عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 04-09-2005, 06:43 PM
fadl fadl غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 437
إفتراضي

الحركة الإسلامية
انخفض معدل العمليات الفدائية ضد الكيان الصهيوني في نهاية السبعينيات، وتراجع الى حدود متواضعة جداً في الثمانينات، غير أن هناك عدداً من العمليات النوعية التي تجدر الإشارة إليها مثل عملية اختطاف الحافلة الإسرائيلية قرب عسقلان في نيسان/أبريل 1984 من قبل أربعة مقاومين من سكان قطاع غزة، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنهم من أفرادها، وعملية قتل قائد الشرطة العسكرية في قطاع غزة الكابتن روزن طال، وعملية قتل ضابط ((الشاباك)) في تشرين الأول/أكتوبر 1987 وغيرها من عمليات الطعن بالسكاكين التي استهدفت المستوطنين. وهي العمليات التي قام بها مقاومون من الحركة الإسلامية التي انتقلت من مرحلة انتشال الجيل وتربيته على الإسلام إلى دفعه في وجه الاحتلال والقيام بعمليات جهادية بطولية.
وفي هذه المرحلة أيضاً بدأ الإسلاميون في جمع السلاح وتخزينه لمواجهة المحتلين في اللحظة المناسبة، ومع تنامي الصحوة الإسلامية بدأت بعض التنظيمات السرية بأعمال عسكرية ضد قوات الاحتلال. فقامت حركة الجهاد الإسلامي بتوزيع منشورات في قطاع غزة دعت فيها الشباب إلى حمل السلاح وضرب العدو الصهيوني. وأسس الإخوان المسلمون في قطاع غزة تنظيماً عسكرياً جديداً عام 1984 بقيادة الشيخ الشهيد أحمد ياسين، غير أن سلطات الاحتلال اكتشفت هذا التنظيم وحكمت على مؤسسيه بالسجن لمدد متفاوتة.
ومع الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين عام 1985 في صفقة تبادل الأسرى آنذاك، أعاد الإخوان المسلمون في قطاع غزة تأسيس جهازهم العسكري باسم ((المجاهدون الفلسطينيون))، ليباشر هذا الجهاز عمليات عسكرية من طعن الجنود وإلقاء القنابل على دوريات ومعسكرات الاحتلال، وقتل عدد من العملاء والمتعاونين مع الصهاينة، وزرع العبوات الناسفة وحرق آلاف من الدونمات والمحاصيل الزراعية للمستوطنين، وتوّج المجاهدون الفلسطينيون عملياتهم يوم عيد الأضحى المبارك 2/8/1987 حين استطاع القائد عدنان الغول قتل قائد الشرطة العسكرية روزن طال، وأعطى هذا العمل الثقة في نفوس الأهالي وحظي بالإعجاب والارتياح. كذلك قصة قتل ضابط الشاباك ((فيكتور أورجنال)) والتي نفذتها مجموعة المغراقة بقيادة عدنان الغول أيضاً، وهذا العمل أعطى نفوس الجماهير الحماس والشجاعة.

الانتفاضة الكبرى
تميزت المرحلة الأولى من الانتفاضة الفلسطينية الكبرى عام 1987 بالمواجهات الشعبية الواسعة والإضرابات، والمظاهرات، ومقاطعة الإدارة المدنية الصهيونية، وتنظيف المجتمع من العملاء ومروجي الفساد والمخدرات. وقد تلازمت بداية الانتفاضة مع إنشاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واعتبرت من أكثر الأطراف فاعلية في قطاع غزة تحديداً. ورغم الملاحقة والمطاردة من قبل الكيان الصهيوني، استطاعت حركة حماس تطوير جهازها العسكري الذي أصبح ((كتائب الشهيد عز الدين القسام)) وقوي هذا الجهاز واستطاع تنفيذ عشرات العمليات النوعية بدءاً من أسر جنود من داخل العمق الصهيوني، مروراً بنصب الكمائن التي اشتهر بها الشهيدان عماد عقل وجميل الوادي وانتهاء بالعمليات الاستشهادية النوعية في القدس، وتل أبيب، وبيت ليد، وكفار داروم، ونتساريم وغيرهم.. كما استطاعت بقية الفصائل الفلسطينية استنباط أشكال جديدة لأجهزتها العسكرية (كصقور فتح، والنسر الأحمر - الجبهة الشعبية، والنجم الأحمر - الجبهة الديمقراطية، والقوى الإسلامية المجاهدة - الجهاد الإسلامي) شاركت كل حسب إمكانياتها في المواجهات العسكرية ضد قوات الاحتلال.
لم يعد مشهد اللثام والحجر أو حتى المقلاع يثير المشاعر بالشكل الذي كان عليه الحال في السنوات الخمس الأولى من الانتفاضة الفلسطينية الكبرى، فقد باتت العمليات الفدائية الجريئة التي ينفذها المقاومون في قطاع غزة تشكل أكثر المشاهد إثارة للمشاعر في أوساط الجمهور الإسرائيلي حتى أصبح حديث الصحافة الإسرائيلية ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية ينص على ((حرب العصابات)) الموجهة ضد الدولة العبرية. وارتكز هذا الحديث على جملة من التصريحات لشخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية تفيد بأن ((كتائب الشهيد عز الدين القسام)) و((سرايا القدس)) قد طورتا فعاليتهما الجهادية إلى مستوى لم يكن يتوقعه أحد في ظل خروج الفصائل الفلسطينية الرئيسة من دائرة الصراع مع الكيان الصهيوني وقبولها بالحكم الذاتي الهزيل.
ولعل المَعْلم الأكثر تميزاً في قدرة كتائب الشهيد عز الدين القسام وجرأة مجاهديها، ما اعتبره المؤرخ أوري ميسلشتاين المتخصص في التاريخ العسكري الإسرائيلي حين قال: ((إن حرب العصابات ليست ظاهرة جديدة فقد وقع الكثير من الهجمات في السبعينات، أما هذه المرة فإن العمليات تنجح وأصبح الشبان الفلسطينيون يتغلبون على الإسرائيليين، من الناحية التقنية المحصنة)). كما علق الجنرال يهوشع ساغي الذي كان يشغل رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية على المواجهة الشاملة التى خاضتها كتائب القسام بالقول: ((إنها لم تعد انتفاضة، إنها حرب عصابات جامحة بلا حدود)).
ولكن سعي أطراف م.ت.ف. لاستثمار سياسي سريع للانتفاضة ودخول موتمر مدريد ثم توقيع اتفاق أوسلو وبدء مشروع الحكم الذاتي عام 1994 زاد من صعوبات عمليات المقاومة في قطاع غزة، وأصبحت المقاومة تتعرض لضغط فلسطينى وصهيوني مشترك. ورغم ذلك، فقد شهدت الفترة 1994-2000 عدداً من العمليات النوعية القوية انطلاقاً من قطاع غزة، وكان مسرحها القدس وبيت ليد وتل أبيب والطيبة، هزت الكيان الصهيوني واستدعت عقد مؤتمر دولي في شرم الشيخ بحضور الدول الكبرى ((لمكافحة الإرهاب)).
__________________
abu hafs