبِ

وتَعمرُ المغاني
برنَّة الأَغاني

كانَت تُسمّى رَبرَبا
تُحيي النفوسَ طَرَبا

وكانَت الأَشرافُ
والسادةُ الظِرافُ

يجمعهُم مَغناها
ليسمَعوا غِناها

وكان مَولاها فَتى
بكلِّ ظرفٍ نُعِتا

فاِجتَمعَت جماعه
للبَسطِ والخَلاعَه

واِستطردوا في النَقلِ
لذكرِ أَهلِ البُخلِ

فاتَّفقوا بأَسرِهم
أَن لَم يَروا في عَصرِهم

ولا رأَوا فيما مَضى
من الزَمانِ واِنقضى

بل لا يكونُ أَبَدا
شَخصاً عَلا مزيِّدا

في بُخلِه والشُحِّ
وحِرصهِ المُلحِّ

فَقالَت الفَتاةُ
الغادةُ الأَناةُ

إِني لكم كفيلَه
بأَخذِه بالحيلَه

حتّى يجودَ بالذَهب
وَيستقلَّ ما وَهَب

فَقال مَولاها لها
أُشهِدُ أَربابَ النُهى

إِن تخدَعي مُزيّدا
عَن دِرهَمٍ لا أَزيَدا

لأنثرنَّ الذَهبا
عليك حتى يذهبا

قالَت إِذا جاءَ فلا
تحجِبه عنّي عجلا

وخلِّ عنكَ الغيره
ولا تنفّر طَيرَه

فقال أَقسَمتُ بمن
حلاَّك بالخلقِ الحسَن

لأَرفعنَّ الغَيرَه
وَلَو حَباكِ إبره

فأرسلوا رسولا
يسأَله الوصولا

فجاءَهم عَشيَّه
وأَحسَنَ التَحيَّه

فأَهَّلوا ورَحَّبوا
حتّى إِذا ما شَرِبوا

تَساكَروا عَن عَمد
وَهوَّموا عَن قَصدِ

فانفردت بمُزيَدِ
أُختُ الغَزال الأغيَدِ

فأَقبلَت عليهِ
مشيرةً إِليهِ

قالَت أَبا إِسحاقِ
نَعِمتَ بالتَلاقي

تَهوى بأن أغنّي
سار الفَريقُ عنّي

فَقالَ زوجي طالقُ
وَخدمي عتائقُ

إِن لَم تكوني عارِفَه
بالغيب أَو مكاشفَه

فأَسمعَتهُ وطَرِب
ثمَّ سقته فشرِب

وَخاطبته ثانيه
بلطفها مُدانيَه

قالَت أَبا إسحاقِ
يا سيِّدَ الرِفاقِ

إنّي أَظنُّ قَلبَكا
يَهوى جلوسي قُربَكا

لتلثمَ الخدودا
وتَقطفَ الورودا

فَقال ما لي صَدقَه
واِمرأَتي مُطَلَّقه

إِن لَم تَكوني في الوَرى
مِمَّن مَضى وغَبَرا

عالمةً بالغَيبِ
حقّاً بغيرِ رَيبِ

فنهضَت إليهِ
وَجلسَت لدَيهِ

فضمَّها وقبَّلا
وقال نلتُ الأَمَلا

يا غُرَّة الغَوَاني
وَمُنتهى الأَماني

تَفديكِ أُمّي وأَبي
وكلُّ شادٍ مُطربِ

فحين ظنَّت أَنَّها
قد أَوسَعَته مَنَّها

قالَت له أَلا تَرى
لِزلَّةٍ لن تُغفَرا

من هؤلاء القَومِ
في مثل هَذا اليومِ

يَدعونني للطَربِ
وكلُّهم يأنسُ بي

وَلَم يكن منهم فَتى
للبِرِّ بي مُلتَفِتا

فَيَشتَري رَيحانا
بدرهمٍ مجّانا

فهاتِ أَنت دِرهَما
وَفُقهُم تكرُّما

فَقامَ عنها وَوثب
وَصاحَ يَدعو مِن كَثَب

وَقال مه أَي زانيَه
وطيتِ ناراً آنيَه

دنَّستِ علم الغَيبِ
منكِ بكلِّ عَيبِ

فضَحِكَ الأَقوامُ
من فعلِهِ وقاموا

وَما دروا أَنَّ الخُدَع
لَم تُغنِ في ذاك الكُتَع

فأَقبلَت باللَومِ
عليهِ بينَ القَومِ

فسبّها وأَغضَبَا
وسَار عَنهَا مُغضَبَا

فهذه الحِكايَه
تَكفيك في الهِدايَه

عن صحبة البخيل
وَدائِه الدَخيلِ
الرد مع إقتباس