
08-08-2005, 06:15 PM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،وبعد،
أخي الفاضل أبا خالد..أكيد ان الحديث الضعيف ليس هو الحديث الموضوع والحديث الموضوع ليس هو الحديث المتروك..هذا لا خلاف فيه إن شاء الله..وما أظنني قلت خلاف هذا سابقا في حديثي بالعكس..هذا من جهة اما من جهة اخرى اخي الفاضل فأظن والله اعلم دائما يا أخي..أنه كما يقال "إذا حضر الماء بطل التيمم" ..هناك احاديث صحيحة وردت في أصح الكتب بعد القرآن العظيم..(البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى)..في هذا الشأن..فكيف بعد هذا يصح الإستدلال بالضعيف؟؟؟ وأكثر بالموضوع أو المتروك؟؟؟ أصلا لا يستدل بالمتروك ولا الموضوع..والصحيح أحق أن يتبع..وكما قلت آنفا اخي الفاضل..الأصل عند المحدثين وأهل العلم أنه لا يستدل بالضعيف أبدا إلا في بعض الحالات المستثنية وبشروط يا أخي..فكما ورد :
قد اختلف العلماء بالأخذ بالضعيف إلى ثلاثة مذاهب:
المذهب الأول: أنه لا يجوز العمل به مطلقاً.
المذهب الثاني: أنه يعمل به مطلقاً
المذهب الثالث: أنه يعمل به في الفضائل العملية والمواعظ والقصص ونحو ذلك مما ليس له تعلق بالعقائد والأحكام.
ويستحب العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال من المستحبات والمكروهات، وهو مذهب جماهير العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم، وقد أوضح الحافظ ابن حجر شروطه خير إيضاح فقال: "إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة:
الأول: متفق عليه، وهو أن يكون الضعف غير شديد، فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه.
الثاني: أن يكون مندرجاً تحت أصل عام، فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل أصلاً.
الثالث: ألا يُعْتَقَدَ عند العمل به ثبوته، لئلا ينسبَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله
وحذر الشوكاني حتى من الاستئناس بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال مالم يكن داخلاً تحت عموم صحيح يدل على فضله فقال:
"وماكان من فضائل الأعمال إذا جعل ذلك العمل منسوباً إليه نسبة المدلول إلى الدليل فهو ابتداع من حيث تجويز اعتقاد مشروعية ماليس بشرع وهذه الخطورة تنطوي على خطورة عقائدية عندما يقوم البعض بإدراج الأحكام المبنية على الأحاديث الضعيفة واجتهادات الأئمة ضمن ثوابت الدين .."
وكما قال الشافعي رحمه الله: من استحسن فقد شرع
ولا أظن اخي الفاضل أن تخصيص صلاة معينة و بعدد معين في زمن معين ولا الصوم ولا الذبح هي من فضائل الأعمال..بل هي من امور تتعلق بالعقائد والأحكام..وليس لأحد أيا كان أن يشرع في دين الله تعالى شيئا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذن من الله تعالى..وإن فعل فهو مردود عليه..قال الله تعالى:
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم..
[img]
http://quran.al-islam.com/GenGifImag...0-1,2,3,4,.png[/img]
وأخيرا أختم إن شاء الله بأقوال هؤلاء العلماء رحمهم الله تعالى:
قال الإمام مالك رحمه الله: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة لأن الله يقول: اليوم أكملت لكم دينكم" فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً
وابن كثير رحمه الله يقول: ومن لم تسعه طريقة الرسول وطريقة المؤمنين السابقين فلا وسع الله عليه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام المتقين وسيد ولد آدم اجمعين يقول:
تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي
وأيضا كان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: ((إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها)).
فانظر أخي يرحمك الله هل كان شيء من هذا في هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدين..وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت أستغفرك واتوب إليك..
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
|