عرض مشاركة مفردة
  #30  
قديم 23-08-2005, 12:25 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله :


في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله

يستدل المسيحيون على لاهوت المسيح المزعوم بما ورد في افتتاحية إنجيل يوحنا حيث يقول النص : (( في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله هذا كان في البدء عند الله ..))

وللرد على هذا الاستدلال نقول :

أولاً : بالتأمل في هذا النص سنجد أن فيه إبطال لعقيدة التثليث ، لأنه يتحدث عن الله والكلمة فقط ولا يوجد أثر للأقنوم الثالث المزعوم وهو الروح القدس !

ثانيا : ان قول يوحنا : (( وكان الكلمة الله )) يؤدي إلى القول أن الجسد هو الله لأن يوحنا يقول : (( والكلمة صار جسداً )) وهنا أصبح للكلمة كيان مستقل إلهي !! وهذا تصور شيطاني لا عقلاني لا يقلبه إلا وثني .

ثم إذا كانت الكلمة هي الله والكلمة صارت جسداً فهذا يعني صيرورة الله جسدا وهذا تغيير في الله وكتابهم يقول أن الله لا يتغير [ ملاخي 3 : 6 ]

ثم أن هذه العبارة تستلزم لوازم باطلة في حق الله سبحانه وتعالى لأنه إذا كانت الكلمة هي الله والكلمة صارت جسداً كما هو ظاهر النص فهذا يعني أن كل ما وقع لهذا الجسد من قبل اليهود من ضرب وجلد هو واقع على الكلمة لأن الكلمة صارت جسدا ، وهذا من أبطل الباطل في حق الله الكامل المنزه عن كل نقص !

ثالثاً : لا يوجد في الاناجيل الاربعة وما الحقوه بها من رسائل دليل واحد على ان المسيح اشار إلى نفسه بأنه الكلمة .

رابعاً : بالرجوع إلى النص اليوناني سنجد أن كلمة الله الأولى الواردة في النص معرفة باداة التعريف التي تعادل الألف واللام والثانية غير معرفه وهي ( ثيؤس ) باليوناني ، وهنا المشكلة التي تحتم أن تكون الترجمة الحقيقية " وكانت الكلمة إله " وليس " وكان الكلمة الله " لأن كلمة ( إله ) في اصطلاح الكتاب المقدس - بشكل عام - لا تعني بالضرورة الله المعبود بحق ، بل تأتي أحياناً على معنى السيد والرئيس المطاع أوعلى معنى ملاك عظيم . و بعض الترجمات تقرر ذلك مثل ترجمة العالم الجديد التي ترجمت افتتاحية انجيل يوحنا هكذا :

" In the beginning was the Word, and the Word was with God, and the Word was divine" New World Translation


و كذلك هذه الترجمة وتسمى العهد الجديد ترجمة امريكية :

" In the beginning the Word existed. The Word was with God, and the Word was divine." The New Testament, An American Translation, Edgar Goodspeed and J. M. Powis Smith, The University of Chicago Press, p. 173


و فى قاموس الكتاب المقدس لجون ماكنزى طبعة كوليير صفحة 317 :


Jn 1:1 should rigorously be translated 'the word was with the God [=the Father], and the word was a divine being.'" The Dictionary of the Bible by John McKenzie, Collier Books, p. 317


و الخلاصة ان وضع الكلام يسمح بهذه المعانى و كلها تدل على مخلوق له خصائص الهية و لكن ليس الاله الاعلى الذي يستحق العبادة .
والمهم الذي أيضاً نريد معرفته هو انه لدينا كلمتين مختلفتين في الاصل اليوناني قد ترجمتا بلفظة واحدة وهي الله في افتتاحية يوحنا .

وإليكم بعض الشواهد من الكتاب المقدس التي تؤكد أن كلمة ( إله لا تعني بالضرورة الله المعبود بحق ) :
(1) جاء في سفر الخروج من التوراة قول الله تعالى لموسى عليه السلام :
(( قد جعلناك إلـها لفرعون و أخاك هارون رسولك )) [الخروج: 7 / 1]
(2) وفي المزمور الثاني والثمانين من سفر المزامير قول الله تعالى لداود عليه السلام :
(( الله قائم في مجمع الله، في وسط الآلهة يقضي.. (إلى قوله) : أنا قلت إنكم آلهة و بنو العلي كلكم لكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون )) [ المزامير: 82 / 1، 6 ـ 7.]

وهذه بعض الأمثلة أيضاً للكلمة الغير معرفة ( ثيؤس ) اليونانية وهي تشير إلى اشياء أخرى :

(3) كورنثوس الثانية 4 : 4
(( الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله. ))
في هذا المثل نجد أن نفس اللفظة استعملت للدلالة على الشيطان .
(4) يوحنا 10 : 34 (( اجابهم يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم آلهة .))
كلمة الهة هنا هى ايضا ثيؤس اليونانية والمسيح قد يطلق على احد انه اله و لكن لن يطلق عليه انه الله ابداً ...!!!!
(5) اعمال 10 : 40 (( قائلين لهرون اعمل لنا آلهة تتقدم امامنا. لان هذا موسى الذي اخرجنا من ارض مصر لا نعلم ماذا اصابه. ))
نفس الكلمة هنا بمعنى الهة
(6) اعمال 10 43 (( بل حملتم خيمة مولوك ونجم الهكم رمفان التماثيل التي صنعتموها لتسجدوا لها. فانقلكم الى ما وراء بابل.)) اله الوثنيون هنا هو ايضا " ثيؤس " نفس اللفظة .
(7) اعمال 14 : 11 (( فالجموع لما رأوا ما فعل بولس رفعوا صوتهم بلغة ليكأونية قائلين ان الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا الينا. )) حتى بولس هو ايضا حاصل على نفس اللفظة اليونانية ؟؟
(8) اعمال 19 : 26 (( وانتم تنظرون وتسمعون انه ليس من افسس فقط بل من جميع اسيا تقريبا استمال وازاغ بولس هذا جمعا كثيرا قائلا ان التي تصنع بالايادي ليست آلهة. ))
(9) كورونثوس 8 : 5 (( لانه وان وجد ما يسمى آلهة سواء كان في السماء او على الارض كما يوجد آلهة كثيرون وارباب كثيرون.))

كل الامثلة السابقة كانت الكلمة فى الاصل ثيؤس .
وحيث يتفق مفسروا العهد القديم أن المقصود بالآلـهة وببني العلي : الرؤساء والقضاة والملائكة الذين هم أعضاء البلاط الإلـهي ـ إذا صح التعبير ، وأن لقب آلهة وأبناء الله، لهم، ليس إلا لقبا تشريفيا لا أكثر، و لا يعني أبدا أنهم شركاء الله تعالى في ذاته ولاهوته، كيف ومن تعاليم التوراة الأساسية وحدانية الله تعالى!
بناء عليه، فعبارة " وإلـه هو الكلمة " معناها: وكائنٌ روحيٌّ عظيم بل رئيسٌ للكائنات وعظيمٌ مقرب من الله هو الكلمة.
هذا ومما يرجح هذه القراءة و يوجب المصير إلى هذا التفسير، هو اننا لو قلنا ان الكلمة هي الله لصار منطوق النص هو :

[ في البدء كان الله، وكان الله عند الله ! وكان الله هو الله، الله كان في البدء عند الله !! ]

ولاشك ان هذا المنطوق يجعل افتتاحية يوحنا نصاً مختل المبنى غير مستقيم المعنى، بل لا معنى له ولا يصح .
ومن البديهي أن الشيء لا يكون عند نفسه، فلا يصح أن نقول كان زيد عند زيد!!
أما على التفسير الذي ذكرناه، فإذا صار الإله المُنَـكَّر بمعنى الكائن الروحي العظيم الذي هو غير الله، صح أن نعتبره كان عند الله.

خامساً : ولكي نتأكد من صحة التفسير الذي ذكرناه لنسأل يوحنا عن ما هي العلاقة عنده بين المسيح عليه السلام والله سبحانه من خلال ما سطره في إنجيله :

يوحنا [ 13 : 16] : (( الحق الحق اقول لكم انه ليس عبد اعظم من سيده ولا رسول اعظم من مرسله . ))
الكاتب هنا واضح جدا ، الله اعظم من من يرسله أو الراسل أعظم من المرسل ، فإذا كان الرسول ليس بأعظم من مرسله كما يقول المسيح ، وان هناك فرق بين الراسل والمرسل ، فالنثبت من كلام يوحنا ان الابن قد وقع عليه الارسال وانه مرسل من الله :

قال يوحنا في رسالته الأولى : (( ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به )) [ 4 : 9 ]

ويقول أيضاً : (( لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله. لانه ليس بكيل يعطي الله الروح )) [ يوحنا 3 : 34 ]

ويقول : (( الآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي )) [ يوحنا 5 : 37 ]

وهل من يريد ان يقنعنا ان المسيح والله واحد يكتب مثل هذا ؟؟

يوحنا [ 14 : 28 ] (( سمعتم اني قلت لكم انا اذهب ثم آتي اليكم .لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الآب .لان ابي اعظم مني .))
هل يستطيع اى شخص ان يذهب الى نفسه وتكون نفسه اعظم منه لاحظ نحن ننقل كلام يوحنا !
يوحنا [ 17 : 1 ] (( تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال ايها الآب قد أتت الساعة .مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا ))
وهذه معناها على مذهبهم انه يخاطب نفسه قائلا مجدت نفسى حتى امجد نفسى !!!!
يوحنا [ 17 : 24 ] : (( ايها الآب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل انشاء العالم .))
هل الله احب نفسه قبل خلق العالم واعطى نفسه مجدا .
والخلاصة هنا ان هذا العدد فى بداية انجيل يوحنا لا ينسجم حتى مع بقية الانجيل يوحنا نفسه .

سادساً : هل كلمة ( ثيؤس ) اليونانية تعني الله ثلاثي الاقانيم أم أقنوم الآب فقط ؟ بمعنى آخر إذا قلت : ( أن الكلمة كان الله ) هل يعني هذا أن الله هنا هو الآب أم هم الله ذو الثلاثة أقانيم ؟؟


يتبــــــع مقال آخر لنفس الموضوع
__________________