عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 12-08-2005, 02:11 PM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي ثبوت رؤية «الهلال الشيعي»!

شجعت ايران أميركا على غزو العراق. وهي اليوم تستغل جهل الإدارة الأميركية واخفاق قواتها في السيطرة وفرض الأمن والقانون. نجحت ايران في اجبار مئات ألوف العراقيين الشيعة من أصول فارسية وعراقية اللاجئين إليها على العودة الى العراق. وتم تسجيل معظمهم كناخبين لحساب المرشحين الذين تدعمهم وتمولهم إيران.

حققت ايران نجاحا كبيرا في اختراق قائمة المرشحين الشيعة الأساسية التي تدعمها المرجعية السيستانية. وهي تلتقي في دعم القائمة بشكل وآخر، مع أميركا التي باتت تراهن على الشيعة والأكراد في عراق فيدرالي، بعد صدامها مع السنة.

ويبدو عبد العزيز الحكيم اليوم بديلا ايرانيا / أميركيا للشيعي (العلماني) إياد علاوي في حكم العراق بعد الانتخابات، أو شريكا له. لقد تأسس حزب الحكيم في ايران، وهو يتصدر القائمة الشيعية المرشحة للفوز بغالبية المقاعد الشيعية (120 مقعدا من أصل 275 مقعدا). وتتلقى الأحزاب والتنظيمات الشيعية الدينية والسياسية دعما وتمويلا إيرانيين. إيرانية الحكيم تبدو في مطالبته بتعويض ايران بمائة مليار دولار من المال العراقي! فيما تسعى أميركا ذاتها الى تخفيف ديون العراق.

كانت السنة محقة في المطالبة بتأجيل الانتخابات، لتجنيب العراق «ويلات» الديمقراطية التي يتم تهميشها لصالح فيدرالية مذهبية وعرقية، تحكمها إدارة مركزية ضعيفة. الديمقراطية الحقيقية تفرض احترام الرقم. الاقتراع المقبل لا يعتمد جداول انتخابية تستند الى احصاء دقيق للمواطنين والناخبين، والتأكد من هوياتهم. أميركا العراقية تحاكي النظام العربي في ابتذال مصداقية الأرقام في عملية الاقتراع!

للأمانة، أقول إن الاختراق الايراني للعراق ينطوي على ثغرات تعيقه. عروبة الشيعة العراقية لا تنسجم تماما مع فارسية الشيعة الايرانية. شيعة العراق تدرك ان دولة دينية شيعية في العراق غير مقبولة لدى طوائفه وأعراقه. لكن تجرى تغطية تدخل المراجع الدينية العراقية والايرانية، بالادعاء بأن المرشحين لا ينتمون الى السلك الديني، الأمر الذي يخالفه واقع وجود عدد كبير من المرشحين أصحاب العمائم القادرين على فرض حكومة ودستور أقرب الى شكل الدولة الدينية.

وهكذا، فالتورط في العراق اعتمادا على شيعته، لا يضمن عراقا مستقرا وجانحا لصالح ايران. ولا بد من انتظار نتائج الانتخابات ـ إن لم تؤجل ـ لمراقبة تشكيل التحالفات الحزبية والسياسية التي سيتم على أساسها تأليف الحكومة المؤقتة، إذ أن القوائم الانتخابية مجرد تحالفات ظرفية بين أحزاب وهيئات شيعية شديدة التنافس والخصومة. شيعة العراق لا تتكلم بصوت سياسي أو ديني واحد، ولا تدين بالولاء المطلق لإيران، ولا تتحدث بلغتها. ولا شك أن وطأة التدخل الثقيل الظل سيذكر شيعة العراق بعروبتها التي واراها صدام في قبوره الجماعية.

لن تجلب الانتخابات الاستقرار للعراق. بل سيزيد الفرز الانتخابي والسياسي من ضراوة المقاومة السنية، واحتمال نشوب حرب أهلية. من هنا، فعراق غير مستقر ومحكوم شيعيا بمباركة ايرانية، يجعل من العسير على «الهلال الشيعي» السباحة بنجاح في الفضاء العربي «السني»، كما يهول أصحاب التنظير


منقول بتصرف
__________________