عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 20-08-2005, 08:06 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

فهذه المصطلحات ينبغي للطالب معرفتها حتى يتبين له الفرق بين ما يذكر من القراءات
من الروايات من الأوجه من الطرق من الاختيارات.


ما هو موضوع علم القراءت؟ موضوع علم القراءت هو الكلمات القرآنية يعني مجال البحث
في القراءات القرآنية هو كلمات القرآن من حيث أحوال النطق بها وكيفية أدائها،
فالموضوع هو ما يدور عليه العلم ويبحث فيه فما يدور عليه علم القراءت هو كلمات
القرآن وكيفية النطق بها.


بعد ذلك نأخذ حكم تعلم القراءات، تعلم القراءات كما ذكر بعض أهل العلم فرض كفاية
إذا قام به من يكفي من المسلمين تعلما وتعليما سقط الاثم عن الباقين والحمد لله
مازالت الأمة قائمة بهذا العلم تتعلمه وتعلمه وتنشره بين الناس وإن كان يقل في زمن
لكن الأمة في الجملة قائمة بهذا العلم محافظة عليه محافظتها على كتاب ربها سبحانه
وتعالى.


هناك أسئلة: فضيلة الشيخ ذكرتم أن حكم تعلم القراءت فرض كفاية فهل هذا في مجتمع
يكون كبير أم يكون في قرية أم في مدينة أم دولة وهكذا؟


المقصود في المسلمين من يتقن هذه العلوم لتحفظ هذه القراءات وتروى وتبقى في
المسلمين وتؤخذ مشافهة ولا يضيع شيء من كتاب الله سبحانه وتعالى، فإذا قام في
المسلمين من يؤدى هذا الدور وأدى فرض الكفاية عنهم سقط الاثم عن الباقين ولا يلزم
أن يكون في كل قرية أو في كل مدينة أو في كل بلد من يتولى هذا الأمر لكن لا شك أن
وجود واحد في كل أهل بلد أو في كل أهل ريف أوقرية يقوم بهذا الدور أنه خير لا شك.


ننتقل بعد هذا أيها الأحبة إلى فائدة علم القراءت ما هي الفائدة التي نجنيها من
تعلم علم القراءت؟ فنقول هناك عدة فوائد نذكر شيئا منها:


أولا العصمة من الخطأ في التلاوة فإننا إذا عرفنا علم القراءت عصمنا أنفسنا من
الخطأ في تلاوة القرآن الكريم حيث إن الوارد في القراءات والمروي فيها محدود مضبوط
فلا يجوز تعديه فمن تعدى شيئا من هذا المضبوط المروي فقد زاد في القرآن وتعدى وظلم
فمثلا قول الله عز وجل ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾[الفاتحة: 4]، فيها قراءاتان ﴿
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ و﴿ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ لكن لو جاء إنسان وقرأ ﴿
مَلَكِ يَوْمَ الدِّينِ ﴾ قلنا هذه ليست بقراء ثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
فلا تجوز القراءة بها ولا يجوز لك تلاوتها في الصلاة ومن تلا بها في الصلاة فصلاته
باطلة لأنه لم يقرأ هذه الآية كما وردت أو كم أنزلت على محمد -صلى الله عليه
وسلم-.


الفائدة الثانية: التمييز بين ما يقرأ به وما لا يقرأ به من قراءات القرآن الكريم،
فإن هذا العلم هو الذي يعرفنا ما تصح القراءة به وما لا تصح القراءة به.


الأمر الثالث: زيادة المعنى للآية القراءات من فوائدها أنها تزيد معنى الآية فمثلا
في قول الله سبحانه وتعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى
الصَّلاَةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا
بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ﴾[المائدة: 6]، تأملوا يا إخواني
﴿ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ ﴾ هذه مجروة بالباء ﴿ وَأَرْجُلَكُمْ ﴾ هذه معطوفة على
قوله ﴿ وُجُوهَكُمْ ﴾ يعني فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وأرجلكم إلى الكعبين
لأنها معطوفة على مغسول في قراءة أخرى أيضا ثابتة وصحيحة، ﴿ وَامْسَحُوا
بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ ﴾ كيف نوجه هذه القراءة؟ وجهها العلماء على أن الرجل
أو الرجلين من بين سائر أعضاء الوضوء يحصل فيها شيئان الغسل والمسح الغسل إن كانت
مكشوفة والمسح إن كانت مستورة بالخفين ونحوهما.


فجاءت هذه القراءات لتبين هذين المعنيين مع أن اللفظ واحد لكن اختلف الإعراب
فاختلف الإعراب فحصل بذلك زيادة معنى في الآية أو تبين المعنى في الآية ﴿
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي
الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ
فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ ﴾[البقرة: 222]، ﴿ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ
حَتَّى يَطْهُرْنَ ﴾ هذه قراءة الجمهور وفي قراء أخرى ثابتة وسبعية ﴿ وَلاَ
تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطَّهَّرْنَ ﴾ فبينت هذه القراءة معنى قراءة الجمهور لأن
قراءة الجمهور حتى يطهرن يحتمل أنه حتى ينقطع عنهن الدم ويحتمل أن يكون معناها حتى
يطهرن أي يتطهرن بالاغتسال فجاءت هذه القراءة لتبين المعنى المراد من قوله ﴿ حَتَّى
يَطْهُرْنَ ﴾ أي معناه حتى يغتسلن ينقطع عنهن الدم ويغتسلن بعد ذلك.


إذن القراءات فيها زيادة معنى وفيها في الوقت ذاته بيان للمعنى في بعض القراءات.


الأمر الرابع: الاطلاع على يسر الشريعة وتيسير القرآن للتالين فإن ألسنة الناس لا
تطاوعهم لو كان القرآن قد نزل برواية واحدة بقراءة واحدة، حيث إن نطق بعض الآيات قد
يشق على بعض التالين خصوصا مثلا من العرب أو حتى من العجم ففي قراءة القرآن متسع
للناس ويسر عليهم وهذه إحدى المسائل التي من أجلها اشتكى النبي -صلى الله عليه
وسلم- إلى جبريل عندما قرأ عليه القرآن بحرف واحد فقال إن أمتي لا تطيق ذلك
فاستزاده فزاده حرفا ثانيا ثم ثالثا ثم رابعا ثم خامسا حتى وصل إلى سبعة أحرف،
فمثلا بعض الناس يشق عليه أن ينطق بالهمزة في قوله مثلا ﴿ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾[البقرة: 3]، ما تواتيه حنجرته أو لسانه في أن ينطق
بالهمزة ويأتي بها في وسط الكلمة لكنها موجودة في قراءة ثابتة سبعية عن النبي -صلى
الله عليه وسلم- ﴿ الَّذِينَ يُومِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾ وهكذا في سائر المواطن.


أيضا فيها بيان حفظ الله للقرآن فإن القرآن مع هذه الروايات ومع هذه القراءات
المختلفة قد حفظ كله وجاء إلينا لم يزد فيه شيء ولم ينقص منه شيء مما يؤكد لنا
المعنى الذي ورد في قول الله سبحانه وتعالى ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾[الحجر: 9].


أيضا من فوائد هذه القراءات فضل هذه الأمة وتعظيم أجرها فضلها حيث جعل الله سبحانه
تعالى لها هذه الخصيصة بأن أنزل القرآن على هذه الأوجه فحفظت هذا القرآن وقامت به
خير قيام فما زالت تحفظ هذه القراءات وتثبتها وترويها وتنقلها وتؤلف فيها وأيضا
تعظيم أجرها بكثر التلاوة والتعلم والتفرغ لمثل هذا الأمر فإن ذلك يزداد به شرفها
وتعلوا به منزلتها ويعلوا به أجرها بإذن الله سبحانه وتعالى.


ننتقل بعد هذا أيها الأحبة إلى مصدر هذه القراءات ما مصدر هذه القراءات؟ لا شك أن
مصدر هذه القراءات هو التوقيف والوحي قال الله سبحانه وتعالى ﴿ وَإِذَا تُتْلَى
عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ
بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن
تِلْقَاءِ نَفْسِي ﴾[يونس: 15]، فكل ما جاء في القرآن ليس من عند النبي -صلى الله
عليه وسلم- شيء إنما أنزل هكذا فتلاه علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذه
القراءات وبهذه الروايات وبهذه الطريقة التي نحن نتلوها به ونقلتها الأمة عن رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا لم يتغير شيء بحمد الله سبحانه وتعالى
وكذلك قول الله جل وعلا ﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ
الأقَاوِيلِ﴿44 ﴾لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ﴿45 ﴾ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ
الْوَتِينَ ﴾[الحاقة: 44: 46]، مما يدل دلالة صريحة أن النبي -صلى الله عليه وسلم-
لم يتدخل في النص القرآني إنما كان دوره أن يبلغه للأمة كما قال الله جل وعلا ﴿
فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ﴿38 ﴾وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ﴿39 ﴾إِنَّهُ لَقَوْلُ
رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾[الحاقة: 38: 40]، فهو رسول مرسل برسالة بلغها كما بلغ وأداها كما
أعطي وأنزل عليه عليه الصلاة والسلام ويؤكد هذا ما رواه ابن عباس في صحيح البخاري
عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أقرأني
جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة) معنى ذلك أن
النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن بوسعه أن يزيد شيئا من عند نفسه حتى يستأذن
جبريل في أن يزيده هو فزاده جبريل ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة حتى وصل إلى
السابعة.