بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ غيث ..
رغم اتفاقي معك حول ثبوت رؤية( الهلال الشيعي ) الذي بادت ملامحة في الظهور والتشكيل يوم بعد يوم والذي صرح به عاهل الاردن قبل فترة ليست بالقصيره الا انني اختلف معك في تشجيع ايران امريكا على غزو العراق رغم الاختلافات الكبيرة في السياسات بشكلها العام بين حكومة ايران وحكومة العراق السابقه من جهة وامريكا من جهة اخرى . وهذا الاختلاف ياتي من وقائع تاريخيه وواقعيه , ربما نتفق معا ان ايران كانت تسعى سرا وعلنا تخلصها من نظام صدام حسين الذي كان يشكل لها هاجسا مزعجا ومعترضا لمخططات الحكومة الشيعيه الايرانيه بالامتداد بعمق الخليج العربي , الا انها لا تستطيع تعريض امنها الاقليمي والاستراتيجي على المدى البعيد بجلب القوات الامريكيه لمراقبة كل حدودها على اقل تقدير من ثلاث اتجاهات لحد الان (افغانستان , مياه الخليج عبر دول الخليج المقابله لهذه السواحل , العراق) فقد استطاعت امريكا بعقلية خبرائها ومحلليها الخبثاء ( بكل تاكيد الاسرائلين الاصل ) من خلق وقائع وسيناريو لغزو افغانستان كمرحلة اولى ومن ثم غزو العراق كمرحلة ثانيه . ولكن تشجيع القوات الامريكيه في غزوا العراق جاءت ومع الاسف اقولها من قبل الدول العربيه والاسلاميه وعلى رأسها ( مصر , والسعوديه ) التا قادت هذا التحالف ( تحالف الشر ) في استباحة جزء عزيز واستراتيجي من عمق اراضي المسلمين سواء كان في اتخاذ قرار بمنحهم حق استخدام اراضيهم ومياههم واجوائهم عسكريا او لوجستيا بامدادات الحرب , وامريكا وغيرها من الدول الاوربيه لا تستطيع اتخاذ قرارات الحرب الا بعد حساب وتقدير تكاليفها الماديه البحته وجاءت هذه المساعدات وهذه الامتيازات والتسهيلات من قبل دول الخليج ضمن هذا النطاق لتخفيف جزء كبير من هذه الاعباء. فمثل هذه الدول العربيه الضعيفه عسكريا لم تفكر اصلا بهيمنة امريكا على حدودهم ومياههم الاقليميه وما يتبعها مستقبلا من سيطره على قراراتها السياديه لانها اصلا امريكا مسيطره عليها منذ امد بعيد منذ نشئتها ؟؟ ولكن الذي لم ياخذ بنظر الاعتبار وهذا ما جاء في اعترافات الكثير من المسؤولين سواء كانوا عربا ام اوربيين او امريكين بعد مرور عامين على هذه الحرب الغير شرعيه خروج الوضع الامني في العراق عن سيطرتهم وهذا واضح في تكلفتهم خسائر في الارواح العسكرين المشاركين , بهذا الواقع الملموس استغلت ايران هذا الباب او هذا المنفذ لوضع يدها على جزء كبير من العراق بدخول المتعاونين معها او لنقل باصح تعبير المرتزقه الذين كانوا مستضافين على اراضيها وهذا شئ طبيعي بالنسبه لايران , حصاد وجني ما كانت تزرع له في الماضي , ولكن الشئ الغير طبيعي ان يخون انسان عراقي بلده الاصلي واهله وشعبه رغم كل الظروف التي عانها سواء في داخل العراق او خارجه .
وهنا نذكر القراء لقد سبق وان قلنا وطرحنا منذ اول هذه الازمة التي حلت باهلنا في العراق انها كانت على خطاء وان ولاة امرنا وعلمائنا لم يتخذوا القرار الصائب بصفهم بجانب اعداء الاسلام ! ومازالوا سائرين على نفس النهج فيدفع ثمن هذا الاستمرار اهلنا في العراق بشكل مباشر واهلنا في الدول العربيه والاسلاميه بشكل ثاني .
__________________
من اعان الظالم على ظلمه ابتلاه الله بظلمه
|