عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 09-08-2005, 03:33 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي حقد على القرضاوي




استبقت صحيفتان بريطانيتان الزيارة المتوقعة للداعية الإسلامي المعروف يوسف القرضاوي إلى المملكة المتحدة بشن هجوم عنيف عليه، فدعت إحداهما إلى منع "الرجل الشرير من دخول بريطانيا" فيما وصفته صحيفة أخرى بـ "واعظ الكراهية". وتأتي هذه الحملة الإعلامية على القرضاوي رغم انتقاده الشديد لتفجيرات لندن الأخيرة.

وفي حين عنونت صحيفة "ديلي إكسبرس" بعنوان عريض على صفحتها الأولى "امنعوا الرجل الشرير"، اكتفت في صلب تقريرها بنقل بعض المواقف داخل المملكة المتحدة بين مؤيد ورافض لهذه الزيارة.

وذكرت الصحيفة في عددها ليوم الثلاثاء 19-7-2005 أن الشيخ القرضاوي(79 عاما) تلقى دعوة لحضور مؤتمر في مدينة "مانشستر" بعد أسابيع على تفجيرات لندن، مشيرة إلى أنه منع العام الماضي من دخول الولايات المتحدة. وأشارت الصحيفة أيضا إلى زيارات عديدة قام بها القرضاوي إلى بريطانيا في السنوات الأخيرة بدعوة من عمدة لندن كين ليفينغستون الذي أكد في مؤتمر صحافي، إنه لم توجه أية دعوة إلى القرضاوي وأنه لن يقوم بزيارة بريطانيا.


وذكرت الـ"ديلي اكسبريس" أن "جماعات يهودية مع جمعيات مثليي الجنس شنت احتجاجات واسعة ضد زيارة القرضاوي العام الماضي". ونقلت الصحيفة عن محمد شفيق، من مؤسسة رمضان، قوله إن القرضاوي "شخص محترم في المجتمع الإسلامي ولذلك تمت دعوته من أجل التنوع الديني والثقافي" حيث من المتوقع أن يلقي القرضاوي كلمة أمام إحدى المؤتمرات للمسلمين في 7 أغسطس/آب القادم.

وفي نهاية تقريرها، اقتبست الصحيفة البريطانية مما جاء في حديث الدكتور القرضاوي لبرنامج "نيوزنايت" في تلفزيون BBC العام الماضي، وقال وقتها:"إنها ليست انتحارا وإنما شهادة في سبيل الله. ولا مشكلة إذا كانت النساء والأطفال ضحايا للهجمات.. الإسرائيليات لسن كالنساء في مجتمعاتنا لأنهن مجندات عسكريات".

ومن جانبها، نشرت صحيفة "الصن" البريطاينة صورة القرضاوي على موقعها الإلكتروني وكتب بجانبها "امنعوه .. واعظ الكراهية يجب أن يبقى خارج بريطانيا". ونقلت الصحيفة عن آن ويندكوب من حكومة الظل قولها "لن أسمح بدخوله إلى بلادنا إنه يشجع الإرهاب ويتكلم لصالح الانتحاريين"، كما اقتبست الصحيفة انتقادات واسعة من قبل شخصيات بريطانية لقدوم القرضاوي إلى بريطانيا.

وذكّرت "الصن" بقصة صحفية كانت قد نشرتها الأسبوع الماضي حول البروفسور المسلم طارق رمضان عندما أفادت أنه "ممنوع من دخول فرنسا والولايات المتحدة في حين أن يتكلم في مؤتمرات في بريطانيا وعلى حساب دافعي الضرائب".

أما صحيفة "مانشستر إيفننغ" فقد كشفت النقاب عن أن الحكومة البريطانية منعت العام الماضي 14 شخصا من دخول بريطانيا من بينهم 12 شخصا منعوا استنادا إلى ضرورات الحفاظ على الأمن القومي ومنهم داعية باكستاني شجع على "الجهاد" في جامع غلاسكو.


ولا تعد حملة الصحف البريطانية على القرضاوي بالجديدة؛ فقد سبق لها أن شنت حملة أخرى العام الماضي عندما كان القرضاوي في بريطانيا يحضر إحدى المؤتمرات، وسرّبت أيضا صحيفتا "ديلي تلغراف" و"فاينانشال تايمز" آنذاك أنباء عن قانون جديد "سيسمح لوزير الداخلية بمنع إقامة أو طرد أي شخص يشتبه في تحريضه علي الإرهاب‏". وألمحت صحيفة "تلغراف" في تقريرها إلي أن بعض "الدعاة المتشددين" بحسب وصفها ومن بينهم الدكتور يوسف القرضاوي قد يمنع من دخول بريطانيا بموجب هذا القانون".
ولا تخلو حملات الصحف البريطانية من رياح حملات بعض الجمعيات اليهودية في المملكة المتحدة؛ وبدا ذلك واضحا عندما شنت النائبة العمالية اليهودية لويز ايلمان حملتها على الدكتور القرضاوي، وقالت ايلمان أن القرضاوي "يشجع الأطفال على شن العمليات، ويحض على تدمير إسرائيل، ويعتقد أنه من حق الأزواج ضرب زوجاتهم إن لم يطعن أوامرهم، وأنه شريك رئيسي في بنك يمول العمليات الإرهابية التي يشنها تنظيم (القاعدة) ويجمع التبرعات له، كما أنه الزعيم الروحي لجماعات إسلامية متطرفة"، وجاء كلام ايلمان في رسالة وجهتها لوزير الداخلية آنذاك، مطالبة بمنع دخول القرضاوي إلى بلادها.

غير أن تلك الحملات، من جانب الصحافة والجماعات اليهودية، وجدت عمدة لندن كين ليفينغستون يقف لها بالمرصاد عندما وجه كلاما قاسيا في ذلك الوقت لرئيس حزب المحافظين هاورد دين, قائلا "عندما كان هاورد وزيرا للداخلية في حكومة المحافظين لم ير ضرورة لطرد الدكتور القرضاوي خلال زياراته السابقة إلى المملكة المتحدة وفجأة يطالب السيد هاورد بأن يتم طرد القرضاوي في عهد الحكومة العمالية".


تجدر الإشارة إلى أن علاقات طيبة تربط كين ليفينغستون بالشيخ القرضاوي رغم أن عمدة لندن "ماركسي الانتماء"، وهو الشخصية البريطانية التي انتقدت بشدة منع الحكومة الفرنسية للحجاب في المدارس الفرنسية، إذ قال :"الحظر الفرنسي هو أكثر المقترحات رجعية منذ الحرب العالمية الثانية, إنه يمثل خطوة في اتجاه التعصب الديني الذي أقسمنا في أوربا على ألا نعود إليه مرة أخرى بعد ما عانينا الآثار المدمرة لجرائم النازية".

وبين حملة بعض الصحف البريطانية ودفاع عمدة لندن، يبدو أن إدانة القرضاوي لتفجيرات لندن لم تشفع له عند اليمين البريطاني وصحافته وبعض الجمعيات اليهودية فكانت أن انطلقت حملة جديدة عبر صحافة اليوم. وكان القرضاوي انتقد بشدة تفجيرات لندن الأخيرة مشددا على أن شريعة الإسلام "تنكر أشد الإنكار سفك الدماء المعصومة للأبرياء والآمنين"، وتابع "لقد هالتنا الأنباء الخطيرة التي فاجأتنا وفاجأت العالم كله اليوم بما وقع في مدينة لندن من انفجارات راح ضحيتها العشرات والمئات من الأبرياء والآمنين، الذين لم يعتدوا على أحد، ولم يقترفوا جرما يسقط عصمة دمائهم".
__________________
معين بن محمد