
30-08-2005, 08:32 AM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين.
الأخ الفاضل،الفهري،
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،وبعد،
فاسمح لي اخي الفاضل بهذه المداخلة المتواضعة إن شاء الله وجزاك الله خيرا..
نتوكل على الله:
أقول وبالله التوفيق..أولا..إني لأستغرب جدا أن يصدر مثل هذا القول:
إقتباس:
أتحدى أي شخص يأتي بدليل واضح من القرأن أو السنه على تحريم الأختلاط
|
من عالم..فهو اولى الناس يجدر به العلم أن التحريم لا يقع ويثبت فقط بوجود آية او حديث واضح يحرم الشيء..وإلا سألته أنا بنفس السؤال وليجبني: ليأتيني هو بدليل من القرآن والسنة واضحين جدا على تحريم مثلا "التدخين"..هل سيحصل على آية صريحة او حديث صريح يذكر فيه اسم التدخين؟؟؟ أكيد لا إن شاء الله..لكن مع ذلك فهو محرم بدليل ما يستفاد من بعض الآيات والأحاديث..هذا من جهة..أما من جهة أخرى..فشخصيا والله أعلم دائما..أرى انه فعلا هي طريقة غير سليمة أبدا أن يتحدى مسلما غيره من المسلمين..ببساطة لأنه يتحدى قوما شعراهم القرآن والسنة أيضا..فهل هذا يعني انه يتحدى الله ورسوله الكريم صلى الله عيه وسلم؟؟؟ فما يتحدى به هو.. هو نفسه ما يملك غيره ويتكلم به بإذن الله تعالى وتوفيقه..فلنتق الله في قول مثل هذه الكلمة فإنما هو خطر كبير..وكأننا نقول..ان كلام الرسول صلى الله عليه وسلم متضارب أو ان القرآن الكريم ناقص والعياذ بالله..فلنترك التحدي من مسلم لكافر..فلنا الحجة وليست لهم علينا حجة لأننا نملك القوة بقرآننا وسنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ولله الحمد..لكن غفر الله لنا وله..ونسأل الله تعالى ان يجزيه خيرا على اجتهاده في كل الأحوال..و لنستبدل كلمة تحدي بجدال..
نأتي الآن لمسألة الإختلاط بإذن الله..وأقول إن شاء الله..وأعوذ بالله من شر الهوى:
عجبا لمن يستدل ببعض الأحاديث التي استثنيت فيها بعض الحالات من خروج المرأة واختلاطها بالرجال..بل وعجبت اكثر لمن يستدل بقول :أنها فعلت ذلك في عهد الحبيب صلى الله عليه وسلم..ويتخذ ذلك حجة لتبرير فعله..فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
يا إخوان ويا اخواتي الحبيبات..يرحمكم الله جميعا..أفيعقل أن نقيم الحجة بالأمور المستثنية؟؟ أيعقل أن نقدم الخاص على العام؟؟ الخاص لا يحتج به إلا على الخاص لا على العام..والإمام النووي رحمه الله برحمته آمين بنفسه يحرم الإختلاط..فقط يستثني بعض الحالات: فقد قال رحمه الله : ( وقال أصحابنا: ولا فرق في تحريم الخلوة حيث حرمناها بين الخلوة في صلاة أو غيرها. ويستثنى من هذا كله مواضع الضرورة)..يعني هنا مسائل خاصة..يعني ما استثني من هذا الأمر..من تحريم الإختلاط..فالإختلاط عند اهل العلم هو الخلوة لا فرق..
ثم بالله عليكم جميعا..ايقبل عقل سليم تبرير اختلاط النساء اليوم بحجة انه فعله بعض النساء في عهد الحبيب صلى الله عليه وسلم أيضا؟؟ أيعقل أن نقارن خير القرون بقرننا هذا؟؟؟ أيعقل أن نقارن امرأة كانت خرجت واختلطت برجال أمثال سيدنا أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي وحمزة والزبير وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم اجمعين بالمرأة التي تختلط برجال هذا الزمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مالكم كيف تحكمون؟؟؟؟؟؟؟
ثم أجيبوني بارك الله فيكم..لما تظنون انها اضطرت للإختلاط بالرجال كما ثبت في هذا الحديث مثلا؟؟
وفي "صحيح مسلم" عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا، فيسقين الماء ويداوين الجرحى".
ألأنها أرادت ان تثبت ذاتها أم لأن رجالهم كلهم كانوا يجاهدون في سبيل الله وسبيل دينه؟؟؟ أكان احدا يتأخر عن الجهاد ونيل الجنات؟؟؟ هل كان احدا منهم يتخلف عن ذلك الأجر العظيم ويزهد فيه ويفضل الدنيا ليبقى هو يتكلف بذلك الأمر؟؟؟ أكان هناك رجال متخلفون عن الجهاد (ولا أقصد المرضى والمعاقون والصغار)..ليفعلوا ذلك عوض النساء؟؟ اكانت ضرورة لهن لأنه لا وسيلة أخرى ام فقط أدخلن في ذلك دون عذر؟؟؟ وهل الآن رجالنا مشغولون بالجهاد؟؟ هل لا سبيل لفعل الشيء إلا بانفسنا والإختلاط معهم (ما لم تكن ضرورة)؟؟ ام ان معظم رجالنا وشبابنا يجدون حتى الوقت ليجادلوا عن فريقهم المفضل في الكرة..أو الجلوس في قهوى وغيرها في حين زوجته تخرج للتسوق أو غيره؟؟
وما رأيكم في قول الحق سبحانه وتعالى :
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:

هل ما أمرنا لنبقى في بيوتنا إلا لتجنب الإختلاط أم غيره؟؟؟؟ أم أن الآية غير واضحة؟؟؟
هل يأمرنا الله تعالى بذلك ثم نقول هو مباح الإختلاط؟؟؟ ألستم ترون الأمر "وقرن في بيوتكن" ؟؟
ثم لم أفهم..ممكن أحد يفسر لي لما تفرقوا بين الخلوة والإختلاط؟؟؟؟ أليست لن تكون خلوة إلا إذا اختلطت المرأة سواء أكان برجل واحد أو بأكثر؟؟ فلما تبعدون الخلوة عن الإختلاط؟؟؟
فإني ما قرأت يوما شيئا عن الإختلاط لوحده والخلوة لوحدها..ألستم ترون أن العلماء عندما يتكلمون عن الإختلاط يستدلون بأحاديث فيها كلمة خلوة؟؟؟؟ لما لم يفرقوا؟؟ ألأنه فعلا لا فرق أم العكس؟؟ ولما نفرق نحن عوام الناس بين ذلك ونخالف العلماء؟؟ هل يعقل أننا نحن عوام الناس أدركنا ـ وسبحان الله ـ هذا الأمر وهم لا؟؟ انفلت منهم يعني أم ماذا؟؟ وهل كلهم انفلت منهم هذا الأمر؟؟
روى البخاري عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال . قال : كيف تَمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال ؟
قلت : أبعد الحجاب أو قبل ؟
قال : إي لعمري . لقد أدركته بعد الحجاب .
قلت : كيف يخالطن الرجال ؟
قال : لم يكن يخالطن ، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجْرة من الرجال لا تخالطهم ، فقالت امرأة : انطلقي نستلم يا أم المؤمنين قالت : عنكِ ، وأَبَتْ .
ومعنى ( حَجْرَة ) أي ناحية . يعني أنـها لا تُـزاحم الرجال في الطواف .
ومعنى " أبَتْ " : أي رفضت وامتنعت أن تُزاحم الرجال لِتستلم الحجر أو الركن .
****
ولما دخلت مولاة لعائشة عليها فقالت لها : يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا ، فقالت لها عائشة رضي الله عنها : لا آجرك الله . لا آجــرك الله . تدافعين الرجال ؟ ألا كبّرتِ ومررتِ . رواه الشافعي والبيهقي .
*****
وقالت أم سلمة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ويمكث هو في مقامه يسيرا قبل أن يقوم . قالت : نرى - والله أعلم - أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال . رواه البخاري .
****
بل قال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء في زمنه لما اختلط الرجال مع النساء في الطريق وهو خارج من المسجد فقال : استأخرن فأنه ليس لكن أن تحققن الطريق . عليكن بحافات الطريق ، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به . رواه أبو داود .
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
تدرون يا إخوان واخوات؟؟ محزن أن ترى هذا التشدد والتعصب في دين الله من اجل دنيا فانية..لكن مما لاشك فيه أن الذي يدمي القلب أكثر هو رؤية أن أعداء الدين يجاهدون بكل قواهم للتخلص من مبادئهم القذرة ويتخذون من ديننا ما يفيدهم..في حين أننا نحن امة الحبيب صلى الله عليه وسلم..امة الإسلام..نظن ان المفيد في التقليد الأعمى والإبتعاد عن الدين..وياليته كان هذا التشدد يفيدنا دنيويا..لكن لا والله..بل هي فقط خطة من خطط أعداء الدين ليحطموا مجتمعنا الصالح الراقي..وقد نجحوا في ذلك كثيرا..وما بعض البلدان الإسلامية إلا دليل على ذلك..فلن يقوم أبدا مجتمع إن كانت مبادءه قد تحطمت..وها نحن في اختلاف دائم نظرا لما وقعنا فيه..فسبحان الله..نحن المسلمون نرد تحريم الإختلاط على العلماء في حين يعمل الغربيون في محاربة الإختلاط لأنهم أدركوا خطورة هذا الأمر على المجتمع..فإنا لله وإنا إليه راجعون..
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولوالدي ولكم وللمسلمين والمسلمات كافة..
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك واتوب إليك.
|