
21-08-2005, 03:27 AM
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 22
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي النصراني ...
إن الناظر للبشر جميعا وفي كافة مراحل حياتهم يجد تماثلا في تكوينهم الجسماني رغم تباعد المسافة بينهم وتغير الزمن واختلاف اللون مما يقطع بأنهم من نسل أب واحد ومن خلق إله واحد ، ومع ذلك نجدهم مختلفين في نظرتهم لهذا الإله الواحد . للمسلم تصور خاص في الإله ، وللمسيحي تصور آخر في الإله .
فأي التصورين هو السليم ؟ إن صادف أحدهما الحقيقة فالثاني لابد أنه مجافيها .
عزيزي ... إن تلقي المسيحي والمسلم على السواء للعقيدة يتم دائما بالتلقين ، فالوالد المسيحي يشب ابنه مسيحيا والمسلم ينشأ ابنه مسلما ، ولا يُـسـتـشار الطفل فيما يُـحـمّـل من عقيدة حتى إذا نما قليلا وتبين له أن هناك أطفالا مثله يحملون عقيدة أخرى ، واستطلع رأي والده أو والديه أفهماه بداهة أن العقيدة التي يحملها هو (( هي الصحيحة )) ، وأن العقيدة المغايرة لها على خطأ ، فإذا ما صار صبيا تلـقـفـه علماء دينه فأكدوا له ثانيه هذه المعاني . ومن ثم تستقر في نفسه ووجدانه أنه الوحيد على الحق وما عداه على الباطل. وتستغرق الصبي الحياة ، حياة الدراسة أو العمل أو هما معاً فلا يجد متسعا من الوقت ليقرأ كتابه الديني بإمعان وتدقيق لاستخلاص أوجه الصدق فيه ، ولا يجد من باب أولى وقتاً لمراجعة العقائد الأخرى لاستخراج أوجه الحق منها ، أو لمجرد عقد مقارنة بينها وبين العقيدة التي حُـمّـل بها.. إلخ .
وحكم الله تعالى في الدين الذي يرتضيه ويُـنجي معتـنـقيه ويُـعاقب رافضيه أمر يدّعيه أصحاب كل دين لديانتهم ولم يمت في عصرنا إنسان وارتدتْ إليه الروح لكي يفصح لنا عن حقيقة الدين الذي ارتضاه الله فعلا والذي حُـوسب هذا الإنسان على أساسه.
واذا كان أحد من البشر لن تعود إليه الحياة بعد موته أي لن يُتاح لأحد بعد الموت تصحيح معتقداته أو تدارك ما فاته ، فان الأمر يستوجب إذن مناقشة موضوع الدين الآن .. وقبل فوات الأوان لمعرفة الحق وأتباعه ومعرفة الباطل واجتنابه .
عزيزي .. إن بعض رجال الدين يرفضون المناقشة حول الدين وينهون أتباعهم عن ذلك بل وعن مجرد التفكير فيه قائلين إن التفكير يقود إلى المناقشة ، والمناقشة دليل الشك ، ومن دخل الشك قلبه فارقته نعمة الإيمان ، وبغير الإيمان يهلك الإنسان ولا يدخل ملكوت السماء.
عزيزي ... لنجعل الحكم والفيصل فيما نقول للعقل وحده بعيداً عما استقر في الوجدان من اعتناق كل منا عقيدة بدأت معه طفلا لا يُميز شيئاً , واستمرت معه صبياً وصاحبته حتى صار رجلاً ..
لا بد أن يتوقف المرء وخاصة إذا كان متعلما .. نعم يتوقف قليلا ليسأل نفسه : هل والديّ فعلا على طريق الصواب . هل هناك حقائق لم تصلني .لا بد أن يعيد المرء النظر في مسألة الدين بالوراثة . إن الدين مسألة جوهرية في حياة المرء ... إن الدين يرسم للإنسان حياته في الدنيا ومصيره في الآخرة .. لا بد أن يكون الدين بالعقل , لا بالوراثة .
عزيزي ... إن الصراع بين الحق والباطل والكفر والإيمان سيظل قائما ما بقيت السماوات والأرض لا تهدأ معاركه ولا تخبو جذوته ولا تنتهي حوادثه لكن مهما بلغت قوة الباطل وصولته ومهما كانت دولته وكثرته فان العاقبة ستكون بإذن الله دائما لأولياء الله المتقين ودعاته المخلصين فحسب دعاة الحق أنهم يستمدون قوتهم من قوة الله ويأخذون أدلتهم من كتاب الله ... وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
عزيزي ..
حديثي اليك في المرة القادمة عن قصة ( المدينة الغريبة ) ...
وبعدها .. سأتكلم عن هذا الحوار .. فكر فيه ملياً ..
حوار دار بين عيسى مع اليهود والاتهامات المتبادلة بينه وبينهم ..
قال اليهود لعيسى :
" إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد هو الله " ( يوحنا 8 : 41 )
فقال لهم عيسى:
" أنتم من أب هو إبليس " ( يوحنا 8 : 42 )
هنا إشارتهم إلى الزنى .. غمز من اليهود " لعنهم الله " في ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام إذ كانوا يزعمون أن مريم ولدته من زنى ( والعياذ بالله ) .
ولنرى القديس متى ، مرقس ، لوقا , يوحنا وبولس .. ماذا قالوا عن عيسى عليه الصلاة والسلام ( الرب يسوع في زعمكم ) وعن أمه مريم العذراء البتول .. الطاهرة .. الشريفة .. التي اصطفاه الله على نساء العالمين ..
وبعد هذا الحديث سأتكلم عن (((( شبيه ))))) عيسى عليه الصلاة والسلام كما ترويه لنا الاناجيل الأربعة .. الذي تحدث عنه الداعية أحمد ديدات رحمه الله .. وسأزيد عليه بعض التعليقات .. وأيضا هذا الشبيه الذي تحدثت عنه الأناجيل لم يمت ..
وأخيراً سأضع عدة أسئلة صدرت من قساوسة ومنصرين ( في زعمكم مبشرين ) .. وسنجيب عليها ..
أخوكم : الاثرم
|