الموضوع: كنوز
عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 06-09-2005, 02:28 PM
القعقاع بن عمرو القعقاع بن عمرو غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2005
المشاركات: 438
إفتراضي دار البقاء

عندما حضر رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وطلب منه أن يكتب له عقد بيع بيت ، فنظر علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، بفصاحته ، بفصاحة المؤمن ( إن المؤمن يرى بنور الله تعالى ) إلى الرجل فوجد أن الدنيا متربعة على قلب هذا الرجل ، فأمسك بالقلم وكتب اشترى ميت من ميت بيتاً ، في سكة الغافلين ، في حارة المذنبين ، له أربعة حدود : الحد الأول يؤدي إلى الموت ، والحد الثاني يؤدي إلى القبر ، والحد الثالث يؤدي إلى البعث ، والحد الرابع يؤدي إما إلى الجنة وإما إلى النار ، فقال الرجل يا علي جئتك لتكتب لي عقد بيع بيت ، أما هذا فهو عقد بيع مقبرة ، فأنشد علي يقول :


النفس تبكي على الدنيا وقد علمت= أن السلامة فيها ترك ما فيها
لادار للمرء بعد الموت ِ يسكنها =إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه=وإن بناها بشرٍّ خاب بانيها
أين الملوكُ التي كانت مسلّطةً =حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
أمولنا لذوي الميراث نجمعها =ودورنا لخراب الدهر نبنيها
كم من مدائن في الآفاق قد بُنيت=أمست خراباً وأمسى الموت أهليها
إن المكارم أخلاقٌ مطهّرةٌ =الدينُ أولها والعلم ثانيها
والعقل ثالثها والحِلم رابعها=والجود خامسها والفضل سادسها
والبِرّ سابعها والشكر ثامنها=والصبر تاسعها واللينُ باقيها
لا تركَنَنَّ الى الدنيا وما فيها=فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
واعمل لدارٍ غداً رضوان خازنها=والجارُ أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهبٌ والمسك طينتها=والزعفران حشيش نابتٌ فيها
فقال الرجل يا علي فقد وهبتها لله ورسوله .
الرد مع إقتباس