- فصل في
التحذير من صحبة الأشرار
وَصحبةُ الأَشرارِ
أَعظمُ في الإِضرارِ
من خدعةِ الأَعداء
ومن عُضال الداءِ
يقبِّحون الحسَنا
ودأبُهم قولُ الخَنا
شأنُهم النَميمَة
والشيم الذَميمَة
إذا أَردت تصنعُ
خَيراً بشخصٍ منَعوا
الغلُّ فيهم والحسَد
والشرُّ حبلٌ من مَسَد
إِن مُنِعوا ما طَلَبوا
تَنَمّروا وكَلَّبوا
وأَعرَضوا إِعراضا
ومزَّقوا الأَعَراضَا
لَيسَ لهم صَلاحُ
حرامُهم مُبَاحُ
لا يتَّقون قُبحا
ولا يَعونَ نُصحا
يُغدونَ بالقَبيحِ
والضرِّ والتَبريحِ
كلامهم فحاشُ
وأنسهُم إِيحاشُ
الخَيرُ منهُم وانِ
والشرُّ منهُم دانِ
شيطانُهم مطاعُ
ودينُهم مُضاعُ
لا يَرقُبونَ إِلّا
ولا يَرونَ خِلّا
إِخلاصُهم مُداهَنه
وودُّهم مُشاحنَه
صلاحُهم فَسَادُ
رواجُهم كَسَادُ
عزيزُهم ذَليلُ
صَحيحُهم عَليلُ
ضياؤُهم ظلامُ
وعذرُهم ملامُ
تقريبُهم بعيدُ
ووعدُهم وَعيدُ
إِذا سأَلتَ ضَنّوا
أَو منحوكَ مَنّوا
وإِن عَدلتَ مالوا
وإن سألتَ قالوا
ربحهُم خُسرانُ
وشكرُهم كُفرانُ
شرابُهم سرابُ
وعذبُهم عذابُ
وفاقُهم نِفاقُ
إِنجاحُهم إِخفاقُ
وَفاؤُهمِ محالُ
وخِصبُهم إِمحالُ
وِودُهم خداعُ
وسرُّهم مُذاعُ
إِذعانُهم لِجَاجُ
مَعينُهم أُجَاجُ
وَلَيسَ فِيهِم عَاري
من اِدِّراع العارِ
البُعدُ عنهم خَيرُ
والقربُ منهم ضَيرُ
فاِحذرهُمُ كلَّ الحذَر
لحاكَ لاحٍ أَو عذَر
واِسمَع مقال الناصِحِ
سمعَ اللَبيبِ الراجحِ
وقالَ أَربابُ الحِكَم
العالمون بالأُمَم
إِن شئتَ أَن تصاحِبا
من الأَنام صاحِبا
فأبدأهُ بالمُشَاوره
في حَالة المُحَاوره
من حالةٍ تريدُها
أَو حاجَةٍ تُفيدُها
فإن أَشار ناصحا
بالخَير كانَ صالحا
فأَولِه الصَداقَة
ولا تَخَف شِقاقَه
فالخَيرُ فيه طَبعُ
وأَصلُه وَالفَرعُ
وإِن أَشارَ مُغريا
بالشرِّ كانَ مُغويا
فاِجتَنِب اِصطِحابَه
وَواظب اِجتِنابَه
والشيَمُ الرديَّة
أَضحَت لهُ سَجيَّه