عرض مشاركة مفردة
  #55  
قديم 30-08-2005, 06:17 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ عهد الرسول على مبايعي العقبة ]
قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن ( أبي ) مرثد بن عبد الله اليزني عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي عن عبادة بن الصامت ، قال كنت فيمن حضر العقبة الأولى ، وكنا اثني عشر رجلا ، فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء وذلك قبل أن تفترض الحرب على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف . فإن وفيتم فلكم الجنة . وإن غشيتم من ذلك شيئا فأمركم إلى الله عز وجل إن شاء عذب وإن شاء غفر .
قال ابن إسحاق : وذكر ابن شهاب الزهري ، عن عائذ الله بن عبد الله الخولاني أبي إدريس أن عبادة بن الصامت حدثه أنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة الأولى على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف فإن وفيتم فلكم الجنة ، وإن غشيتم من ذلك ( شيئا ) فأخذتم بحده في الدنيا ، فهو كفارة له وإن سترتم عليه إلى يوم القيامة فأمركم إلى الله عز وجل إن شاء عذب وإن شاء غفر .
[ إرسال الرسول مصعبا مع وفد العقبة ]
قال ابن إسحاق : فلما انصرف عنه القوم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ، وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين فكان يسمى المقرئ بالمدينة : مصعب .
وكان منزله على أسعد بن زرارة بن عدس أبي أمامة .
قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أنه كان يصلي بهم وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض .
أول جمعة أقيمت بالمدينة
قال ابن إسحاق : وحدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن أبيه أبي أمامة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، قال كنت قائد أبي ، كعب بن مالك ، حين ذهب بصره فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة . قال فمكث حينا على ذلك لا يسمع الأذان للجمعة إلا صلى عليه واستغفر له . قال فقلت في نفسي : والله إن هذا بي لعجز ألا أسأله ما له إذا سمع الأذان للجمعة صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة ؟ قال فخرجت به في يوم جمعة كما كنت أخرج فلما سمع الأذان للجمعة صلى عليه واستغفر له . قال فقلت له يا أبت ما لك إذا سمعت الأذان للجمعة صليت على أبي أمامة ؟ قال فقال أي بني كان أول من جمع بنا بالمدينة في هزم النبيت ، من حرة بني بياضة ، يقال له نقيع الخضمات ، قال قلت : وكم أنتم يومئذ ؟ قال أربعون رجلا .
[ أسعد بن زرارة ومصعب بن عمير وإسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير ]
قال ابن إسحاق : وحدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقب وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل ، ودار بني ظفر ، وكان سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن خالة أسعد بن زرارة ، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر .
قال ابن هشام : واسم ظفر كعب بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس - قالا : على بئر يقال لها : بئر مرق فجلسا في الحائط ، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم ، وسعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير يومئذ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل وكلاهما مشرك على دين قومه فلما سمعا به قال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير لا أبا لك ، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا ، فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا ، فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك هو ابن خالتي ، ولا أجد عليه مقدما ، قال فأخذ أسيد بن حضير حربته .
ثم أقبل إليهما ، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير : هذا سيد قومه قد جاءك ، فاصدق الله فيه قال مصعب إن يجلس أكلمه .
قال فوقف عليهما . متشتما ، فقال ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا ؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة فقال له مصعب أوتجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره قال أنصفت ثم ركز حربته وجلس إليهما ، فكلمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن فقالا : فيما يذكر عنهما : والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتسهله .
ثم قال ما أحسن هذا الكلام وأجمله كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟ قالا له تغتسل فتطهر وتطهر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي .
فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وتشهد شهادة الحق ثم قام فركع ركعتين ثم قال لهما : إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما الآن سعد بن معاذ ، ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلا ، قال أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم فلما وقف على النادي قال له سعد ما فعلت ؟ قال كلمت الرجلين فوالله ما رأيت بهما بأسا ، وقد نهيتهما ، فقالا : نفعل ما أحببت وقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ، ليخفروك قال فقام سعد مغضبا مبادرا ، تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة فأخذ الحربة من يده .
ثم قال والله ما أراك أغنيت شيئا ، ثم خرج إليهما ، فلما رآهما سعد مطمئنين عرف سعد أن أسيدا إنما أراد منه أن يسمع منهما ، فوقف عليهما متشتما ، ثم قال لأسعد بن زرارة يا أبا أمامة ( أما والله ) لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني ، أتغشانا في دارينا بما نكره - وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير أي مصعب جاءك والله سيد من وراءه من قومه إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان - قال فقال له مصعب أوتقعد فتسمع فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره ؟ قال سعد أنصفت .
ثم ركز الحربة وجلس فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن قالا : فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهله ثم قال لهما : كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين ؟ قالا : تغتسل فتطهر وتطهر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي ركعتين قال فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وتشهد شهادة الحق ثم ركع ركعتين ثم أخذ حربته فأقبل عامدا إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير .
قال فلما رآه قومه مقبلا ، قالوا : نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم فلما وقف عليهم قال يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا ( وأوصلنا ) وأفضلنا رأيا ، وأيمننا نقيبة قال فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وبرسوله قالا : فوالله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما ومسلمة .
ورجع أسعد ومصعب إلى منزل أسعد بن زرارة فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف وتلك أوس الله وهم من الأوس بن حارثة وذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن الأسلت وهو صيفي ، وكان شاعرا لهم قائدا يستمعون منه ويطيعونه فوقف بهم عن الإسلام فلم يزل على ذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ومضى بدر وأحد والخندق ، وقال فيما رأى من الإسلام وما اختلف الناس فيه من أمره
أرب الناس أشياء ألمت يلف الصعب منها بالذلول
أرب الناس أما إذ ضللنا فيسرنا لمعروف السبيل
فلولا ربنا كنا يهودا وما دين اليهود بذي شكول
ولولا ربنا كنا نصارى مع الرهبان في جبل الجليل
ولكنا خلقنا إذ خلقنا حنيفا ديننا عن كل جيل
نسوق الهدي ترسف مذعنات مكشفة المناكب في الجلول
قال ابن هشام . أنشدني قوله فلولا ربنا ، وقوله لولا ربنا ، وقوله مكشفة المناكب في الجلول رجل من الأنصار ، أو من خزاعة .
أمر العقبة الثانية
قال ابن إسحاق : ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة ، وخرج من خرج من الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرك حتى قدموا مكة ، فواعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة ، من أوسط أيام التشريق حين أراد الله بهم ما أراد من كرامته والنصر لنبيه وإعزاز الإسلام وأهله وإذلال الشرك وأهله .
[ البراء بن معرور وصلاته إلى الكعبة ]
قال ابن إسحاق : حدثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين أخو بني سلمة أن أخاه عبد الله بن كعب وكان من أعلم الأنصار ، حدثه أن أباه كعبا حدثه وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، قال خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا ، ومعنا البراء بن معرور ، سيدنا وكبيرنا ، فلما وجهنا لسفرنا ، وخرجنا من المدينة ، قال البراء لنا : يا هؤلاء إني قد رأيت رأيا ، فوالله ما أدري ، أتوافقونني عليه أم لا ؟ قال قلنا : وما ذاك ؟ قال قد رأيت أن لا أدع هذه البنية مني بظهر يعني الكعبة ، وأن أصلي إليها . قال فقلنا ، والله ما بلغنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم يصلي إلا إلى الشام وما نريد أن نخالفه . قال فقال إني لمصل إليها . قال فقلنا له لكنا لا نفعل . قال فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام ، وصلى إلى الكعبة ، حتى قدمنا مكة قال وقد كنا عبنا عليه ما صنع وأبى إلا الإقامة على ذلك . فلما قدمنا مكة قال لي : يا ابن أخي ، انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نسأله عما صنعت في سفري هذا ، فإنه والله لقد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه . قال فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا لا نعرفه ولم نره قبل ذلك فلقينا رجلا من أهل مكة ، فسألناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل تعرفانه ؟ فقلنا : لا ، قال فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه ؟ قال قلنا : نعم - قال وقد كنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجرا - قال فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس . قال . فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس معه فسلمنا ثم جلسنا إليه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل ؟ قال نعم هذا البراء بن معرور ، سيد قومه وهذا كعب ( بن ) مالك . قال فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاعر ؟ قال نعم . ( قال ) : فقال ( له ) البراء بن معرور : يا نبي الله إني خرجت في سفري هذا ، وقد هداني الله للإسلام فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إليها ، وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك شيء فماذا ترى يا رسول الله ؟ قال ( قد ) كنت على قبلة لو صبرت عليها . قال فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى معنا إلى الشام . قال وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات وليس ذلك كما قالوا ، نحن أعلم به منهم . قال ابن هشام : وقال عون بن أيوب الأنصاري :
ومنا المصلي أول الناس مقبلا على كعبة الرحمن بين المشاعر
يعني البراء بن معرور . وهذا البيت في قصيدة له .