عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 20-08-2005, 08:04 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

أخي الفاضل مقبل..اجتهدنا يا أخي لكن لم نصب كثيرا ونستغفر الله أن نقول شيئا لا نعلمه..أنظر أخي الفاضل..راجعت درسا من دروس الشيخ محمد بن عبد العزيز الخضيري حفظه الله في هذا العلم (علوم القرآن)..ووجدت تفسيرا شافيا كافيا بإذن الله تعالى..هو طويل لكن من فضلك أخي بارك الله فيك اقرأه كله من فضلك..ستنتفع كثيرا بإذن الله تعالى..هذا درس واحد فقط من بين دروسه في هذا العلم..يتحدث عن القراءات..أضع لك هذا الدرس وإذا أردت ووافقت وضعت لك المرة القادمة درس عن الأحرف وكل ذلك..


*******************************

هذه أيها الأحبة هي المحاضرة الخامسة عشرة من دروس علوم القرآن أسأل الله تعالى أن ينفعنا بها ويجعلها زادا لنا إلى رضوان الله وجناته.

اليوم درسنا كما أخبرناكم أيها الأحبة في خاتمة الدرس الماضي عن القراءات القرآنية
والقراء، والحقيقة أن هذا الموضوع طويل جدا ولو فصلنا فيه وذكرنا ما ينبغي أن يذكر
في مثله لاحتجنا إلى عدد من المحاضرات، ولكن كما يقول الناس يكفي من القلادة ما
أحاط بالعنق فنحن نذكر مهمات في هذا الباب ليتعرف عليها طالب علوم القرآن ومن أراد
الزيادة فعليه بالرجوع إلى الكتب المتخصصة في مجال القراءات، فإن علم القراءت علم
مستقل وفيه مؤلفات كثيرة جدا كما سنبين بعد قليل، لكن نحن في هذه المحاضرة نذكر بعض
المصطلحات وبعض المهمات التي لا يستغني عنها طالب علوم القرآن فنسأل الله سبحانه
وتعالى التوفيق والإعانة والسداد:


أولا تعريف القراءات: القراءات جمع قراء والقراءة كما بينا في تعريف القرآن تأتي في
اللغة بمعنى الجمع والضم أو بمعنى التلاوة يقال: ما قرأت الناقة سنا قط يعني ما
جمعت في بطنها جنينا وتكون أيضا بمعنى التلاوة.


وأما في الشرع فتعرف القراءات عند علماء القراءات بأنها علم بكيفية أداء كلمات
القرآن واختلافها معزوا لناقله، تأمل هذا التعريف، علم بكيفية أداء كلمات القرآن
كيف تؤدى كلمات القرآن؟ والاختلاف الواقع في هذا الأداء، بين الرواة الذين اشتهرت
عند الأمة قراءاتهم معزوا كل ذلك إلى ناقله فيقال قراءة حفص أو قراءة عاصم كذا
وقراءة حمزة كذا وقراءة ابن عامر كذا وقراءة ابن كثير كذا ويذكر كل قراءة مع قارئها
الذي قرأ بها ورويت عنه القراءة بها.


فهذا هو المقصود بعلم القراءات، ويراد بالقراءات أيها الأحبة أحيانا علم الدراية
وأحيانا علم الرواية يعني تجد كتابا يتحدث عن القراءات القرآنية فتظن أنه يتحدث عن
اختلاف القراء في كيفيات النطق بالكلمات القرآنية بينما هو يتحدث عن هذا العلم كيف
نشأ ومن أين بدأ وما هي المؤلفات فيه فنقول إن كلمة القراءات أو علم القرءات مصطلح
يراد به أحيانا علم الدراية معرفة كيف تم هذا العلم ومن أين بدأ ومن هم القراء ومن
هم الرواة عن القراء وما هي الطرق إلى هؤلاء القراء والأسانيد والصحيح منها
والمقبول من هذه الأسانيد والمردود والمؤلفات في هذا العلم وكيف وصل إلينا هذا
العلم وأول من ألف فيه هذا يسمى علم الدراية.


وأما علم الرواية فالمقصود به هو كيفية أداء كلمات القرآن معزوا كل ذلك لناقليه
ومذكورا فيه الرواة فأحيانا يراد بعلم القراءات الدراية وأحيانا يراد بعلم القراءات
الرواية ففرق بين الاثنين مثل لو يقال لك فلان تعلم التجويد قد يراد به تعلم
التجويد تطبيقيا لكنه لا يعرف مصطلحات علماء التجويد من إظهار وإدغام ومدود وغنن
وغيرها وقد يقال فلان تعلم التجويد ويراد بذلك أنه أخذ العلم المعروف عند أهل العلم
بعلم التجويد فعرف الإظهار والإدغام والمد اللازم والمنفصل والمتصل والغنن وغيرها
مما يعرف في علم التجويد.


بعد هذا أيها الأحبة نحتاج إلى أن نعرف أنفسنا بشيء مهم جدا في هذا الباب وهي أن
علماء القراءة اصطلحوا في هذا الفن على عدد من المسميات، هذه المسميات إذا قرأتها
أو إذا سمعت من يقرأ بالقراءات ستلاحظ هذه المصطلحات لتحتاج إلى معرفتها مثال ذلك
أنت الآن عندما تأخذ المصحف يقال هذا المصحف برواية حفص عن عاصم ما معنى كلمة
رواية؟ ولما يقال لك هذه قراءة عاصم أو قراء نافع أو قراءة حمزة أو قراءة ابن كثير
فهناك مصطلح اسمه قراءة وهناك مصطلح آخر اسمه رواية وهناك مصطلح ثالث اسمه طريق
وهناك مصطلح رابع اسمه وجه ومصطلح خامس اسمه اختيار، فدعونا نذكر تعريف كل واحد من
هذه المصطلحات الخمسة ونبين ما يريده علماء القراءة بكل واحد من هذه المصطلحات:


فالقراءة ما نسب إلى أحد الأئمة، أئمة القراءة مما اجتمعت عليه الروايات والطرق
عنه، فما ينسب إلى الإمام مما اجتمعت الروايات والطرق عنه يقال له القراءة.


الثاني الرواية: الرواية ما نسب ما نسب إلى الآخذ عن الإمام ولو كان ذلك بواسطة،
فالذي يرويه الراوي عن الإمام يسمى رواية ولذلك يقال عندنا رواية حفص عن عاصم رواية
شعبة عن عاصم رواية ورش عن نافع رواية قالون عن نافع، لأن ورش وقالون تلميذان من
تلاميذ نافع فيسمى ما قرئا به عن الإمام يسمى رواية.


الثالث الطريق: وهو ما ينسب إلى الآخذ عن الرواي وإن نزل فكل من أخذ عن حفص ولو
نزل أو عن شعبة ولو نزل أو عن ورش ولو نزل أو عن قالون ولو نزل يقال له طريق.


والرابع الوجه: وهو ما نسب إلى تخير القاريء من قراءة يثبت عليها وتؤخذ عنه.


فإذا ثبت القاريء على وجه معين مما روى وأخذ عنه يقال هذا وجه.


المصطلح الخامس في هذا الموضوع: هو الاختيار وهو أن يختار القاريء من بين مروياته
أو الرواي من بين مسموعاته أو الآخذ عن الراوي من بين محفوظاته وكل واحد من هؤلاء
مجتهد في اختياره ولعنا نمثل بمثال يتضح به هذا الأمر ولو بشكل يسير مثلا في سورة
الروم قال الله سبحانه وتعالى ﴿ اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ
مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً
﴾[الروم: 54]، هذه كلمة ضعف فيها قراءتان: ﴿ اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ
﴾، والثانية ﴿من ضُعف ﴾ وهكذا في سائر الآيات في كل موارد الضَعف والضُعف في الآية
فكلمة ضعف بالفتح هذه قراءة حمزة اتفق الرواة كلهم عن حمزة بقرائتها ضَعف وهي رواية
شعبة عن عاصم يعني ما رواه شعبة عن عاصم رواها بفتح الضاد قال ضعف وهي طريق عبيد
ابن الصباح عن حفص عن عاصم فسمينا هذا طريقا وسمينا ما ذكره شعبة أو ما جاء به شعبة
عن عاصم رواية، وسمينا ما جاء عن حمزة قراءة.