عرض مشاركة مفردة
  #44  
قديم 07-09-2005, 12:30 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking أنا الألف والياء والبداية والنهاية


أنا الألف والياء والبداية والنهاية


يستدل النصارى على لاهوت المسيح بما جاء في رؤيا يوحنا من قوله : أنا الألف والياء، والأول والآخر، والبداية والنهاية

الرد على هذه الشبهة :
الحقيقة أن هذه الشبهة واهية للغاية وبطلانها أوضح من الشمس، وذلك لسببين :

أولا: أن هذه العبارات : (( أنا الألف والياء... الخ ))، التي تكررت في الرؤيا عدة مرات إنما ينقلها الملاك ، الذي ظهر ليوحنا في رؤياه، عن قول الله عن نفسه ، لا عن قول المسيح عن نفسه !

نظرة بسيطة لأول مرة جاءت فيها هذه العبارة في أول إصحاح من سفر رؤيا يوحنا هذا توضح ذلك :

(( من يوحنا إلى الكنائس السبع في آسية. عليكم النعمة والسلام من لدن الذي هو كائن وكان وسيأتي، ومن الأرواح السبعة الماثلة أمام عرشه، ومن لدن يسوع الشاهد الأمين والبكر من بين الأموات وسيد ملوك الأرض. لذاك الذي أحبنا فحلنا من خطايانا بدمه، وجعل منا مملكة من الكهنة لإلـهه وأبيه، له المجد والعزة أبد الدهور آمين. ها هو ذا آتٍ في الغمام. ستراه كل عين حتى الذين طعنوه، وتنتحب عليه جميع قبائل الأرض. أجل، آمين. أنا الألف والياء " هذا ما يقوله الرب الإلـه، الذي هو كائن وكان وسيأتي وهو القدير.)) رؤيا يوحنا: [ 1: 4 ـ 8]

فنلاحظ بوضوح أن قائل أنا الألف والياء هو : الرب الإلـه الذي هو كائن وكان وسيأتي، وهو غير المسيح، بدليل أنه عطفه عليه في البداية عندما قال : عليكم النعمة والسلام من الذي هو كائن وكان و.. ومن الأرواح السبعة... ومن لدن يسوع الشاهد...، والعطف يقتضي المغايرة.

ثانيا : إن هذه العبارة حتى لو قلنا أنها للمسيح، فلا تتضمن نصا في تأليهه، لأنه يمكن تفسير عبارته : ( أنا الأول والآخر والبداية والنهاية ) بمعنى : أنا أول خلق الله ( أو بكر كل خليقة على حد تعبير يوحنا ) فبهذا يكون الأول والبداية، والحاكم يوم الدينونة بأمر الله، فبهذا يكون الآخر والنهاية لعالم الخليقة، وما دام هذا الاحتمال وارد، فالاستدلال بالعبارة ساقط، كيف ومثل هذه العقيدة الخطيرة تقتضي الأدلة القطعية الصريحة التي لا تحتمل أي معنى آخر .

ثالثاً : ثم لو افترضنا ان المسيح هو الالف والياء فإن ملكي صادق الكاهن هو بلا بداية وبلا نهاية كما جاء في الرسالة إلى العبرانيين [ 7 : 1 _ 3 ] !!!!

رابعاً : ان نصوص سفر الرؤيا والتي ذكرت أن المسيح الألف والياء، وأنه الأول والآخر، لا تصلح للدلالة في مثل هذه المسائل، فهي كما أشار العلامة ديدات وجميع ما في هذا السفر مجرد رؤيا منامية غريبة رآها يوحنا، ولا يمكن أن يعول عليها، فهي منام مخلط كسائر المنامات التي يراها الناس، فقد رأى يوحنا حيوانات لها أجنحة وعيون من أمام، وعيون من وراء، وحيوانات لها قرون بداخل قرون…(انظر الرؤيا 4/8)، فهي تشبه إلى حد بعيد ما يراه في نومه من أتخم في الطعام والشراب، وعليه فلا يصح به الاستدلال.

يقول المهندس محمد فاروق الزين في كتابه المسيحية والاسلام والاستشراق صفحة 233 :

"الرؤيا" هو بحث كتبه يوحنا العراف - الملقب باللاهوتي - في أواخر الستينيات من القرن الأول، لم يكن يعتبر سفراً مقدساً وقت كتابته وحتى حلول القرن الرابع الميلادي، إذ بعد مؤتمر نيقية 325 م طلب الامبراطور الوثني قسطنطين من يوزيبيوس Eusebius أسقف قيسارية إعداد " كتاب مسيحي مقدس " للكنيسة الجديدة، وليس مؤكداً إن يوزيبيوس في ذلك الوقت قرر إدخال كتاب " الرؤيا " ضمن أسفار العهد الجديد ، ذلك أن بعض المراجع المسيحية لم تكن تؤمن بصحة معلوماته، وعليه أن " الرؤيا " أضيف إلى " الكتاب المسيحي المقدس " بعد زمن يوزيبيوس بكثير .

وقد كتب ديونيسيوس Dionysius أسقف الإسكندرية ، الذي كان معاصراً ليوزيبيوس، أن يوحنا مؤلف " الرؤيا " ليس هو الحواري يوحنا بن زبيدي قطعاً، وأضاف أنه لا يستطيع فهم " الرؤيا " ، وأن الكثيرين من معاصريه انتقدوا " الرؤيا " بشدة . ، وذكروا أن المؤلف لم يكن حوارياً ولا قديساً ولا حتى عضواً في الكنيسة بل هو سيرنثوس Cerinthus الذي تزعم الطائفة المنحرفة المعروفة باسمه . Eusebius HTC p. 88,89,240-243 ، Mack WWNT p.288


ومع هذا فسيبقى السؤال مطروحاً دائماً وأبداً :

هل ادعى المسيح عليه السلام بنفسه أنه الله ؟

هل قال بنفسه : انني أنا الله فاعبدوني ؟

والاجابة : أنه ليس هناك قول صرييح واحد في أي من الاسفار الــ 66 عند البروتستانت أو الـ 73 عند الكاثليك يقول فيه المسيح : انني أنا الله فاعبدوني !!

وهذه الحياة الابدية أن يعرفوك أنت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته
__________________