
19-08-2005, 12:57 PM
|
كاتب مغوار
|
|
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
|
|
أَنْتُمْ مِنْ تَحْتُ. أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ . أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ . وَأَنَا لَسْتُ مِنْهُ
قالوا : ففي هذا النص أكد اختلافه عنا نحن البشر و أنه ليس من هذا العالم المادي بل هو من فوق وأنه نزل إلى الأرض من السماء ، فكل هذا يدل على أنه إلـهٌ نزل وتجسَّـد.
الرد على هذه الشبهة :
إن المسيح قال مثل هذا القول في حق تلاميذه أيضا، فقد جاء في إنجيل يوحنا هذا [15 : 19] : (( لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم ))
و في الإصحاح 17 من هذا الإنجيل أيضا يقول عيسى في دعائه لأجل التلاميذ :
(( أنا قد أعطيتهم كلامك والعالم أبغضهم لأنهم ليسوا من العالم كما أني لست من العالم . لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير. ليسوا من العالم كما أني لست من العالم )) يوحنا [ 17 : 14 ـ 15].
فقال في حق تلاميذه أنهم ليسوا من العالم وسوَّى بينه وبينهم في عدم الكون من هذا العالم ، فلو كان هذا مستلزماً للألوهية كما زعموا ، للزم أن يكونوا كلهم آلهة ـ و العياذ بالله ـ بل التأويل الصحيح للعبارة الإنجيلية هو : أنا لست من أبناء هذه الدنيا ، أي الراكنين إليها المطمئنين بها الراغبين بها، بل من طلاب الله والآخرة ، الذين ليس في قلبهم تعلق و حب إلا لِلَّه، فأنا من أهل ذلك العالم العلوي القدسي عالم الأطهار والملائكة ، لأنه هو قبلتي ووجهتي و منه جئت برسالة الله وإليه أعود بعد أدائها. فتعبيره نوع من المجاز، وهو مجاز شائع معروف ، يقال فلان ليس من هذا العالم ، يعني هو لا يعيش في الدنيا ولا يهتم بها ولا بمفاتنها بل همُّـهُ كله الله والدار الآخرة فقط. وكذلك الحال بالنسبة للحواريين . وإلا لكان الحواريين آلهه سواء بسواء وهذا باطل .
|