عرض مشاركة مفردة
  #32  
قديم 23-08-2005, 01:13 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي


وهذا مقال آخر يفند الاستدلال بهذه العبارة :

في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الكلمة الله

لقد وردت هذا الكلمات في بداية الاصحاح الأول من إنجيل يوحنا لذلك استدل المسيحيون بها على أن المسيح ليس مخلوقاً دون الآب ، لكنه مساو له في الجوهر ، والآب معناها الله .

ويرد على هذا الاستدلال بالآتي :

أولاً : علينا أن نلاحظ _ أولاً وقبل كل شيء _ أن هذه الكلمات الواردة في اول إنجيل يوحنا هي ليست من كلمات (( المسيح )) وإنما كلمات (( يوحنا )) فالمسيح لم يقل مثل هذه الكلمات بتاتاً وبالدراسة المتسعة والاطلاع سنجد انها كلمات لشخص يهودي اسمه (( فيلون السكندري )) ( 20 ق . م _ 40 م ) عاش في العصر الهلنستى بالاسكندرية ، وهو فيلسوف ومفكر كان متأثراً بالفلسفة اليونانية ، فقد كان يعتبر أن العقل أو اللوجوس هو الذي صدر عنه وجود كل المخلوقات . وكان يكني هذا ( اللوجوس ) بقوله ( الكلمة ) ومن المعروف أن يوحنا كتب إنجيله بعد وفاة ( فيلون ) واستعار منه ( مصطلح الكلمة )

ومع هذا نقول للنصارى الذين يستدلون بهذه الفقرة على لاهوت المسيح :

ما هـي الكلمة اليونانية التي تقابل لفظ الجلالة ( الله ) المعبود بحق ؟

والجواب هو :

ان الكلمة اليونانية التي تعني ( الله ) وهو المعبود بحق هي : هوثيوس Hotheos وعندما يكون الإله غير جدير بالعبادة ، فإن اليونان كانوا يستخدمون لفظة أخرى هي : تونثيوس Tontheos وعندما ترجمت عبارة يوحنا ( وكان الكلمة الله ) من اليونانية القديمة إلي الإنجليزية ، قام مترجمو الإنجيل باستخدام الحرف الكبير عند ترجمتهم عبارة ( وكان الكلمة الله )

في حين أن الكلمة الموجودة بالأصل اليوناني هي كلمة ( Tontheos ) وليس ( Hotheos )

ولقد كان من الضروري أن تكتب الكلمة الدالة على لفظ الجلالة god وليس God كما فعل مترجمو الإنجيل الغير أمناء .

ونحن نسأل :

لماذا استخدمتم الحرف الكبير ( G ) بدلاً من الحرف الصغير ( g ) ؟

لماذا تتلاعبون بترجمة أصول كتابكم المقدس .

ولقد جاء بالعهد القديم نص يقول فيه الرب لموسى بسفر الخروج : (( أنا جعلتك إلهاً لفرعون )) [ 7 : 1 ]

ولقد قمتم بترجمة النص إلي الانجليزية هكذا :

I have made you a god to pharoah .

مما يدل على أنكم تميزون بين الإله المعبود بحق والإله عندما يكون غير جدير بالعبادة ، فلماذا لم تلتزموا الدقة والامانة عند ترجمة كلمة Tontheos عندما وردت بأول فقرة من أول أصحاح بإنجيل يوحنا ؟

إن هذا هو ما تريدون أن تعتقدوه . إن هذا هو ما تريدون للناس أن يعتقدوا .

ولتوضيح الأمر لك عزيزي المتصفح إليك هذا المثال :

عندما تقول : عبد اليونان القدامى آلهة كثيرة ، فإنك تقول بالانجليزية :

The Ancient Greeks worshpped many gods .

وعندما تقول : نحن نعبد إلهاً واحداً ، فإنك تقول بالانجليزية :

We worship one God.

فعندما يكون الإله معبوداً بحق تستخدم في بدايته الحرف الكبير G وعندما لا يكون معبوداً بحق تستخدم في بدايته الحرف الصغير g ولقد تلاعب مترجمو إنجيل يوحنا عن اليونانية ، فجعلو كلمة ( الله ) الواردة في أول اصحاح من إنجيل يوحنا مبدوء بحرف كبير ، وكان من الضروري أن يبدأ بحرف صغير لأنها ترجمة لكلمة Tontheos وليست ترجمة لكلمة Hotheos اليونانية .

ثانياً : إن الكلمة المذكورة في الفقرة هي كلمة التكوين ، ذلك أنه لما كان أمر الخلق والتكوين وكيفية صدوره عن الله ، ما يعلو عقول البشر ، عبر عنه كتبة الاسفار بقولهم في المزمور الثالث والثلاثين الفقرة التاسعة ( لأنه قال فكان هو أمر فصار ) وفي الترجمة الحديثة للكتاب المقدس : (( قال كلمةً فكان وأمر فصار ))

فكلمة قال ، وكلمة أمر ، هي كلمة التكوين ، وهو ماورد في بسفر التكوين الاصحاح الاول : ( وقال الله ليكن نور فكان نور ) فكلمة ليكن هي كلمة التكوين . وفي المزمور [ 33 : 6 ] يقول النص (( بكلمة الرب صنعت السموات ))

ولما كان قد فقد في تكوين المسيح وحمل امه بما جعله الله سبباً للحمل وهو التلقيح بماء الرجل لما في الرحم ، أضيف هذا التكوين إلي كلمة الله وأطلقت الكلمة على المكون إيذاناً بذلك أو إشارة له وهذا من قبيل المجاز .

هذا وان جميع المفسرين من السلف ذكروا ان معنى تسمية المسيح بكلمة الله ، أي أن الله سبحانه وتعالى _ قد خلقه بالكلمة وهي (كن ) ، وأن الكلمة نفسها ليست ذات المسيح ، فالمسيح مخلوق بالكلمة وليس هو الكلمة .

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران : (( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) (آل عمران : 47)

فقد بينت هذه الآية الكريمة انه لما تعجبت مريم عليها السلام من ولادة هذا الولد من غير أب أجابها الملاك مقرراًً أن الله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ، فدل ذلك على أن هذا الولد مما يخلقه الله بقوله ( كن فيكون ) فلهذا قال الامام أحمد : عيسى مخلوق بالكن ، وليس هو نفس الكن .

ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في آية أخرى : (( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُون ))

ثالثاً : وهناك وجه آخر لإطلاق وتسمية المسيح بكلمة الله ، وذلك للإشارة إلي ما جاء بكلام الأنبياء عنه وبشارتهم به فقد ورد في سفر أرميا [ 33 : 14 ] قوله : (( ها أيام تأتي يقول الرب : وأقيم الكلمة الصالحة التي تكلمت بها إلي بيت إسرائيل وإلي بيت يهوذا في تلك الايام )) فهنا المراد بالكلمة الصالحة هي كلمة الوعد والبشرى بالمسيح المنتظر .

وورد في سفر اشعيا [ 2 : 3 ] قوله : (( لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن اورشليم كلمة الرب ))

يكون إنما سمي المسيح بالكلمة على معنى أنه الكلمة السابق بها الوعد ، والبشارة من الله لأنبياء الشريعة

ومما يؤكد هذا النظر أنه كثيراً ما يطلق لفظ ( الكلمة ) في الكتاب المقدس ويراد بها كلمة الوعد والبشرى وإليك الادلة أيها القارىء الكريم :

_ ورد في المزمور الخامس بعد المئة الفقرة الثانية والاربعين ما نصه :

(( لأنه ذكر كلمة قدسه مع ابراهيم عبده ))

_ وورد في سفر أخبار الايام الاول [ 16 : 15 ] ما نصه :

(( اذكروا إلي الأبد عهده الكلمة التي أوصى بها إلي ألف جيل الذي قطعه مع ابراهيم ))

ويكون على ذلك أن إضافة الكلمة لله هي للإحتراز عن الكلمة التي للشيطان وهي التي لا تصدق وهذا طبقاً لما جاء في سفر الأمثال الاصحاح الثلاثين الفقرة الخامسة يقول النص : (( كل كلمة من الله نقية ))

فيتضح أن كلمة الله نقية وكلمة الشيطان رديئة ولذلك لزم إضافة الكلمة المعبر بها عن المسيح بالوعد والبشرى به لله سبحانه وتعالى .

ولم يرد أيها القارىء الكريم في الكتاب المقدس ذكر صريح للأقنوم الثاني حتى يحمل لفظ الكلمة عليه ، كما يقول المسيحيون بأن الكلمة في قول يوحنا في إنجيله بقوله ( وكان الكلمة الله ) . وأن المراد بذلك في اعتقادهم هو الاقنوم الثاني وهو المسيح من الثالوث ، إذ أن عبارة أقنوم لم ترد مطلقاً في أي سفر في العهد القديم ولا في العهد الجديد .

رابعاً : إن اطلاق لفظ الله على الكلمة ، وهي المعني عنها بالمسيح ، لايعني إطلاقاً كون المسيح مساوياً لله ومتحد معه ، بل غاية ما فيه إطلاق لفظ الله على المسيح ، وليس هذا بالامر الغريب في الكتاب المقدس لأن الكتاب المقدس أطلق لفظ الله على الملاك كما في سفر القضاة [ 13 : 21 ، 22 ]

واطلق الكتاب المقدس لفظ الله على القاضي كما في سفر الخروج [ 22 : 8 ] وأطلق الكتاب المقدس لفظ الآلهه على الشرفاء كما في المزمور الثاني والثمانين الفقرة الاولى .

كما أطلق الكتاب المقدس لفظ الآلهه على القضاة الدينيين كما في المزمور الثاني والثمانين الفقرة السادسة

تابع الخلاصة
__________________